أكد عبد العزيز بوتفليقة، المرشح الحر لرئاسيات الربيع المقبل، أنه يريد دعما مطلقا من الشعب الجزائري خلال الانتخابات القادمة. وفي جملة خارج النص الرسمي للخطاب الذي ألقاه أول أمس خلال حفل إعلان ترشحه- قال بوتفليقة إن الرئيس لن يكون رئيسا إلا اذا كان مدعما بالأغلبية الساحقة، ينم عن مدى حرص بوتفليقة على ضمان التزكية الشعبية القوية على غرار الانتخابات الرئاسية السابقة خاصة منها انتخابات الرئاسة ل 2004 وهو ما أشار إليه صراحة حين عرّج على الانتخابين الرئاسيين السابقين، إضافة الى استفتاءين لم يتردد المراقبون في التأكيد أن الرئيس بوتفليقة أراد نتائجها تأكيدا لشعبيته• عبد العزيز بوتفليقة المعروف عنه اللجوء إلى الدعم المباشر من الشعب لانتخابه رئيسا. وبنظرة سريعة الى مسار الرجل منذ انتخابه سنة 1999 يتبين بوضوح أنه خاض تلك الانتخابات كمرشح إجماع وبعدها مباشرة في أقل من عام قرر بوتفليقة اللجوء إلى إجراء استفتاء على قانون الوئام المدني ليتمكن من نيل ثقة الشعب مرة أخرى ويكون -أي الاستفتاء-ردا قويا على خصومه السياسيين ممن شككوا في صحة الاقتراع نتيجة انسحاب بعض المترشحين عشية الانتخاب. أما في 2004 ورغم الفوز الباهر لبوتفليقة باعتراف الجميع في تلك الانتخابات ونسبة المشاركة الجيدة للشعب الجزائري، إلا أن الرئيس بوتفليقة كان يحرص على استشارة الشعب مباشرة ويلح على مساندته في إنجاح برامجه الساسية والاقتصادية منها والوقوف بجنبه لتسيير دفة الحكم وذلك في كل مناسبة يخاطب فيها المجتمع سواء في خطابات رسمية أو مستغلا خرجاته الميدانية للولايات. عبد العزيز بوتفليقة الذي بدا أمس في أريحية كبيرة، كونه أنجز ما استطاع اليه سبيلا من وعوده الانتخابية السابقة، اعتبرا نفسه أدى ما عليه في خدمة الوطن، كما قال أول أمس، وجدد نداءه وبإلحاح إلى أنه لا يرضى بديلا عن الثقة المطلقة والساحقة من طرف الشعب الجزائري في الاستحقاق الرئاسيي القادم لاستكمال مسار التنمية والبناء، وهي إشارة ضمنية إلى هاجس العزوف الشعبي عن التوجه بقوة لانتخاب القاضي الأول في البلاد.. هذا التخوف أو الهاجس يؤرق كذلك السلطة والتي تعمل منذ انطلاق العد التنازلي لرابع انتخابات تعددية في الجزائر على حث المواطنين على التوجه بكثافة لصناديق الاقتراع. كما تعمل مصالح وزارة الداخلية على وضع التسهيلات الكبيرة لعملية التصويت، كما كان الحال مع الطلبة الجامعيين بالسماح لهم لأول مرة من أداء الواجب الانتخابي في إقاماتهم الجامعية. في نفس السياق تقوم الحكومة بحملة تحسيسية كبيرة استعملت فيها حتى وسائل الاتصال الحديثة، كالرسائل القصيرة للهاتف النقال، تدعو الجزائريين للمشاركة في رئاسيات الربيع المقبل وأن لا يترك المواطن أحدا يقرر في مكانه.