أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه بصفة رسمية للانتخابات الرئاسية، وخاطب الآلاف من مناصريه أنه سيدخل هذا الاستحقاق بصفته مرشحا مستقلا ''...وهذا ما دعاني إلى توطين نفسي للاستحقاق الرئاسي بصفة المرشح المستقل". وأبدى بوتفليقة رغبة كبيرة في الحصول على الأغلبية الساحقة في رئاسيات التاسع أفريل المقبل قائلا ''...الرئيس لن يكون رئيسا إلا إذا كان مدعما بثقة الأغلبية الساحقة من الشعب...". أكد بوتفليقة أمام أزيد من 5000 شخص غصت بهم القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، أنه كان من الصعب عليه أن يتجاهل كل الدعوات التي وصلته والتي طالبته بالترشح لعهدة ثالثة من قبل أحزاب التحالف والمنظمات والجمعيات التي زكته وخصوصا المجاهدين، مضيفا ''...أنه كان من الصعب أن أصم عن مثل هذا النداء الملح وأن أولي الأدبار ناكثا ما تعاهدنا عليه إلى الأبد...''، معتبرا أن مثل هذا الموقف سيكون من الصعب اتخاذه خصوصا أمام المجاهدين، والشعب الذي قال أن وسمه بثقته مرتين متتاليتين في 1999 و2004 . وحرص بوتفليقة في خطابه المطول الذي ألقاه بالقاعة البيضاوية بحضور كوكبة من الشخصيات الوطنية و الوزراء ومسؤولي المنظمات والجمعيات، على التأكيد أنه سيدخل هذه الرئاسيات بصفته مرشحا مستقلا، خلافا لكل الأوصاف التي أعطيت له. كما أعطى بوتفليقة تلميحات قوية بأنه يرغب رغبة ملحة في الحصول على الأغلبية الساحقة في هذه الانتخابات وهو ما عبر عنه بالقول ''الرئيس لن يكون رئيسا إلا إذا كان مدعما بثقة الأغلبية من الشعب''، مكررا هذه العبارة ثلاث مرات، كدلالة على أنه يريد ذلك وبإلحاح من أجل الاضطلاع بمسؤولياته الدستورية واتخاذ القرارات في وضع مريح و من منطلق أقوى. واستعرض بوتفليقة أمام مناصريه العديد من الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي الذي سيتقدم به للشعب، مؤكدا أنه سيواصل في نهج المصالحة الوطنية، التي قال أنه تمكن بفضلها من إرجاع السلم إلى ربوع كبيرة من البلاد، وفتح الباب على مصراعيه أمام من ضلت بهم السبل للعودة إلى أحضان الدولة والمجتمع. وأضاف بوتفليقة أنه سيواصل في نفس هذا النهج وسيعمل بكل ما أوتي من قوة أجل ترقية المصالحة الوطنية والوصول بهذا المشروع إلى منتهاه خلال عهدته الرئاسية الثالثة، من خلال مواصلة اليد الممدودة والعمل دون هوادة على محاربة ما تبقى من فلول الإرهاب. وفي سياق استعراض حصيلة عهدتيه الرئاسيتين دافع بوتفليقة عن حصيلتها، معتبرا أن رهان محاربة البطالة وتوفير السكن ومعالجة مشكل المديونية قد تحقق خلال العشر سنوات التي قضاها على رأس الدولة، مؤكدا أن البطالة التي كانت تصل إلى نسبة 30 بالمئة سنة 1999 قد تم خفضها إلى أقل من 12 بالمئة، وهذا بعد توفير أكثر من 3.5 مليون وظيفة في الإدارات ومختلف القطاعات الاقتصادية، هذا بالإضافة -حسب بوتفليقة- إلى 2.5 مليون منصب في مختلف الآليات التي أنشأتها الدولة لمحاربة هذه الآفة، متعهدا بتوفير ما يربو عن 3 ملايين منصب خلال الفترة القادمة. وفي الشق الاقتصادي دافع بوتفليقة عن سياسة الإصلاحات المنتهجة، وبرامج التنمية التي استهلكت 160 مليار دولار خلال فترة حكمه، والذي قال أنه عرف نسبة نمو قدرت ب 6 في المئة خارج المحروقات، تم خلالها استحداث 120 ألف مؤسسة جديدة. كما استعرض أيضا العديد من المنجزات والمشاريع التي تم إطلاقها، مؤكدا في نفس السياق أنه تم رصد أكثر من 150 مليار دولار خلال الفترة القادمة من أجل استكمال هذا البرنامج. وعلى صعيد آخر ركز بوتفيلقة على إبراز حصيلة عهدتيه قبل الإعلان الرسمي عن ترشحه، وقال بخصوص السياسة الخارجية أنه تمكن من فك الحصار الذي وصفه بالشبه المعلن الذي كان مفروضا على الجرائر، لتتحول حسبه إلى دولة يسمع لها كطرف فاعل عربيا وإفريقيا ودوليا على غرار ما كانت عليه خلال سنوات ما قبل الأزمة. كما جدد موقفه من الاتحاد من أجل المتوسط الذي انضمت إليه الجزائر مجددا بأنه يعتزم المضي قدما فيه من دون التنكر لواجبات الجزائر القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية . ولم يفوت الرئيس الفرصة دون الحديث عن التعديل الدستوري الأخير الذي قال إنه سيكرس التجانس في السلطة التنفيذية، وسيوطد علاقة الجزائر بماضيها، إضافة إلى أنه سيعزز مكانة المرأة في الحياة السياسية والمجالس المنتخبة. وبدا جليا من خطاب بوتفليقة أنه سيتم خلال هذا الاستحقاق المراهنة على المشاركة النسوية القوية في هذا الاستحقاق، من أجل ضمان نسبة مشاركة قوية، وهو ما سيتم التركيز عليه خلال الحملة الانتخابية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة.