أخلط تعيين مقداد بنية، منتخب حركة حمس بالمجلس الشعبي الولئي بالمسيلة، لإدارة حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الكثير من الحسابات السياسية المحلية التي كانت تعمل على أن يعود المنصب المذكور لأحد الحزبين القويين في التحالف. محمد دحماني حيث رشح طويلا كل من النائب عيسى خيري عن الأفلان والسيناتور داود ياسين عن الأرندي أو رئيس الكتلة البرلمانية للأحرار خير الدين غضبان.. قبل أن يأتي قرار مديرية سلال بإسناد حملة الرئيس في المسيلة إلى عضو من حركة مجتمع السلم. وتناقلت مصادر مقربة من أحزاب التحالف الرئاسي أن تنحية عيسى خيري تمت في آخر لحظة بعد تمسك قيادة حمس بإدارة حملة المسيلة حيث تدخلت أسماء لها ثقلها داخل حمس لدى رئيس حمس أبوجرة للظفر بإدارة المسيلة لاعتبارات تتعلق بتعزيز موقع الحركة بالولاية وحسابات سياسية مستقبلية. حمس القوة السياسية التي حافظت على ريادتها وبرأي متتبعين للشأن السياسي بالمسيلة فإن تعيين قيادي من حمس لإدارة حملة رئيس الجمهورية يرجع إلى مراعاة عوامل تتعلق أساسا باستقرار حمس كقوة سياسية بسطت نفوذها على كبريات المدن بالولاية، على غرار عاصمة الولاية وبوسعادة وحمام الضلعة وبرهوم وعين الخضراء. كما أن حمس ضاعفت من وعائها الانتخابي خلال المواعيد والاستحقاقات المحلية الأخيرة حيث تسير اليوم ثماني بلديات وتحوز على 11 منتخبا في المجلس الشعبي الولائي، وحافظت على مقعدها في الغرفة السفلى منذ انتخابات 1997 بمقعدين في سنة 2002 وفي ,2007 وعززت نفوذها السياسي بالمسيلة بمنصب في مجلس الأمة للسيناتور محمد مخلوفي في الثلث الرئاسي وكذا منصب وزير في الحكومة إسماعيل ميمون• الأفلان.. تركة الرجل المريض من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الإشكالية لا تتعلق بقوة حمس بقدر ما تتعلق بالوهن الذي ابتلي بها التيار الوطني، وخاصة حزب جبهة التحرير الوطني بعد الضربات المتتالية التي تلتقها وما عاشه الحزب العتيد من انكسارات وخيبات خاصة في الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث تراجع الحزب العتيد الى القوة السياسية الثانية من حيث البلديات بعد ان خسر أكثر من 35 مجلس بلدي حصد أغلبتها في 2002 وخسر رئاسة المجلس الولائي لصالح الغريم الأرندي. وخسارته لمرتين متتالتين في 2003 وفي سنة 2006 مقعد مجلس الأمة أما الغريم الارندي كما أن الأزمة التي عايشها الحزب العتيد في 2003 مازالت تلقي بظلالها إلى اليوم في مسار الحزب العتيد بالمسيلة. كما أن جل المشرفين الذي أشرفوا على مسار تجديد الهياكل وترميم البيت الداخلي للحزب فشلوا في مهامهم، وهناك من أسهم في اتساع رقعة الخلافات والصراعات بين أبناء الحزب العتيد .بالممارسات الاقصائية وزرع الفرقة بين المناضلين. وبرأي المتتبعين فإن اللجنة الانتقالية المؤقتة للحزب بعاصمة الحضنة تتحمل المسؤولية في ظل التردي والانهيار والانكسار الذي يعيشه مناضلو الحزب العتيد بالرغم من النداءات المتكررة والتي كان آخرها رسالة نواب الحزب التي حذّرت من شرعية اللجنة الانتقالية التي أدخلت الحزب العتيد في ظلمات لم تر النور بعد. من جهة أخرى فإن سوء الاختيار الذي طبع اختيار قوائم الحزب خلال الانتخابات المحلية بالنظر إلى المجازر والفضائح التي سجلت في اختيار قوائم الحزب من قبل اللجنة الانتقالية التي قاطعها أغلب أعضائها. كما تتحمل القيادة الوطنية مسؤوليتها في تردي أوضاع الأفلان بالمسيلة التي بقيت تستبدل المشرفين. الأرندي كثرة الماريشالات أما بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي فبالرغم من عودته للساحة السياسية بعد انتكاسة ,2002 إلا أنه هو الآخر لم يحقق خطوة نحو الاستقرار الذي كان يأمله مناضلوه، حيث طغت على قياداته المحلية الحسابات الانتخابية والمواقع القيادية وكذا كثرة الماريشالات، حسب أحد قياديه، فيه على المستوى الوطني وثقل الأسماء المحلية على غرار خالفة مبارك عضو المكتب الوطني السابق والأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين الذي سقط في انتخابات عضوية المجلس الوطني خلال المؤتمر الرابع.عن ولاية المسيلة لولا رحمة أحمد أويحيى الذي عينه في كوطته، في حين أن الأمين الولائي الحالي فتح جبهات مع منتخبيه في المجلس الولائي حيث التيار لا يمر بينه وبين كوادر لها كلمته في المجلس الولائي، وكذا رغبة الحاج محاد الفصل مسبقا في مرشح الأرندي لمجلس الأمة. في حين يحظى السيناتور داود ياسين بنفوذ كبير داخل الأرندي بالرغم من أبعاده في اختيار قوائم الحزب خلال المحليات السابقة، ومع ذلك تبى له كلمته في ترجيح الكفة. حملة للرئيس بحسابات انتخابات مجلس الأمة ومن جهة أخرى، يطغى على سير إدراة الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية الحسابات المتعلقة بالتحضير لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في ظل تقارب أصوات الأحزاب الثلاثة. فمن مجموع 470 منتخبا محليا حاز الأفلان 12 مقعدا والأرندي على 11 مقعدا وحمس 11 مقعدا، الأفلان بمجموع 125 منتخبا محليا والأرندي بمجموع 119 وحمس ب85 منتخبا محليا، طبقا لنتائج اقتراع 29 نوفمبر ,2007 ودون حسابات النزوح الانتخابي للمنتخبين. إدارة الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية تطغى عليها الحسابات في موعد ديسمبر المقبل، حيث تتصارع أسماء كثيرة في الأفلان والأرندي على الظهور السياسي الإعلامي. في حين ما يميز حمس هو الانضباط الحزبي وهو ما يرشحها للظفر بمقعد الحاج محاد والأقرب إليه هو مدير الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية بنية مقداد. للإشارة، يعد هذا الأخير من كوادر حمس على المستوى الوطني وسبق له أن ناضل في الحركة الشبانية والطلابية وكان عضوا قياديا في الاتحاد العام الطلابي