يحتضن فندق أغادير، اليوم، نقاشا عاما حول واقع الصحافة بتلمسان خصوصا وبلادنا عموما، من تنظيم نادي الصحافة لولاية تلمسان.وفي نفس الوقت تحتضن الملحقة الجامعية لمدينة مغنية ملتقى حول حرية التعبير بالتنسيق مع إذاعة تلمسان. وفي نفس السياق تحل ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير بتلمسان وسط نقاش حاد بشأن واقع هذه الفئة. الصحفيون والمراسلين متضايقون جدا من غياب الاهتمام الضروري بهم. دار الصحافة في عاصمة الزيانيين التي شيدت لكل شيء اهتمت بكل كبيرة وصغيرة، تظل الغائب الأكبر عن خارطة المنشآت والهياكل التي أقيمت على مدار العشر سنوات الماضية. يقول أحد المراسلين إن كل الفئات استفادت من البحبوحة المالية في البلاد.. المعاقون أنجزت لهم مقرات جديدة، مختلف الإدارات تم التكفل بمقراتها حتى الصم البكم وكل خلق الله إلا الأسرة الإعلامية. ربما هذا الوضع هو الذي جعلهم ينظرون إلى الإدارة نظرة الإبن لزوجة والده، أو هو الذي جعل أحد الموظفين يطلق على الصحفيين والمراسلين الصحفيين إسم فمحاربو الملاعقف، رغم أنهم تلقوا العشرات من الضربات المباشرة وغير المباشرة. الأسرة الإعلامية في تلمسان موبوءة بفئة أخرى تترصد عثرات زملائها لنقلها على جناح السرعة إلى أذن أصحاب الأمر والنهي وعادة تنخر جسم الأسرة الإعلامية بتلمسان. التغطيات الإعلامية تخضع هي الأخرى لمنطق غير منطق المهنية في الكثير من الحالات، حيث أن الكثير من الإدارات توزع دعواتها في الشارع، بل إن المراسلين يتلقون الدعوات بشكل شفهي بمحض الصدفة خصوصا فيما يتعلق بالتظاهرات التي تحتضنها جامعة تلمسان لذلك يعمد البعض إلى مقاطعة التظاهرات الرسمية والاهتمام أكثر بالواقع اليومي للمواطنين مادامت الأرقام الرسمية لا تعطى إلا عندما يتعلق الأمر بالتوضيح والتكذيب والتفنيد من جانب آخر تحيي الأسرة الإعلامية بتلمسان اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، على وقع خلافات وانقسامات تعكسها حدة الصراع الذي يضرب الساحة السياسية المحلية، وهو ما يعكس نقصا كبيرا في المهنية التي بدأت تفقد وجودها بشكل تام نتيجة الخلط في المفاهيم بين دور الإعلامي والتأويل الذي تظهره بعض الدوائر السياسية والإدارية حول خلفيات هذا الدور ليجد رجل الإعلام نفسه في مواجهة حالات سياسية مجردا من أي أداة دفاع باستثناء القلم وهو الشيء الوحيد الذي لايمكن المساومة بشأنه. وهكذا فإن مطالب المراسلين والصحفيين بسيطة للغاية، بل هي أبسط من طلب مواطن واحد عندما يدقق في الأمر وتتعلق بالمزيد من الاهتمام به كشريك فعال وليس عدو أو خصم.