الجزائر مستهدفة وعلى السلطات الإسراع في نقل العاصمة السياسية إلى داخل البلاد كلمة ”يلو” في كتاب الأمازيغية تعني ”اللّه” لكن أصلها تسمية إله إفريقي هناك من عاهد فرنسا على عدم السماح بمرور قانون تجريم الاستعمار ؟ لم نستطع قطع الحبل السري لأتباع فرنسا بالإدارة الجزائرية الجزائر مقبلة على الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، هل من تحضيرات خاصة لهذه الذكرى؟ قبل التحدث عن استعدادات حزب جبهة التحرير الوطني لإحياء الذكرى 50 للاستقلال، أريد أن أذكّر أن هذه الذكرى تعني جميع الشعب الجزائري والمنظمات الجمعوية والأحزاب السياسية والمؤسسات الرسمية، والمهم في هذا كيف سنجعل هذه الذكرى مميزة، خاصة بعد مرور نصف قرن على استرجاع السيادة؟ أستسمحك لأتكلم كمجاهد وعضو قيادي في الأفلان، الذكرى الخمسون هي فرصة عظيمة لنقل عظمة ثورة نوفمبر ومنجزاتها إلى الأجيال الصاعدة، وحتى تكون الذكرى الخمسون في مستوى معايشة الأجيال الحالية لها، لابد في نظري أن يكون محتوى الذكرى يرتكز على ثلاث نقاط أساسية: أولها أن يكون الاحتفال طيلة سنة ,2012 حتى لا تكون لحظات عابرة، بمعنى جعل 2012 سنة تاريخية للجزائر سيما الفترة 1962 1830-، لأن معرفة تضحيات الأجداد هي درس للأجيال القادمة، وإذا أردنا أن نحييها بالمستوى الذي تستحقه يجب أن نركز على بث الأناشيد الثورية، ونعمل على نشر الرسائل الجامعية والمؤلفات المتعلقة بالحركة الوطنية وثورة التحرير، كما يجب كشف الزيف وتصحيح المغالطات التي لحقت بتاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، مع إبراز دور ثورة التحرير في استقلال عدد معتبر من الدول الأسيوية والإفريقية، وأهم شيء يجب أن نعمل عليه هو تطهير المنظومة التشريعية الجزائرية من كل النصوص التي تسيء للمجتمع الجزائري سيما التي تتعلق بثوابته ومقوماته، ولعل من واجب الوفاء والأمانة أن نجعل 2012 سنة الشهداء والمجاهدين ونحييها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع تنظيم استعراض عسكري يخلّد بطولات جيش التحرير الوطني، بالإضافة إلى كل ذلك يجب تعميم تدريس تاريخ الجزائر في كل الشعب الجامعية لأن أكثر من 95 بالمائة من الطلبة يجهلون تاريخهم· هل يمكن أن تعطي لنا نص قانون ترى أنه يسيء لمقومات وثوابت الجزائريين؟ أذكر لكم على سبيل المثال التعليمة رقم 15 المؤرخة في 19 مارس 1979 الصادرة عن وزارة الداخلية، التي تنص على السماح بفتح كباريهات للخمر والرقص من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الرابعة صباحا على أن تعمم في جميع بلديات الوطن، وهو الأمر المنافي لما جاء في بيان أول نوفمبر· لماذا لم تتمكن الجزائر المستقلة حتى الآن من دفع حكومة فرنسا إلى الاعتراف بجرائمها؟ يحق لك أن تتساءل حول الفترة التي حكمت فيها جبهة التحرير الجزائر والممتدة على 26 سنة، أما بعد التعددية فالكل يتحمل المسؤولية من أحزاب وجمعيات ومنظمات، أما فترة الحزب الواحد فكانت مرحلة صعبة خاصة أن جبهة التحرير بعد الاستقلال لم تجد فرنكا واحدا داخل الخزينة التي أفرغتها فرنسا، كما كانت أمام مهام كبيرة ومشعبة وعراقيل جمة، فمن حيث المهام كان لابد من العمل على مسح الدموع واسترجاع الأمل المفقود واستقبال الملايين العائدين من الخارج والمعتقلات والسجون، ودمار ألاف القرى والمداشر، بمعنى أن هم جبهة التحرير في تلك الفترة كان منصبا على إعادة بناء الجزائر المخربة، بخزينة فارغة ما جعلها في العديد من الأحيان تدعو إلى بناء مؤسسات عن طريق تبرعات الشعب، بالمقابل كانت هناك صراعات كبيرة حاولت عرقلة بناء الجزائر· أي صراعات تقصد؟ عندما أقيم استفتاء تقرير المصير في 1 جويلية 1962 تم إحصاء أكثر من 16 ألف جزائري قالوا ”لا” لاستقلال الجزائر عن فرنسا، ومباشرة بعد الاستقلال حدث صراع بين الوطنيين محرري الأرض والذين وقفوا في وجه الثورة وإنجازاتها واختاروا الإدارة الفرنسية وجيشها، وجميعهم لم يغادروا الجزائر بعد الاستقلال، حيث انتقلوا من إدارة حكومة فرنسا الاستعمارية إلى إدارة الدولة الجزائرية، الأمر الذي نجم عنه عرقلة عملية التنمية بالجزائر، فالصراع الذي حدث في مؤسسات الدولة لم يساعد الجزائر على التحرر من السيطرة الفرنسية في مختلف المجالات، ويمكنني أن أدقق في التبعية التي خلفتها فرنسا في الإدارة الجزائرية، فبعد الاستقلال كانت المنظومة التربوية مستهدفة، حيث كان البرنامج التربوي يحتوي على 5 ساعات فرنسية ونصف ساعة للغة العربية موزعة بين 10 و5 دقائق للمادة، كما تم فتح مجال محو الأمية باللغة الفرنسية· هل تريد أن تشير إلى أنه يوجد في الإدارة الجزائرية أتباع لفرنسا أجهضوا تمرير قانون يجرم الاستعمار؟ يتنهد ويصمت لفترة ثم يجيب لم نستطع قطع الحبل السري لأتباع فرنسا بالإدارة الجزائرية، وقبل أن أكمل كلامي، أشدد على أن هذا الكلام يلزمني لوحدي ولا يلزم حزبي· عندما صرح وزير الخارجية الفرنسي السابق كوشنير وقال إن ثورة نوفمبر لا تسمح بتحقيق معاهدة صداقة بين الجزائروفرنسا كان يعي ما يقول، لأن هناك من عاهد فرنسا بأن لا يمر هذا القانون وسيبقى مدافعا عن مصالحها ويحول دون صدور أي قانون يمس بالاستعمار الفرنسي· لكن نحن المجاهدين وبقية الأحرار الوطنيين نؤمن بأن الباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة، لأن المصير نفسه الذي لاقته فرنسا على يد ثورة التحرير سيلقاه عملاؤها، ولهذا حان الوقت لوضع حد أمام تقزيم المواقف المشرفة لتجريم الاستعمار· ولكن كل هذا يبقى مجرد أحاديث·· وفي المقابل فرنسا تقوم بالأفعال وآخرها تصنيف تفجيرات ”ميلك بار” ضمن العمليات الإرهابية، كيف ستردون على ذلك؟ رد الأفلان سيكون إلى جانب أحزاب التحالف في الذكرى الخمسين، لأن الاستعمار وضع جملة من القوانين لتمجيد جرائمه في الجزائر، والآن يتدرج إلى وضع قوانين لتجريم جبهة التحرير الوطني وهذه طبيعة الاستعمار، وأؤكد لكم أن الرد سيكون في مستوى استمرار الغطرسة الاستعمارية ومحاولة التستر على جرائمه في الجزائر، أصبح ذلك اليوم قريبا الذي ستعترف فيه فرنسا بجرائمها، كما أن مئات الأفلايين من القتلى الذين سقطوا دفاعا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية سيكون ضمن الاعتراف· ما هو تعليقك على ما يحدث في بعض الدول العربية والذي أصبح يصطلح عليه بالربيع العربي؟ ما شهدته وتشهده بعض الدول العربية وحتى الإسلامية راجع إلى عوامل داخلية وأخرى خارجية· أما الداخلية فتتمثل في اعتماد هذه الأنظمة على نظام الدولة الإدارية بمعنى عدم إشراك ما تتوفر عليه من القدرات الشعبية سواء الفكرية أو العلمية في صنع القرار والتنمية ومواجهة المستجدات والمؤامرات، بحيث أن الشعوب العربية أصبحت غير معنية بما يدور في دواليب السلطة، الأمر الذي انعكس سلبا على هذه الأنظمة، حيث وجدت نفسها وحيدة في مواجهة المؤامرات· أما العامل الخارجي فأساسه أن الاستعمار طرد من إفريقيا وأسيا وهو الأن يتأسف على ضياع الثروات والمستعمرات وبسبب ذلك يواجه أزمات مالية واقتصادية، ما جعله يعمل على العودة للهيمنة على مستعمراته القديمة وثرواتها، وقد وضع برنامجا في سنة 1981 سميا بخط ”جاكرتا، طنجا”، وهذا الخط يعتبر من أغنى الثروات الباطنية والطاقة الشمسية، وبهدف العودة بأقل التكاليف تم اختيار 8 دول من أصل 52 دولة عربية وإسلامية وهي: أفغانستان، العراق، إيران، سوريا، اليمن، السودان، ليبيا، الجزائر، وأريد أن أذكر بمقولة الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله، في سنة 1949 عندما صعدت أمريكا كقوة اقتصادية: ”أما أمريكا فرجل في طهران ويد على ظهران مدينة في السعودية وعين على وهران”· ولإنجاح هذا البرنامج فقد تم الاعتماد على الجانب العسكري والجانب السياسي، أما العسكري فيتمثل في زرع الإرهاب في هذه الدول ودعمه وتسليحه والتحريض على الانقلابات العسكرية· أما الجانب السياسي فيتمثل في فرض سياسة الفوضى الخلاقة من أجل بروز الفتن، ففي الجزائر مثلا عندما فشلوا عن طريق الإرهاب يريدون الآن نشر الفتنة من خلال ظهور مذاهب دينية متطرفة ومنحرفة فيوجد بالجزائر الآن مذاهب: القاديانية وهو مذهب منحرف، البهائية، الشيعة، الخوارج لا أقصد بهم الإباضيين الوهابية، الماسونية والسلفية بشكل منحرف، يضاف إليهم دعاة الفرنكفونية والمسيحية اللائيكية· هل يعني ذلك أن الجزائر ليست في منأى على ما يحدث من مؤامرات وثورات بالدول العربية؟ كيف نكون في منأى وقد ذكرت لك أنهم الآن يطبقون علينا سياسة الفوضى الخلاقة، ويحرفون اللغة الأمزيغية بهدف ضرب استقرار الوطن، بحيث أصبحت اللغة الأمزيغية تعلم بالمدارس الجزائرية محرفة ومصدر هذا التحريف الأكاديمية البربرية بباريس، التي أسست سنة ,1967 ومن بين هذه التحريفات يعلمون أبناءنا على أن كلمة ”يلو” تعني باللغة العربية الله، ولكن في الأصل هذه الكلمة هي اسم إله إفريقي من 10 آلاف سنة، كما ترجموا كلمة الشهيد بالأمازيغية إلى ”أمغراس” وهي كلمة تعني المذبوح وهذا إساءة كبيرة للشهداء والدين الإسلامي· لهذا حان الوقت لاتخاذ إجراءات فورية تحسبا لاقتراب وصول دور الجزائر في المؤامرة المحاكة ضدها، من خلال نقل العاصمة السياسية إلى داخل البلاد حتى لا يتكرر سيناريو احتلال الجزائر سنة 1830 وحتى زلزال 1715 الذي خلف 20 ألف قتيل· كما يجب إعادة التوزيع الجغرافي للسكان عبر مختلف مناطق الوطن سيما مناطق الحدود لدعم جهود الجيش الوطني الشعبي في حماية التراب الوطني· كما يجب على الدولة الجزائرية أن تعض بالنواجذ على عوامل وحدة الأمة ومصادر قدرتها وسر انتصارها على أعدائها والمتمثلة في الإسلام، العروبة، والتاريخ· لحد الآن يصعب التكهن بالمصير الذي ينتظر كل من ليبيا، سوريا واليمن، فما هي قراءتك لما يحدث في هذه الدول؟ تختلف الأوضاع بهذه الدول الثلاث، لكن القاسم المشترك أنها كانت ضمن المخطط الاستعماري الجديد، بالنسبة لسوريا هو من أجل ضمان حماية أمن إسرائيل بالمنطقة، لهذا يعملون المستحيل لإنهاء الدولة السورية، لكن التكهن بنهاية النظام السوري ليس سهلا، لأن الحلف المتواجد بالمنطقة بين سوريا، إيران، حزب الله وحماس بغزة، ومن بعيد تركيا التي أصبحت ترفض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وروسيا التي بقي لها موطن نفوذ وحيد في الشرق الأوسط، وأتصور أن نهاية النظام السوري سيدخل المنطقة في حرب مدمرة ولا أحد يعرف إفرازاتها ونهايتها، الأمر نفسه بالنسبة لليمن· أما ليبيا فذلك شأن آخر ويتعلق بثرواته، وأريد أن أشير إلى أن ليبيا مقبلة على حرب أهلية ستكون لها انعكاسات على الجزائر خاصة أن هيئة الأممالمتحدة ستحاول إضعاف الجزائر من خلال تركها تتحمل وحدها عبء إيواء النازحين الليبين الذي سيكونون بالملايين، كما فعلت مع اللاجئين الصحراويين· ما تعليقك على طلب العضوية الدائمة بالأممالمتحدة الذي تقدمت به فلسطين، وما هو تعليقك على موقف حماس الرافض للخطوة؟ أمر مهم جدا، لأنه سيحقق ثلاثة أشياء أساسية وهي اختبار المجتمع الدولي، تعرية أمريكا أكثر أمام الشعوب العربية والإسلامية إذا استعملت حق النقض بالإضافة إلى الإنقاذ من غرور إسرائيل· أما موقف حماس فإذا كان على قصد فهو خيانة للقضية الفلسطينية أما إذا كان عن جهل فهو الطامة الكبرى، لهذا لا خيار أمام الفلسطينيين سوى الوحدة، الأجواء مناسبة بعد سقوط فرعون مصر حسني مبارك الذي كان يعرقل عملية المصالحة·