قررت قيادة التحالف الرئاسي عقد الندوة الخاصة بمناسبة الاحتفالات بعيد النصر يوم الخميس 17 مارس الجاري في مبادرة لتجميع القوى الوطنية والسياسية حول مشروع مواطني يهدف إلى قطع الطريق عن محاولات فرنسية لتمجيد الاستعمار عبر تنظيم احتفالات بمناسبة مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر. وذكر بيان لحزب جبهة التحرير الوطني الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للتحالف ان اللجنة المشتركة الكلفة بتحضير هذه الندوة شارفت على الانتهاء من كافة الترتيبات المتعلقة بها، حيث توصلت الأطراف الثلاثة إضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني الى تحديد شعار الندوة المتمثل في ''الثورة الجزائرية...إرادة، انتصار ووفاء''. ويحضر هذه التظاهرة التاريخية الأولى من نوعها 500 مشارك من شخصيات وطنية وتاريخية. وقال منسق اللجنة التحضيرية عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد القادر مشبك ان قادة الأحزاب الثلاثة السادة عبد العزيز بلخادم أمين عام جهة التحرير الوطني وأحمد أويحيى أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي وأبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم سيحضرون أشغال الندوة التي تنعقد بفندق الرياضي بسيدي فرج بالضاحية الغربية للعاصمة وستكون مشاركتهم بارزة من خلال إلقاء كلمات بالمناسبة تتضمن توجهات التشكيلات الثلاث فيما يخص القضايا التاريخية مع الاستعمار الفرنسي وكذا مع التوجهات الجديدة لبعض التيارات اليمينية الفرنسية. وقد تمت برمجة ثلاث محاضرات تصب كلها في سياق فضح الماضي الاستعماري لفرنسا، حيث ستتناول المحاضرة الأولى ممارسات وأساليب فرنسا في التعذيب إبان الثورة والثانية ستتناول موضوع الأسلحة الكيماوية جريمة ضد الانسانية والثالثة حول نماذج من جرائم فرنسابالجزائر إبان القرن التاسع عشر، إضافة الى إقامة معرضين احدهما للصور والثاني للوثائق وذلك بالتعاون مع الأرشيف الوطني والمتحف الوطني للمجاهد. وتعتبر هذه الندوة مقدمة لتسطير برنامج موسع يمتد الى غاية السنة القادمة، حيث يتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وأشار السيد مشبك في هذا السياق إلى أن أحزاب التحالف قرروا تشكيل لجنة أخرى تتولى الإعداد للاحتفالات بالأعياد الوطنية إلى غاية الاحتفالات بمرور نصف قرن على عيد الاستقلال. وقد بادرت أحزاب التحالف الرئاسي بتنظيم هذه الندوة في ظرف تميزه مساع فرنسية لتنظيم احتفالات بمرور خمسين سنة عن خروجها من الجزائر، حيث تم تشكيل لجنة على المستوى الرسمي وهو ما اعتبرته كافة الفعاليات الوطنية محاولة لاستفزاز الشعب الجزائري. وذكر السيد بلخادم في تصريحات سابقة معارضة حزبه وكذا التحالف الرئاسي لمثل هذه الخطوة وأشار في الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع قادة التحالف الرئاسي المنعقد قبل أسابيع ان الجزائر وشعبها أولى بالتحضير لهذه الذكرى من الطرف الفرنسي، كون الأمر يتعلق بالاحتفال بذكرى الاستقلال وتساءل بماذا يحتفل الفرنسيون هل بانهزامهم ؟ معتبرا تلك الخطوة محاولة لإثارة الحساسيات التاريخية، بل أكثر من ذلك فهي مبادرة أخرى لتمجيد الاستعمار تماما مثلما تم فعله باعتماد قانون العار الممجد للاستعمار في 23 فيفري .2005 وللإشارة فإن اللجنة الفرنسية الرسمية المكلفة بتحضير الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لخروج فرنسا من الجزائر بادرت بها نفس الشخصيات التي تقف وراء قانون العار من بينهم وزير الخارجية الفرنسي الأسبق فليب دوست بلازي. وتراهن أحزاب التحالف الرئاسي من خلال هذا البرنامج على حشد تأييد واسع حتى يكون الرد على الخطوة الفرنسية ذا ثقل شعبي كبير يبرز للطرف الآخر الطريقة الخاطئة التي يتعامل بها فيما يخص التاريخ المشترك وان مثل تلك الخطوات ستؤثر مباشرة على العلاقات الثنائية. وتدرك جميع الحساسيات الجزائرية والفرنسية خطورة الخطوة التي أقدم عليها اليمين الفرنسي، وفي هذا الشأن قال وزير الدفاع الفرنسي الأسبق ورئيس جمعية فرنساالجزائر السيد جون بيار شوفانمان في تصريحات أدلى بها خلال الأسبوع الجاري ان مثل هذه الخطوة ستكون في غير صالح المساعي الرامية الى تعزيز العلاقات الثنائية، وحذر من أي استغلال فرنسي للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.