كشفت تقارير أمنية مصرية أمس، أن عدد ضحايا أحداث ماسبيرو الدامية ارتفع إلى 26 قتيلا، بالإضافة إلى حوالي ثلاثمائة جريح، بينهم 86 جنديا وعنصر أمن· وفرضت السلطات المصرية حظرا للتجول بمختلف مناطق وسط العاصمة المصرية القاهرة من الثانية فجرا وحتى السابعة من صباح أمس· وربطت بعض الصحف المصرية الصادرة أمس هذه الأحداث ب”التهديدات التي أطلقها رموز الحزب الوطني المحل عقب إقصائهم من ممارسة السياسة”· وقال شاهد إن قوات الشرطة العسكرية داهمت المقاهي المحيطة بمنطقة البورصة والبنك المركزي بوسط القاهرة وقامت بتوقيف عدد كبير من المواطنين معظمهم من الشباب· وأوضح الشاهد أن الاشتباكات تجدَدت بعد توقيف الشباب وهم من النشطاء السياسيين والمدونين ومطاردتهم بالشوارع الجانبية قبل أن توقفهم وتقتادهم إلى جهة غير معلومة، وتُجبر جميع مقاهي ومحال المنطقة على إغلاق أبوابها· وخيمت أحداث ماسبيرو على اجتماع ”المجمع المقدس”، أعلى سلطة في الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة ”البابا شنودة الثالث”، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بحضور عدد كبير من الأساقفة بالمقر البابوى بالعباسية· وفي الأثناء؛ دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف أمس، إلى اجتماع طارئ للحكومة غداة الصدامات الدموية التي وقعت في القاهرة بين متظاهرين أقباط وقوات الأمن والجيش، وأسفرت عن 26 قتيلا، كما أكده التلفزيون المصري· وكان شرف قد وصف أحداث العنف التي شهدتها منطقة ”ماسبيرو” بأنها ”مؤامرة دنيئة” تستهدف مصر وشعبها، داعيا إلى وحدة أبناء الشعب المصري بكل طوائفه في مواجهة تلك المؤامرة· كما دعا في بيان وجهه عبر التلفزيون الرسمي فجر الاثنين، إلى ضبط النفس وتحمل المسؤولية تجاه أمن الوطن والمواطن حتى تتمكن مصر من عبور تلك المرحلة المهمة وإطلاق العملية الديمقراطية في مناخ آمن·
ومن جانبها، نفت الولاياتالمتحدةالأمريكية تصريحات منسوبة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت عن عرض واشنطن إرسال قوات أمريكية لحماية المنشآت الحيوية في مصر بعد أحداث العنف بين قوات الجيش والشرطة والأقباط· وقال مصدر أمريكي مسؤول رفض الكشف عن هويته إن ”الإدارة الأمريكية لم تصدر أي موقف رسمي أو تصريح على لسان أي من مسؤوليها بشأن أحداث ماسبيرو” حتى الآن· وأضاف أن ”ما تردد عن عرض واشنطن توفير الحماية والمساعدة بقوات أمريكية لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية في مصر غير صحيح وعار تماماً من الصحة”·
من ناحية أخرى، أعلن الجيش المصري عودة الهدوء إلى القاهرة، فيما ستتولى النيابة العسكرية التحقيق فيها· وأكد قائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين أن الهدوء عاد إلى القاهرة، وأن الوضع في الشوارع مستقر وهادئ حاليا· وتم فرض حظر للتجول في وسط العاصمة المصرية بين الساعة الثانية صباحا والسابعة صباحا بالتوقيت المحلي·
وكثفت قوات الأمن المصرية وجودها حول المقرات الحكومية والبرلمان والمتحف المصري، وفرض الجيش حظر تجول على وسط القاهرة وميدان التحرير الذي كان مركز الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك·