لا تزال مظاهر البناءات القديمة لمدينة الشلف وماجاورها شاهدة على أعنف الكوارث الطبيعية التي ضربت هذه المناطق، منها زلزال الأصنام الذي يبقى محفورا في الذاكرة الجماعية في الولاية بصفة عامة حيث تبقى مخلفات هذه الكوارث الطبيعية بادية للعيان دون سعي المصالح الرسمية إلى إزالة صور مقززة باتت تشوه مداخل الولاية بالكامل. ما يطرح السؤال بإلحاح لدى المختصين حول مدى قدرة هذه البنايات الهشة التي تعدت في الشلف قرابة 30 ألف بناية بين سكنات جاهزة وطوبية، على الصمود والبقاء ثابتة في حال وقوع مثل هذه الكوارث، خاصة إذا علم أن الكثير من هذه البنايات لم يجر ترميمها منذ زلزال الأصنام 1980 كما هو الحال بالنسبة للنمط السكني الواقع تحت مسؤولية القطاع العام، حيث يخيل للرأي العام أن هذه الولاية كتب عليها العمران الهش، في ظل بروز واجهات أمامية مشوهة وجدران مشقوقة حتى على مستوى كبريات المؤسسات العمومية، يحدث ذلك على مرأى السلطات غير الأبهة بخطورة الوضع متناسية أن سلامة المواطن تعد إحدى المهام المسندة إليها. أمام هذا الوضع الحالك الذي بات محل استياء الرأي العام بهذه الولاية التي تتوسط الجهتين الغربية والوسط للبلاد، تزداد معاناة سكان البناء الجاهز والبنايات القديمة عبر مناطق واسعة من تراب الولاية على وجه الخصوص عبر أحياء بلدية الشلف، يعانون تحت رحمة مخاطر المواد الكيماوية العازلة على غرار مادة الأميونت التي باتت شوكة في حلق السلطات الرسمية، بعد أن بدأت هذه المادة الخطرة في التفاعل تدريجيا، بسبب قدم شاليهات محنة 1980، كما أفرزت هذه المادة، حالات مرضية مزمنة كما هو الحال للسرطان، الربو، العيون، الصدر، وأنواع الحساسية وحالات لظاهرة التفكك الأسري بسبب ضيق السكن ومختلف الآفات الاجتماعية. مواطنون قالوا لسالبلاد ز، إن صبرهم نفذ وطال مع مرور الوقت دون أن تترجم وعود السلطات في تحسين وضعهم السكني القائم حاليا على خطر الزواحف السامة والأمراض الفتاكة. علما أن السكن الجاهز قدر في آخر إحصاء ب 18316 وحدة و 51201 بناية قديمة تطوق هي الأخرى هذه الولاية الجريحة بثالوث الإرهاب وزلزال الأصنام 1980 وفيضانات 2001 و شغب 2008. ضف إلى ذلك أن أثار زلزال الأصنام التي لم تمح لحد الأن، فرخت أيضا مأساة أخرى تكمن في انزعاج الرأي العام من سيطرة بارونات المال والأعمال على مختلف الساحات العمومية بفعل تواطؤ المصالح المحلية، إذ تترجم هذه الظاهرة المشينة، صور امتداد الأخطبوط الاسمنتي، واستيلاء هذا المارد حتى على الأماكن التي كانت محرمة في السابق استهدافها كما هو الشأن لساحة التضامن التي تم تخصيص 500 مليون سنتيم في السابق لإعادة الاعتبار لها غير أن هناك حاليا مقاولة التهمت نصف هذا الفضاء المسكوت عنه من قبل الجميع، في الوقت الذي تساءل الرأي العام عن جدوى مداولة 26 ديسمبر من عام 2005 التي غلقت باب الإيجار بصفة نهائية ومنع كرائها، بعدما تقرر إبقائها كساحة رمزية مع الشروع في عملية تهيئتها، لكن لا هذا ولا ذاك تحقق على أرض الواقع، بل هيمنت عقلية التهام المساحات على صوت الحفاظ على الطبيعة الذي يظل مبحوحا إلى اشعار آخر في هذه الولاية ...وجمعيات أحياء تطالب الوالي بوقف التعدي على المساحات الخضراء طالبت مجموعة من جمعيات أحياء بلدية الشلف موقعة على عريضة احتجاجية حصلت زالبلادس على نسخة منه، والي الشلف محمود جامع، بالتعجيل في فتح تحقيق حول قضية الاستيلاء على عقار بحي الاخوة عباد الشرقيةوالغربية بالتحديد في حي الديانسي سابقا. وحسب مضمون العريضة، فإن أحد الخواص قام بالاستيلاء على مساحة خضراء تتوسط حي الاخوة عباد الغربية والشهيد أحمد شاقور زديانسيس، في وقت كان الأمل يحدو سكان المنطقتين من أجل الحفاظ على آخر الفضاءات العقارية في الجهة لتحويلها إلى مساحة خضراء لفائدة أبناء هذه الأخيرة، وتبرز تصريحات الجمعيات المنددة بهذا التعدي على مساحة خضراء، نبرة الغضب حيال صمت المسؤولين في التعاطي مع نداءات مواطنين في محاربة أشكال التعدي على المساحات الخضراء التي يفترض أن تبقى متنفسا لسكان المنطقة. حيث قالت ذات الجمعيات، إن مطلبها ترمي إلى إزاحة النقاب عن الجهة التي مكنت أحد الخواص من رخصة بناء، مع العلم أن القطعة الأرضية تتوسط شبكة خيوط الضغط الكهربائي، ناهيك عن وضوح ترسانة كاملة من القوانين، التي تمنع تشييد أي بناء في مثل هذه المواقع الا بالابتعاد عنها ب 35 م كأدنى تقدير . عريضة الجمعيات المستاءة من خطر التهام آخر مساحة في الجهة، دعت الوالي إلى التحرك الميداني للتحقيق في القضية، قبل أن يتم إفراغ الجهة من آخر متنفس لعائلات أحياء الإخوة عباد، احمد شاقور والإخوة عباد الشرقية.