بموت الزعيم الليبي معمر القذافي، طوت ليبيا صفحة دامية من تاريخ شجرة العائلة التي حكمت طوال 42 عاماً بالحديد والنار، جند لها العقيد أبناءه إناثاً وذكوراً لتولي مهام سياسية واستراتيجية لإدارة شؤون البلاد. والآن، وبعد أشهر من اندلاع الثورة في ليبيا، ومعارك ضارية خاضها الثوار، تحدد مصير أفراد العائلة الواحد تلو الآخر. فبعضهم لقي حتفه بموت شنيع، وآخرون مازالو يواجهون مصيراً غامضاً. فبعد إعلان الثوار نبأ مقتل الزعيم والأب معمر القذافي، بدأت أوراق شجرة العائلة في التهاوي الواحدة تلو الأخرى، ليعلن بعدها عن مقتل نجليه سيف الإسلام والمعتصم، حيث ظلا معه في جبهة القتال في سرت. أما نجله خميس، الذي تولى مهمات عسكرية، وقاد كتائب جيوش ومرتزقة، فقد لاقى نفس مصير والده وشقيقيه قبل أسبوع، بعد تضارب الأنباء حول مقتله، لتؤكد قناة “الراي” الليبية الموالية للقذافي نبأ وفاته في معركة مع الثوار بمدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس). أما أبناء القذافي الذين بقوا على قيد الحياة، فقد كان مصيرهم الشتات في دول عربية وإفريقية. فالنيجر أعلنت رسمياً عن فرار الساعدي القذافي إليها، رافضة تسليمه للمجلس الانتقالي الليبي. وأعلنت مصادر إعلامية أنه يعيش في فيلا فاخرة تحت حراسة مشددة في العاصمة النيجيرية نيامي. الجزائر بدورها أكدت وصول ابنة القذافي الكبرى عائشة، رفقة زوجته صفية، ونجليه محمد وهانيبال، وأعضاء آخرين من الدائرة المقربة منه, وقد وضعت الابنة المدللة رضيعتها بإحدى المشتفيات هناك. ومن عجائب القذافي أنه ولد عام 1942، وحكم ليبيا 42 عاماً، وقام بانقلابه في 1969 ومات وعمره 69، وولد في سرت ومات فيها.