من المحاكمات شبه الغريبة التي عالجها مجلس قضاء سطيف هي محاكمة زوجين. الزوجة قدمت إلى المحكمة على سرير المستشفى وبعد المداولات حكمت المحكمة ب8 سنوات حبسا فيمن كان يحاول قتلها. الضحية التي حضرت المحاكمة على سرير طبي نهاية الأسبوع الماضي بمحكمة الجنايات بسطيف والتي نجت من الموت بالنظر لوقائع القضية التي تعود إلى الصائفة الماضية، حيث تزوجت الضحية (ل.ز) من المتهم الثاني في هذه القضية (خ.ف)، الذي يعمل كمؤذن في أحد مساجد المدينة، عرفيا فقط في جويلية من السنة الماضية. وحسب تصريحات المتهمة، حسب ما جاء في بيان الوقائع، فقد وعدها بأن يتم تسجيل الزواج بعد أسبوع، كما أنها تسكن وحدها بحي بوسكين. ومرت أمور الزواج عادية في الأيام الثلاثة الأولى، لتتغير الأمور فيما بعد إذ أصبح الزوج يقضي النهار مع زوجته في بيتها والليل في بيت أهله. وبعد أسبوع انتقلت العروس وزوجها إلى البيت الذي تعيش فيه أمه وإخوته بحي بيلير، وأكدت الزوجة أنه منذ انتقالها للبيت الثاني أصبح زوجها لا يعاشرها وتنام دون فراش ولا غطاء، وكل منهما ينام في غرفة، وبدأت المشاكل مع زوجها وأخوته وأمه، من خلال المعاملة السيئة كالمنع من الأكل والضرب. وفي يوم من الأيام العصيبة المليئة بالمشاكل وفي زيارة للمتهمة الرئيسية (خ.خ) أخت الزوج للمنزل، وحسب تصريحات الضحية، انهالوا عليها ضربا، وتم رميها من النافذة من قبل المتهمة الرئيسية، ليتم نقلها إلى المستشفى حيث منحها الطبيب شهادة طبية تثبت عجزا ب 90 يوما قابلة للتجديد، إذ سقطت أسنانها وتكسر الفك العلوى، وكسور على مستوى الرجل. الشهود أكدوا الشجار بين الطرفين وسماعهم الصراخ. أما المتهمة الرئيسية (خ.خ) فقد أنكرت التهمة المنسوبة إليها، كما أنكر المتهم الثاني وهو زوج الضحية تهمة الضرب، كما أنكرت والدتهم هي الأخرى التهمة المنسوبة إليها. النيابة العامة التمست 15 سجنا نافذا في حق المتهمة بمحاولة القتل العمدي (خ.خ)وسنة سجنا نافذا في حق زوج الضحية المتهم بالضرب والجرح العمدي، مع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار، وسنة سجنا غير نافذ مع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار للمتهمة الثالثة والدة المتهمين السابقين. وبعد المداولات حكمت محكمة الجنايات بسطيف ب8 سنوات سجنا نافذا في حق المتهمة (خ.خ)، وسنة سجنا نافذا في حق أخيها (خ.ف)، والبراءة لوالدتهم (م.ز) المتهمين بمحاولة القتل العمدي والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، بعد رمي زوجة المتهم الثاني من الطابق الثالث للعمارة.