بإخراج مشروع ”ميترو الجزائر” من النفق، يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد حقق واحدا من ”الأحلام العزيزة” في مشروع ”الجزائر الجديدة”· ويتقاطع هذا الإنجاز الحلم مع مشاريع أخرى ستغير وجه البلد في اتجاه التطور والرقي، على غرار الطريق السيار شرق غرب الذي رفع الغبن عن ملايين الجزائريين في التنقل بين شرق الوطن وغربه، وكذا ”جامع الجزائر” الذي سيكون ثالث أكبر مسجد فوق الأرض·· وإذا كانت هذه المشاريع تشترك في رفع الغبن وتحقيق التطور، فإنها كانت نقطة مشتركة لإسالة لعاب الأوربيين والأمريكان من جهة وغيرة بعض الإخوة والجيران- للأسف- من جهة أخرى· رفضه التغريبيون وتنبأ بسقوطه الخبراء·· وتدخل بوتفليقة لاستئصال الصليب منه قصة ”جامع الجزائر” ثالث أكبر مسجد في العالم اختيار أرضية المحمدية دلالة رمزية على فشل مشاريع ”لا فيجري” التبشيرية عبدالسلام·س بعد أقل من أربع سنوات، سيشهد الجزائريون وغيرهم من سكان العالم تدشين ثالث أكبر مسجد في العالم·· إنه ”جامع الجزائر” الكبير الذي وضع الرئيس بوتفليقة حجر أساسه يوم الإثنين بموقع الإنجاز ببلدية المحمدية شرق العاصمة· جامع الجزائر المتكون من 12 عمارة مستقلة على أرضية تقدر بحوالي 20 هكتارا بمساحة إجمالية قدرها 400 ألف متر مربع، وبمنارة هي أطول بناء في الجزائر بارتفاع يفوق 270 مترا، لن يكون مجرد مسجد لأداء الصلوات كغيره من مساجد الجمهورية، و إنما سيكون صرحا معماريا وحضاريا وثقافيا في الجزائر والعالم أجمع· قصة الجامع واجهته عدة تحديات، كانت بدايتها تصريحات الأرسيدي بناء مسجد بتكلفة مليار أورو، و قال إن التكلفة خيالية في وقت يعيش آلاف الجزائيين بلا مأوى أو رعاية صحية· وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام لم يفهم حينها ما صدر عن حزب سعيد سعدي وقال عنهم ”أستغرب أن جزائريين يمانعون بناء مسجد يؤرخ لتاريخهم وحضارتهم”· اختار أبو عبد الله أن يخاطب تشكيلة سعدي من أعلى مكان في أرضية إنجاز الجامع ببلدية المحمدية شرق العاصمة· ولأن موقع الأرض معروف بالنشاط الزلزالي وقربه من شاطئ البحر، ووجود منارة ارتفاعها 270 مترا، كل تلك العوامل جعلت رئيس نادي المخاطر عبد الكريم شلغوم يتنبأ بصيغة التأكيد بسقوط المنارة في أول زلزال يضرب المنطقة· ومرة أخرى تستفز تلك التصريحات وزير الشؤون الدينية ومدير الوكالة الوطنية لأنجاز وتسيير جامع الجزائر لخضر علوي اللذين بادرا بتنظيم ملتقيين في فيفري وجوان 2009 تمهيدا لإنجاز هذا المشروع الكبير، وتمحور الأول حول أنظمة العزل المضادة للزلازل ومباشرة التفكير في التقنية الملائمة للبناء التي يجب اعتمادها لإنجاز جامع الجزائر· فيما تطرق الملتقى الثاني إلى موضوع ديمومة مواد البناء التي سيتم استعمالها في إنجاز هذا المشروع، حيث رافع الخبراء لأجل استعمال مواد دائمة لا سيما الفلاذ والخرسانة المتراصة· وبعدها عكف أكثر من 300 مهندس معماري منهم 100 مهندس معماري أجنبي على دراسة مشروع جامع الجزائر الكبير، لا سيما فيما يخص استعمال التقنيات والوسائل الحديثة المضادة للزلازل ضمانا لديمومة هذا المعلم الديني، الذي انتقد الكثير تصميمه الأولي الذي وضعته مجموعة ٌمهَ َمهْمِّت ذسث المعمارية الألمانية، وقيل عن الشكل الأول إنه يضم صلبانا، زيادة على غرابة تصميمه الذي يفتقد الهوية الإسلامية وهي نقطة واضحة بالفعل في تصاميم المشروع، لدرجة أن مئذنة المسجد تبدو أقرب إلى برج مراقبة في مطار منها إلى مئذنة· واستجابت الوكالة للملاحظات المقدمة حول شكل التصميم ليعلن حينها مدير الوكالة لخضر علوي، أنه وبناء ملاحظات رئيس الجمهورية على التصميم المختار الذي سيأخذه شكل جامع الجزائر، فإن تعديلات أدخلت على التصميم الألماني ليكون مناسبا للطابع المعماري الحضاري للجزائر ومنطقة المغرب العربي، مما استدعى ضرورة إشراك مهندسين جزائريين يملكون الخبرة الكافية لإدخال التغييرات والتحسينات على شكل المنارة وتغيير شكل القاعة المربعة والقبة· كما أن أشكال الصليب التي يتضمنها مجسم المسجد تم استئصالها من التصميم النهائي· تقدمت 24 شركة لإنجاز الجامع وبلغ وزن الوثائق التي تضمنها الملف أزيد من 8,1 طن من الأوراق، يتضمن أكثر من 12 ألف وثيقة من الوثائق المطلوبة وبلغ وزن الظرف الواحد 25 كلغ· وتم قبول ترشح 6 شركات جزائرية ودولية تتوفر على القدرة المالية والتقنية التي حملها دفتر الشروط الخاص بالمشروع في المرحلة· واشترط أن تكون الشركات قد أنجزت مشاريع مشابهة أو أكبر في العالم وأن تتوفر على صحة مالية وتأطير تقني عال من الخبراء والمهندسين الدائمين، لتستقر المناقصة على الشركة الصينية ”تشاينا ستايت كونستراكشن”· يقطع 1800 كلم ويوفر 100 ألف منصب شغل ”الطريق السيار”·· إنجاز أسال لعاب الأوروبيين وأثار غيرة الجيران يعتبر مشروع الطريق السيار شرق غرب، من بين أضخم المشاريع في الجزائر والقارة الإفريقية، يمتّد من الحدود الجزائرية التونسية إلى غاية الحدود المغربية، بطول إجمالي قدره 1720 كلم، منها 400 كلم عبارة عن محولات وطرق اجتنابية·· هذا المشروع الكبير من حيث الإنجاز والتكلفة المالية التي تطلبها والمقدرة ب 11 مليار دولار، راهنت عليه الدولة ليساهم في الإنعاش الاقتصادي، سواء من خلال فتح مناصب عمل جديدة قد تتجاوز 100 ألف منصب بمعنى تقليل نسبة البطالة، أو فك العزلة عن آلاف المناطق عبر 24 ولاية التي يقطعها، تم تسليم أبرز مقاطعه قبل آجاله التعاقدية، لا سيما مقاطع منطقة الوسط والغرب· ويربط الطريق هذه الولايات بواسطة جسور وأنفاق، تتمثل في 100 جسر، 700 جسر لربط المحور الرئيسي للطريق بشبكة الطرقات الوطنية الموجودة حاليا، 400 منشأة فنية عبارة عن أنفاق أرضية، 1000 منشأة فنية تمثل المجاري المائية، وتعويض حوالي 20 ألف عائلة· وقد استفادت الجزائر من خلال إنجاز هذا المشروع على يدّ شركات أجنبية، من تكوين يدّ عاملة وطنية وإطارات ذات كفاءة، حيث أدى الاحتكاك بين الطرفين إلى كسب خبرة كبيرة في مختلف النشاطات، وهو ما ساهم في إدماج عدد كبير من الجامعيين والمختصين في إنجاز الطرقات والهندسة المعمارية وبالتالي امتصاص البطالة· هذا المشروع الذي يُوصف ”بمشروع القرن” يسهّل حركة المرور بين بلدان شمال إفريقيا، وتُشرف على إنجازه كل من شركتي ”كوجال” اليابانية و”سيتيك” الصينية، وفقا للمعايير الدولية على غرار احترام مقاييس مكافحة الزلازل وذلك لتعزيز الأمن والسلامة المرورية وتأمين مستعمليه· وقد سطّرت الدولة جملة من الأهداف المنتظر تحقيقها من خلال إنجاز هذا المشروع الكبير، تتمثل في فتح شمال الجزائر وتقليص مدة السفر ما بين المدن الرئيسية· كما سيسهل زيادة حركة السلع بالنسبة للاقتصاد الجزائري من خلال ربطه بمختلف موانئ الوطن، وإعادة تثمين الموارد المحلية للولايات على غرار إعطاء دفع للحركية الفلاحية في المناطق الفلاحية وتعزيز السياحة في الولايات الساحلية والسياحية· ويتعزز المشروع أيضا بمحطات خدمات مجهزة على طول الطريق لضمان الضروريات لمستعمليه، وهي عبارة عن 42 محطة خدمات تضمن خدمات توزيع البنزين وفنادق ومطاعم وفضاءات للمعلوماتية وشبابيك للبنوك والبريد وجميع المرافق المعمول بها وفق المواصفات الدولية، والتي ستسمح باستحداث من 200 ألف إلى 300 ألف منصب شغل دائم كفيل بالمساهمة في تقليص البطالة· فاطمة الزهراء·ا يتم إنجازه بنادي الصنوبر ويسلم بعد 32 شهرا مشروع المركز الدولي للمؤتمرات الأفخم والأكبر مغاربيا ستتعزز منجزات الجزائر بعد 32 شهرا من الآن بأكبر وأفخم ”مركز دولي للمحاضرات”، يُنجز وفقا للمعايير الدولية وهندسة معمارية من الطراز العالي، ويتربع على مساحة 270 ألف مربع، ويتسع ل6000 مقعد، وبتكلفة 50 مليار دينار · وقد وضع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عشية الاحتفال بالذكرى ال57 عن اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر، حجر أساس إنجاز المركز الدولي للمحاضرات الواقع بنادي الصنوبر في بلدية الشراقة· المشروع الذي وُصف بالضخم والفخم، أُوكلت مهمة إنجازه إلى المؤسسة الصينية ”سي·أس·سي·أو·أس” (تشاينا كونستراكشن اينجنرينغ كوربورايشن)، أما الإشراف التقني فأوكل إلى ”المراقبة التقنية للبناء” تيبازة، في حين قامت بإعداد الدراسة المؤسسة الاإطالية ”فابريس وشركائه أركيتيتي”· وحددت آجال الإنجاز ب 32 شهرا بحيث تنتهي أشغاله نهاية شهر نوفمبر .2013 يتكون المشروع من عمارة رئيسية على مساحة 120 ألف متر مربع، وعمارة أخرى للخدمات على مساحة 27 ألف متر مربع، وقاعة محاضرات بطاقة استيعاب تقدر ب6000 مقعد· كما يضم المركز 41 مخرجا للنجدة، إلى جانب قاعة جلسات تتسع ل705 مقاعد وقاعات محاضرات ب270 مقعدا، قاعة مأدبات ب450 مقعدا· إلى جانب قاعة متعددة الاختصاصات وقاعة شرفية تتربع على مساحة 2900 متر مربع، وفضاء لرؤساء الدول وآخر للوفود· وسيخصص ضمن هذا المشروع فضاء للصحافة يتربع على مساحة 1050 مترا مربعا يتسع ل110 مقاعد وقاعتين و4 استوديوهات للإذاعة و4 استوديوهات أخرى للتلفزيون· كما سيتضمن فضاء للمعارض على مساحة 15000 متر مربع وجمعية للمركز تحتوي على مكتبتين وقاعات متعددة الوسائط والبحث، وقاعة مأدبات تتسع ل2500 مقعد ومطاعم تتسع ل3400 مقعد، إضافة إلى 12 مركز مراقبة، حظيرة سيارة مغطاة تتسع ل1430 سيارة، وحظيرة عليا ل330 مركبة، على مساحة إجمالية تقدر ب59 ألف متر مربع تتسع ل210 مركبات· وعل هامش زيارة الرئيس، أوضح مدير إقامة ”الساحل” حميد ملزي للصحافة، أن بعض المطاعم ستفتح أمام الجمهور على مدار السنة· أما بشأن قصر الأمم فقد أكد أنه سيبقى مفتوحا لكنه لم يعد يستجيب للمقاييس الدولية بحيث يتسع ل1100 مقعد فقط، أما المشروع الجديد فتقدر طاقة استيعابه ب6000 مقعد· فاطمة الزهراء·أ ينقل 25 ألف مسافر في الساعة الواحدة ”المترو” عقدة الجزائريين المحلولة بعد 28 سنة رغم السنوات التي مرت والملايير التي أنفقت لإنجاز ”مترو الجزائر”، الذي لا يتجاوز طوله الأولي 9.5 كيلومترات على مستوى 10 محطات، إلا أن الخدمة التي سيقدمها لسكان العاصمة والجزائريين عموما قد تطوي سنوات الانتظار الطويلة، حيث سيتمكن 250 ألف مسافر يوميا من استغلاله ابتداء من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية منتصف الليل، وهو التوقيت الذي يمكن الكثيرين من سكان العاصمة من استعماله للتوجه إلى أشغالهم، خصوصا وأن شوارع العاصمة أصبحت خانقة ومزدحمة بالسيارات· وكان المشروع ”الحلم” قد ظهر للعلن كفكرة سنة ,1970 حيث برمجت السلطات المعنية آنذاك ربط العاصمة بشرقها عبر محور حسين داي – البريد المركزي ولكن المشروع وقتها توقف مدة 12 سنة ليعاد فتحه سنة 1983 بعد تكليف مؤسستين ألمانية وأخرى يابانية بالدراسة والإنجاز· لكن المشروع لم يتقدم في تلك الفترة بعدما عرف العالم انهيارا في أسعار البترول، حيث وصل سعر البرميل إلى 15 دولارا وبعد فترة ست سنوات من ذلك التاريخ يتقرر إعادة إحياء المشروع وإخراج ملفه من الأدراج بعدما تقرر إنعاشه، رغم أنه التهم الملايير من الدينارات خلال الفترة السابقة وتكفلت به مؤسستا ”كوسيدار” و”سيدار” اللتان لم تحوزا على الخبرة اللازمة لإنجاز مثل هذا المشاريع، حيث أنجزا 4 محطات فقط من مجموع 11 محطة على الخط الأول قبل أن يتعثر الميترو من جديد بسبب الأزمة الاقتصادية التي شهدتها الجزائر عام ,1986 وما تلا ذلك من تحولات سياسية وأمنية في البلاد أدت إلى تأجيل تنفيذ المشروع· مع تجديد العهدة الرئاسية، للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ضمن الجزائريون استمرار سير عجلة التنمية التي أطلقها منذ وصوله سدة الحكم واستلام العديد من المشاريع من بينها مشروع المترو فمنذ عام 2003 استأنف الرئيس بوتفليقة إنجاز المشروع بتخصيص غلاف مالي يقدر ب3.5 مليار دولار على مدى تسع سنوات· من الناحية المادية استهلك هذا المشروع الكبير الثالث بعد مترو القاهرة وتونس في إفريقيا، مبلغا قدره 90 مليار دينار دون حساب أشغال التوسيع التي تم الشروع فيها والتي سترفع تكلفته الإجمالية إلى 139 مليار دينار، حيث سيشهد عدة عمليات توسيع لبلوغ سنة 2020 شبكة طولها 40 كيلومترا تربط بين منطقتي ”الدار البيضاء” و”درارية”· وفي سياق ذي صلة، جندت وزارة النقل 400 شرطي و400 حارس لضمان أمن وسلامة المواطن، تحصلوا على تكوين وتدريب من قبل وحدة خاصة من الشركة تتكفل بأمن الميترو لضمان أمن مترو الأنفاق وسلامة المواطنين بالعاصمة، وتجهيز غرفة مراقبة متطورة لضمان أمن المسافرين·