دشن، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العديد من المنشآت والمرافق الحيوية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لا سيما في قطاعات السكن، الصحة، الأشغال العمومية، الطاقة، النقل والتربية. حظي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في زيارته التفقدية لولاية البليدة، صباح أمس، باستقبال جماهيري واسع، حيث تجمع آلاف المواطنين الذين جاءوا لتحيته وسط أجواء من الفرح والبهجة، ووقفوا منذ الساعات الأولى للصباح بساحة التوت لتحية الرجل الذي صنع المصالحة وحقق لهم إنجازات كبرى في مدينة الورود التي تزينت بالألوان الوطنية. وقد دشن الرئيس خلال هذه الزيارة، "شطرا" من الطريق السيار (شرق غرب) في جزئه الرابط بين وادي جر بالبليدة والحسينية في عين الدفلى، على طول أكثر من 25 كلم. ويمر هذا الشطر الذي يبدأ انطلاقا من محول العفرون بهضبة وادي جر الجبلية المؤدية إلى غاية الطريق الوطني رقم 04، وكذا خط السكة الحديدية الذي يشكّل حلقة ربط أساسية بين الجزائر العاصمة ووهران. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع تطلب إنجاز 30 منشأة فنية و14 جسرا و20 جدار دعامة، ومحول وادي جر على طول 400 م. وتولى إنجازه مجمع جزائري تركي، فيما أنجز مجمع جزائري إيطالي المنشآت الفنية الخاصة به. بعد ذلك، انتقل رئيس الجمهورية إلى بلدية "بوعرفة" الجبلية، حيث أشرف على تشغيل شبكة الغاز الطبيعي لفائدة 700 عائلة بحي "دريوش". وافتتح إكمالية جديدة بذات الحي. كما دشن الرئيس بهذه البلدية، مشروعين آخرين لإنجاز 79 محلا ذات طابع مهني (في إطار برنامج 100محل لكل بلدية)، وسلم في الحين عقود استفادة من هذه المحلات لعدد من الشباب بعين المكان. وفي قطاع السكن، دشن رئيس الجمهورية مشروع 200 مسكن اجتماعي إيجاري ببوعرفة، و228 مسكن اجتماعي تساهمي آخر في حي ديار البحري ببني مراد. وعلى صعيد متصل، استفاد حي دريوش من تدشين روضة للأطفال. كما تعزز قطاع الصحة بالولاية بعدة مرافق هامة على مستوى مستشفى فرانز فانون، منها مصلحة لإعادة التأهيل الوظيفي. وإلى ذلك، أعطى رئيس الجمهورية إشارة لانطلاق العمل بأول جهاز أشعة جراحة بمركز مكافحة السرطان. كما سلم بعين المكان سيارات إسعاف لفائدة البلديات الريفية وعيادتين متنقلتين لضمان التغطية الصحية للمناطق النائية، وأشرف كذلك رئيس الجمهورية على تدشين مقر مديرية الحماية المدنية ووحدة المصعد الهوائي الرابط بين البليدة ومرتفعات الشريعة لولاية البليدة. وتعتبر هذه الزيارة التفقدية الثانية للبليدة، "أكثر من مهمة"، فهذه الجهة كانت تشكّل في سنوات العشرية السوداء، إلى جانب المدية وعين الدفلى، ولايات ما يعرف ب "مثلت الموت". بوتفليقة في خطابه بالبليدة يدعو إلى رفع الغبن عن فئة المجاهدين وذوي الحقوق وتوسيع نطاق التكفل بهم دعا، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال إشرافه على مراسيم الاحتفال الرسمي باليوم الوطني للشهيد بالبليدة، إلى رفع الغبن عن فئة المجاهدين وذوي الحقوق وتوسيع نطاق التكفل بهم، مؤكدا أنه وعلاوة على الاهتمام والتكفل بهذه الفئة من الجانب الاجتماعي، لتسخير التقنيات في عملية صرف المنح الخاصة بالفئة ومعالجة ودراسة الملفات ودراسة ومعالجة الطعون والعناية بهم في مجال النقل والسكن، وتقديم الخدمات لهم نتيجة تقدمهم في السن وتطور المضاعفات الناجمة عن المعاناة الجسدية التي ورثوها من الثورة. وقال الرئيس إن اليوم الوطني للشهداء الذي نتطيب به في البليدة، هو عرفان متجدد واعتراف لملايين الشهداء الذين تعاقبت مواكبهم الزكية خلفا وسلفا منذ سنة 1830، منذ أن دنس المحتلون أرض الجزائر، وقال: "يوم الشهيد في الجزائر هو عيد الفداء وعيد الخلاص من الظلم والعدوان"، ودعا الرئيس في خطابه إلى الاهتمام بالتاريخ الوطني، قائلا إن الأمانة التي تربى عليها الشهداء هي أن تبقى الجزائر حرة مستقلة وعزيزة موحدة، قائلا إنه "بقدر ما أوليناه من عناية لتاريخ الثورة التحرير والمقاومة الوطنية، حرصا على مكانة الشهيد وعلى مكانة المجاهد من خلال العناية بأوضاعه الاجتماعية وتحسين نطاق الرعاية الصحية والنفسية للمستحقين من المجاهدين وذوي الحقوق"، كما دعا الرئيس إلى تقديم خدمات أفضل للمجاهدين وذوي الحقوق المقبلين على مراكز الراحة ومراكز المتابعة الطبية، داعيا إلى مضاعفة طاقة الاستقبال وإقامة مراكز جديدة وتوسيع أخرى. وفي خطابه، تطرق الرئيس إلى الموقع الذي تحتله المرأة الجزائرية وإلى ضرورة تشجيعها وفتح أبواب المستقبل أمامها. كما تطرق إلى الموقع الذي تحتله الجزائر حاليا بين دول العالم، وإلى التطور الذي شهدته في مختلف المجالات بنسب مختلفة.