فوجئ السعوديون أيام عيد الأضحى، بصدور عدة مراسيم ملكية، تفاوتت ما بين تعيينات كانت متوقعة، وإعفاء جاء مفاجئا، خاصة أن المملكة لم تعرف في السابق إعفاء لأحد أعضاء العائلة الحاكمة غير متبوع بجملة ”بناء على طلبه”· وأصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارات بتعيين الأمير سلمان أمير الرياض السابق وزيرا للدفاع، وتعيين الأمير خالد بن سلطان نائبا له، فيما أصدر أمرا ملكيا بإعفاء نائب وزير الدفاع السابق الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز من منصبه وليس ”بناء على طلبه”، فيما لم يتم تعيينه في منصب آخر· وقال مراقبون، وفق تقرير لصحيفة ”القدس العربي” في عددها الصادر أمس، إن تعيين الأمير سلمان وزيرا للدفاع جنب القيادة السعودية حرجا سياسيا، وأرضى أكثر من طرف بالعائلة الحاكمة· ونقلت الصحيفة عن قالت مصادر مقربة من الأسرة الحاكمة تأكيدها أن إقالة أو إعفاء الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز جاء أول أيام عيد الأضحى، لأنه كان ينوي استقبال كبار الضباط في القوات المسلحة السعودية ثاني أيام العيد، وجاء القرار الملكي ليقطع على الأمير هذا اللقاء· وترى المصادر أن الأمير عبد الرحمن عبر عن استيائه لزواره أكثر من مرة لتجاوزه في ولاية العهد خاصة أنه يكبر الأميرين نايف وسلمان، إضافة إلى أنه كان يدير شؤون وزارة الدفاع ”شكليا” أثناء غياب الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز نتيجة مرضه في الفترة الأخيرة، وكان يرى أن الملك عبد الله سيرضيه لأنه لم يطالب بولاية العهد، بتعيينه وزيرا للدفاع على الأقل، وهو الأمر الذي لم يحدث، وعبر عن استيائه هذا برفضه مبايعة الأمير نايف وليا للعهد·
وفي السياق ذاته، تضمنت القرارات الملكية تعيين الأمير سطام بن عبد العزيز أميرا للرياض، والذي كان يشغل منصب نائب أمير الرياض في السابق، وهو ما زاد من استياء الأمير عبد الرحمن، حسب المصادر، لأن هذا القرار يعتبر أول نقل أو تعيين لنائب أحد الأمراء في منصب هذا الأمير الشاغر وهو ما كان يتوقعه الأمير عبد الرحمن· كما أصدر العاهل السعودي أمرا بتعيين الأمير فهد بن عبد الله بن محمد رئيسا للهيئة العامة للطيران المدني، وبذلك فصل وزارة الدفاع عن هيئة الطيران· وكان الأمير طلال بن عبد العزيز أرسل خطابا شديد اللهجة إلى وزارة الدفاع المدني مطالبا فيه إياها برفع يدها عن شركات الطيران المدنية، وإسنادها لمؤسسة مدنية حتى يتم انتشالها من الفساد والخسارة المتكررة·
من ناحية أخرى، تضمنت القرارات تعيين الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائبا لأمير الرياض، وتعيين الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيسا لديوان ولي العهد ومستشارا خاصا لولي العهد، بمرتبة وزير·