طالب أساتذة الجنوب، الوزير أبوبكر بن بوزيد، بالعودة إلى تنظيم امتحان بكالوريا خاصة بالجنوب، مثلما كان معمولا به في فترة ما قبل الإصلاحات التربوية، احتراما لخصوصيات المنطقة الجغرافية. إلى جانب إعطائهم حقهم في تصحيح امتحانات شهادة البكالوريا كبقية أساتذة الولايات الأخرى من خلال تحديد حصة لكل ولاية تحترم فيها الظروف وتوفر لها الإمكانيات وأكد أساتذة الجنوب -على لسان رئيس المكتب الجهوي للجنوب الغربي لنقابة الكنابست بغدادي مناد- على ضرورة العودة إلى تنظيم بكالوريا خاصة بولايات الجنوب مثلما كان معمولا به في السابق، حيث أن توحيد البكالوريا منذ خمس سنوات كان وراء تراجع نسبة النجاح المسجلة في ولايات الجنوب. وأوضح المتحدث، أمس، في تصريح ل ''البلاد'' أن الوزير بن بوزيد، من خلال توحيده لامتحان البكالوريا لا يعطي الطلبة نفس فرص النجاح، حيث أن طلبة الجنوب يمتحنون تحت درجة حرارة تفوق 45 بالمائة وتصل الى 55 بالمائة، طالما أن توفير مكيفات هوائية لا يحل الإشكال بما أن الطلبة يتعرضون لأشعة الشمس الحارقة أربع مرات على التوالي خلال ذهابهم وخروجهم من مراكز الامتحانات. فيما يمتحن طلبة الشمال في درجة حرارة لا تتعدى 30بالمائة وهو ما يجعل التلاميذ لا يمتحنون في نفس الظروف ومنه لا يحققون نفس النتائج. كما أشار المتحدث إلى أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا سجلت تراجعا في ولايات الجنوب منذ توحيدها، حيث كانت النتائج تفوق 50بالمائة والوثائق لدى الوزارة الوصية وديوان الامتحانات. في حين نسب النجاح سجلت خلال الأربع سنوات الأخيرة تراجعا كبيرا. وأكد المتحدث في هذا الشأن أنه على وزارة التربية الوطنية إرسال لجانها الخاصة بالتحقيق التي اعتادت إرسالها إلى الولايات الجنوبية في شهر ديسمبر او جانفي لتحديد أسباب تدني نتائج هذه الولايات في الامتحانات في شهر جوان المتزامن مع تاريخ تنظيم الامتحانات لقضاء يومين مع الطلبة والأساتذة، ثم تقييم الوضع. وأكد في نفس السياق أن أساتذة الجنوب مستعدين بعدها لقبول أي إجراءات تتخذها لجان التحقيق. إلى جانب ذلك، أكد أساتذة الجنوب على لسان المتحدث أن حرمانهم من تصحيح امتحانات البكالوريا استهزاء وحفرة في حق هذه الفئة من المواطنين. وأضاف أن جميع الأساتذة خلال الجمعيات العامة التي تم تنظيمها بمختلف الولايات أكدوا رفضهم للتوزيع غير العادل لمراكز تصحيح البكالوريا، ففي الوقت الذي يوجد في بعض الولايات مركزين للتصحيح، هناك مجموعة أخرى من الولايات الواقعة في الجنوب مثلما هو حال ولايات البيض، غرداية، ادرار، النعامة، بشار، تندوف، اليزي وتمراست التي مساحتها تتجاوز 70بالمائة من مساحة الوطن الإجمالية محرومة من هذا الحق لعدة سنوات متتالية، أي منذ انطلاق الاصلاحات التربوية، رغم توفرها على إمكانيات بشرية ومادية وكفاءات أثبتت في مواسم سابقة قدرتها على تأطير عملية كهذه، وأكدوا على ضرورة رفع حجة العزلة وبعد المسافة ونقص الإمكانيات لحرمان الأساتذة من حقهم في التصحيح وحصر مهامهم في عملية حراسة امتحانات البكالوريا. وأشار على سبيل المثال إلى أنه ولا أستاذ من أدرار، اليزي، تندوف، تمنراست وبشار، تلقى استدعاء لتصحيح امتحان البكالوريا وهو أمر غير معقول بالنظر لكون العملية تكسب الأساتذة خبرة كبيرة في هذا المجال، علاوة عن المكسب المادي. وتساءل الأساتذة عن ''الميكانيزمات'' التي وضعها المشرفون على الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لتحديد مقاييس وشروط إقامة مراكز التصحيح، فإذا كانت تعتمد على الأرقام فيجب أن تعلم هذه الأخيرة أن أساتذة الجنوب ليسوا ارقاما وينتمون إلى قطاع تربوي قائم على أساس تكافؤ الفرص للجميع. ودعا المتحدث الوزارة الوصية إلى تحمل مسؤولياتها، خاصة وأن الأساتذة صادقوا خلال الجمعيات العامة التي تم تنظيمها مؤخرا بالولايات على خيار مقاطعة عملية حراسة الامتحانات. وقرروا مراعاة لمصلحة التلاميذ إمهال الوزارة الوصية لمراجعة قراراتها فيما يخص منح ولايات الجنوب مراكز تصحيح وأساتذتها الحق في تصحيح الامتحانات وإلا مقاطعة الحراسة خلال بكالوريا 2010