عاد وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قطاع غزة قادماً من القاهرة حيث بحث التهدئة دون التوصل إلى اتفاق نهائي، بينما انتهت أزمة عبور أعضاء الوفد عبر معبر رفح بعد توقيف السلطات المصرية للقيادي أيمن طه بعض الوقت. القسم الدولي وأوضح الناطق باسم حماس أن ما تلقته الحركة من عرض صهيوني عبر الوسيط المصري يربط ملف الجندي جلعاد شاليط بالحصار وفتح المعابر ويتحدث عن فك جزئي للحصار، مشيراً إلى أن هذا الأمر مرفوض لدى الحركة. وأضاف فوزي برهوم أن هناك تفاصيل بشأن إدارة المعابر وأموراً فنية تحتاج إلى إيضاحات، قائلاً إن حماس لم تحصل على ضمانات ليتم تثبيت ما يتم التوافق عليه. وذكر أيضاً أنه تمّ تقديم جملة من الاستفسارات للجانب المصري الذي سيقدمها بدوره للجانب الصهيوني قبل استئناف المباحثات يوم غدٍ الأحد. وقال المتحدث ''مصر تريد وقتاً كي تحضر الإجابات من الجانب الصهيوني، وبدورها الحركة ستحمل ما تم التوصل إليه للقيادة في الداخل والخارج ومن ثم تعود لاستلام تلك الاستفسارات''. وفي أعقاب مغادرة وفد حماس، بدأ المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الصهيونية عاموس جلعاد مباحثات بالقاهرة للرد على ملاحظات حماس بشأن الهدنة المقترحة. من جهته قال مسؤول في حماس إن الكيان الصهيوني يرغب في فتح المعابر لتعمل بنسبة تتراوح بين 70 و80% من قدرتها بعد التهدئة، وتأجيل الباقي لحين التوصل لاتفاق لإطلاق سراح شاليط. وذكر صلاح البردويل في مقابلة مع التلفزيون المصري أن الكيان الصهيوني يريد أيضاً حظر دخول مواد تعتبر من مكونات تصنيع الأسلحة أو الصواريخ، مشيراً إلى أن حماس تريد أن تعرف المواد التي يريد الكيان الصهيوني حظرها. من جهته أفاد عضو وفد حماس إلى القاهرة أيمن طه أن الحركة ليس لديها اعتراض في الوقت الحالي على تهدئة تستمر 18 شهراً. على صعيد آخر سمحت السلطات المصرية لعضو وفد حماس لمحادثات القاهرة أيمن طه بدخول قطاع غزة عبر معبر رفح وذلك بعد احتجازه لعدة ساعات إثر العثور على مبالغ مالية كبيرة بحقائبه بلغت 9 ملايين دولار و2 مليون يورو. وكانت السلطات المصرية قرّرت إيداع المبالغ المالية الكبيرة الّتي تمّت ضبطها مع طه أثناء توجّهه ضمن وفد الحركة إلى غزة عبر معبر رفح في البنك الأهلي المصري فرع العريش لحين اتخاذ قرر نهائي بشأنها. ونفى طه وفقاً للجزيرة.نت أن تكون السلطات المصرية قد اعتقله، مشيراً إلى أن التأخير كان للاتفاق على إيداع الأموال التي كانت بحوزته بأحد البنوك المصرية لحين استردادها. وقال أيضاً إن هذه الأموال هي حصيلة مساعدات وتبرعات مقدمة للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن جلب المساعدات بهذه الطريقة سيستمر مع استمرار الحصار. وكانت السلطات المصرية قد أعاقت دخول وفد حماس إلى غزة، وأصرت على تفتيشه. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن الأزمة انتهت، ووصفها بأنها ''مسيئة وغير لائقة ليس بحق حركة حماس فقط إنما بحق مصر أيضاً لأن هذا الوفد كان يجري مباحثات رسمية في القاهرة''.