تحولت العاصمة الليبية طرابلس ليلة أول أمس، إلى ساحة مفتوحة للقتال بين ”ثوار الزنتان” والجيش النظامي الذي لا يزال في طور التشكيل، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى على الأقل، وفق تقديرات طبية· وكانت الاشتباكات وقعت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بعد مظاهرات في طرابلس التي طالب فيها المحتجون بمغادرة جميع الكتائب المسلحة، لكن يبدو أن سبب الاشتباكات هو السيطرة على مطار المدينة· وفي الأثناء، قالت تقارير متطابقة إن الهدوء عاد أمس إلى العاصمة الليبية وتم فتح الطريق المؤدية إلى المطار بعد الاشتباكات التي وقعت بين كتيبة الزنتان والقوات البرية للجيش الليبي، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف الجيش الليبي، وقتيل وثلاثة جرحى من كتيبة الزنتان· وقبل ذلك، قال قائد قوات أمن مطار طرابلس أمس، إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت ليلة السبت إلى الأحد عندما حاول مسلحون يركبون سيارات تابعة للجيش الوطني الليبي الجديد السيطرة على مطار طرابلس من ميليشيا لها نفوذ· وتعد هذه أحدث واقعة ضمن سلسلة من الاشتباكات بين ميليشيات متناحرة أصبح لها قوة فعلية في ظل غياب حكومة مركزية تعمل بكامل طاقتها في شوارع ليبيا منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي خلال الانتفاضة الشعبية· وقال مختار الأخضر قائد ميليشيا من الزنتان إلى الجنوب الغربي من طرابلس تسيطر على المطار الدولي، في تصريحات لوكالة ”رويترز”، إن مجموعة سيارات اقتربت من نقطة تفتيش على بعد ثلاثة كيلومترات من المطار، مضيفا أن هؤلاء المسلحين قالوا إنهم جاءوا للسيطرة على الأمن واندلعت بعد ذلك معركة بالأسلحة النارية· وقال الأخضر إنه لم يسقط قتلى لكن أصيب اثنان من قواته، موضحا أن من حضروا كانوا يستخدمون سيارات تابعة للجيش الوطني، وعندما سألت قواته خليفة حفتر القائم بأعمال رئيس أركان الجيش الليبي قال إنه لا يعرف هؤلاء الناس· وقال ذات المصدر إن المعركة هدأت بعد تدخل من مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ورئيس الوزراء عبد الرحمن الكيب ووزير الدفاع أسامة الجوالي· ولم يعقب أحمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي على تفاصيل الواقعة لكنه قال إنه ليس هناك مشكلة سياسية أو أي مشكلة أخرى وإن المشكلة تم حلها· من ناحية أخرى، نجا رئيس أركان الجيش الليبي العقيد خليفة حفتر من هجوم تعرّض له موكبه، في إشارة جديدة إلى فوضى السلاح التي تعم ليبيا منذ سقوط نظام القذافي· وقال ناطق عسكري ليبي إن مسلحين حاولوا قتل رئيس أركان الجيش العقيد خليفة حفتر في هجوم جريء في وضح النهار في طرابلس· وأوضح الناطق باسم سلاح المشاة الليبي عبد الرزاق الشهابي إن موكب حفتر كان في طريقه من منزله في طرابلس إلى مقر قيادة الجيش عندما حاولت مجموعة مسلحة توقيفه عند ”حاجز وهمي”، وتابع أن موكب حفتر انحرف عن الحاجز وعبر جسراً قريباً لكنه تعرض لإطلاق النار من مسلحين إثنين كانا يتمركزان على جانب الطريق، مؤكدا أن أحدا لم يصب في عداد الموكب، وتم توقيف المسلحين اللذين يخضعان للتحقيق· واتهم بلقاسم حفتر، نجل رئيس الأركان، مجموعة منافسة من الثوار بالوقوف وراء الهجوم·