- رجل الأعمال عبد الرحيم الكيب رئيسا للحكومة الانتقالية لم تفلح التطمينات التي أعطاها قادة ليبيا الجدد ممثلين في “المجلس الانتقالي”، في إعادة الحياة إلى طبيعتها في ليبيا من خلال السيطرة على انتشار السلاح، اندلعت مساء أول أمس، مواجهات دامية بين مئات “الثوار” في العاصمة طرابلس أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى، حسب تقديرات طبية. وقالت صحيفة “ديلي تلغراف” عبر موقعها الالكتروني أمس، إن مئات الثوار الليبيين اشتبكوا عند مستشفى في طرابلس في أكبر مواجهة بينهم منذ سقوط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وأكدت الصحيفة أن هذا القتال يغذي مخاوف من غياب أي سلطة على آلاف المسلحين المتمركزين في طرابلس بينما تسعى الحكومة الانتقالية لتثبيت القانون والنظام. وأوضحت الصحيفة أن شخصين قتلا وجرح سبعة آخرون عندما منع حراس من كتيبة طرابلس ثوارا من الزنتان جاؤوا لقتل أحد الجرحى في المستشفى. وقالت الصحيفة إن بوابة المستشفى وقاعة الاستقبال امتلأتا بالرصاص واضطر الأطباء والممرضون إلى الفرار، ومات عجوزان بسبب أزمة قلبية أثناء الاشتباك الذي استمر من الواحدة ليلا حتى الفجر واستخدم فيه الطرفان الرشاشات والمدافع المضادة للطائرات. وقال شهود إن القتال بدأ عندما جاء ثوار كانوا سكارى إلى المستشفى للإجهاز على جريح أصابوه في وقت سابق بعدما علموا أنه ما زال حيا وأنه يتلقى العلاج، وطلب منهم الأطباء المغادرة وتوتر الوضع عندما أخرج أحدهم سلاحه وبدأ القتال مع الحراس. ونقلت الصحيفة عن محمد حمزة، وهو مقاتل من كتيبة طرابلس، قوله إن مئات من ثوار الزنتان وصلوا بأسلحتهم إلى المستشفى و”طلبنا الدعم فجاء من مختلف أنحاء طرابلس”، مضيفا “لم نصدق أنهم سيطلقون علينا النار، وقلت لهم إنكم تهاجمون مستشفى، وبعد ساعات جاء شيخ من أحد المساجد وأقنعهم بوقف القتال وتسليم ثلاثة منهم كانوا بدؤوا القتال للمجلس العسكري لطرابلس”. وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة إن هذا الاشتباك يزيد الضغوط على المجلس الانتقالي الهش لنزع سلاح الثوار الذين ما زالوا ينتشرون بكثافة في طرابلس، وهذا رغم توجيه الأمر لهم بتسليم أسلحتهم ومغادرتها قبل أسبوع. وأوضحت الصحيفة أن ثوار الزنتان أبدوا شراسة في محاربة كتائب القذافي وساعدوا في اقتحام طرابلس لكنهم لم يغادروها واكتسبوا سمعة سيئة بالنهب ونشر الفوضى. وكشفت الصحيفة أن الاشتباك جاء متزامنا مع إعلان حلف “الناتو” إنهاء مهامه العسكرية في ليبيا كما أنه اليوم الذي نشرت فيه منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرا قالت فيه إن سكان بلدة تاورغاء البالغ عددهم ثلاثين ألفا يتعرضون للقتل والتهجير بسبب اتهامهم بموالاة القذافي. وقالت الصحيفة إن سكان طرابلس يتخوفون من وقوع اشتباكات أخرى، وقال حمزة إنه يتوقع ذلك، مضيفا “أعتقد وقوعها مجددا، سيعودون للانتقام”. من ناحية أخرى، حصل رجل الأعمال عبد الرحيم الكيب على 26 صوتا من أصوات أعضاء المجلس، الذي يضم 51 شخصا ليرأس حكومة جديدة، ويأتي ذلك بعد يوم من اختيار المجلس الانتقالي الليبي مساء أول أمس رئيس وزراء جديد للحكومة المؤقتة هو عبد الرحيم الكيب قبل وقت قصير من انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي في البلاد. وقال الكيب إنه يسعى لبناء دولة ليبية تحترم حقوق الإنسان، وأكد أن الحكومة تحيي جهود الثوار ولن تنساهم أبدا ولن تنسى عائلاتهم. وفي الأثناء، بدأ رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس، زيارة رسمية لمصر تستمر يومين يبحث خلالها مع المسؤولين المصريين القضايا المشتركة وسبل التعاون بين البلدين لإعمار ليبيا. وقالت مصادر دبلوماسية إن عبد الجليل سيبحث في القاهرة عددا من الموضوعات والقضايا السياسية المهمة للدولتين في المرحلة القادمة وسبل التنسيق بينهما خلال مناقشة القضايا المتعلقة بليبيا في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن.