فنانون جزائريون يحتجون على وضعيتهم المهنية نظمت حركة الفنانين الجزائريين والمبدعين الاحرار أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة وقفة احتجاجية أمام المسرح الوطني الجزائري (ساحة عبد القادر علولة) للمطالبة بتحسين وضعية الفنانين بالجزائر. وقد حملت حركة الفنانين عدة مطالب تتمثل أساسا في وضع مشروع تمهيدي لقانون "الفنان تشرك فيه كامل الكفاءات الفنية" دون إقصاء. كما طالب الفنانون المحتجون بإعادة النظر في أجور الفنانين من مسرحيين ومطربين وموسيقيين وتشكيليين، حيث أكدوا أن الاجور التي يتقاضاها الفنانون إهانة لكرامتهم مقارنة بأجور الفنانين الأجانب "المستقدمين للمشاركة في مختلف" التظاهرات الوطنية. وفي هذا الشأن أوضحوا أن متوسط الأجر الذي يتقاضاه الفنان لا يتعدى 15.000 دينار بيد أن مصاريف المهمة في حالة تنقل الفنان لا تتجاوز 300 دينار يوميا كما دعا الفنانون إلى إعادة النظر في اختيار الفنانين الأجانب غير المؤهلين حسب ما جاء في بيان وزع خلال الوقفة الاحتجاجية لتنشيط الوراشات الإبداعية وانجاز المشاريع الفنية الكبرى بميزانيات مبالغ فيها وذلك على حساب الطاقات والكفاءات الوطنية مشددين على ضرورة فتح مناصب شغل وفضاءات لحاملي الشهادات العليا والمتخرجين من المعاهد الفنية وذلك استنادا لتصريحات وزيرة الثقافة وفي ذات السياق عبر المحتجون على غضبهم الشديد إزاء الحالة غير المقبولة التي آل إليها المسرح الجزائري في مختلف مؤسساته من فساد ورداءة وسوء تسيير والتبديد للمال العام. وألح المشاركون في هذه الوقفة على إعادة النظر في تعيين مدراء المسارح الجهوية. وفي ذات الإطار ندد الفنانون ب"الطريقة العشوائية" التي تنظم بها المهرجانات المسرحية والتي أصبحت حسب أقوالهم وسيلة للربح السريع وغير المشروع على حساب المستوى الفني والجمالي. وعلى هذا الأساس طالب المحتجون بإنشاء لجنة مختصة لتقييم المستوى التنظيمي والفني وأعمال المشاركة خاصة في المهرجانات الوطنية للمسرح المحترف لدورة 2011 "داعين في نفس الوقت إلى" رفع أجور عمال وتقنيي المسارح في أقرب الآجال وصرحت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي على هامش الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان السادس للمسرح الوطني المحترف أن المحتجين "ليست لهم علاقة بالمسرح الوطني الجزائري" وأن "الاغلبية الساحقة منهم لا علاقة لهم بقطاع الثقافة" إطلاقا وفيما يتعلق بالتغطية الاجتماعية للفنان أكدت السيدة تومي أن "هذا الاشكال طرح من طرف وزارتها منذ 2005 و(أنه) سيجد حلولا قريبا معتبرة أن الفنان هو الذي يحقق مدخوله من فنه وليس مجرد موظف أو عامل في مؤسسة. ومن جهته أكد المدير العام للمسرح الوطني الجزائري أمحمد بن قطاف أن "هؤلاء المحتجين لا علاقة لهم بالمسرح الوطني الجزائري" وفيما يخص مطالبهم اكتفى بن قطاف "بالقول": عليهم أن يتوجهوا إلى وزارة العمل. ويشار إلى أن هذه الوقفة الاجتجاجية التي يشارك فيها أكثر من 50 فنانا وفنانة من مختلف أنواع الفن من بينهم فاطمة حليلو وكمال بوعكاز ومحمد شرشال (سينمائي) و"فريد روكار" علي جبارة وجمال معروف وعبد الرحمان زعبوبي وكذا عدد من الاساتذة من المعهد الوطني للموسيقى تتزامن مع افتتاح الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.