عاد كثير من النقاد عبر الصحف العالمية إلى الحديث عن فيلم الخيال العلمي ””2012 للمخرج الألماني ”رولاند إيميرش” الذي أثار مخاوف الجمهور من وصول نهاية العالم وفناء البشرية في سنة .2012 وحقق هذا العمل إيرادات غير مسبوقة وصلت إلى 107 ملايين دولار في دور العرض الأمريكية وحدها· ويستمد الفيلم أحداثه من محاولة الربط بين الماضي والمستقبل، حيث تعتمد على نبوءة لشعب وقبائل ”المايا” التي كانت تعيش في أمريكا قبل الميلاد، وأنذرت بغرق أجزاء كبيرة من الأرض عام ,2012 تحت اسم ”دومسداي” أو يوم القيامة، كما تشير إليه الجمل الحوارية في الفيلم، مما يهدد بإشاعة الفوضى بين البشر ونهاية العالم وفنائه بمن عليه، بينما يتحمس باحث أكاديمي ومجموعة من المحيطين به لمساعدة من يتبقى على قيد الحياة ومحاولة إنقاذهم، وهى التيمة نفسها التي قدمت في فيلم ”بعد الغد”· وربما ساهم تصدي مخرج واحد لتقديم الفيلمين في توحد المضمون والرؤية، وهو أيضا مخرج ”يوم الاستقلال”، إضافة إلى أنه كتب أيضا سيناريو الفيلم بمشاركة المنتج والملحن ”هارولد كلوسر”· وتستعرض الأحداث محاولات نجاة مجموعة من البشر والصعوبات التي تواجههم لحين الوصول إلى جبال ”الهيمالايا”، حيث تنتظرهم سفن وفرها علماء ورؤساء حكومات يسعون لإنقاذ ما يستطيعون من أرواح، ولكن ””2012 خرج أكثر إبهارا وإحكاما، حيث أشاد النقاد الأمريكيون به، لما حفل به من مؤثرات مبهرة، كما أثنوا على إجادة المخرج لاستخدام هذه التقنيات التي ساهمت في خروج الفيلم بشكل جيد وواقعي، حيث لم يبد الكمبيوتر وكأنه بطل لقطات غرق الأرض والفيضانات الجارفة وتدميرها لكل ما هو حي، بل بدت المشاهد طبيعية، وكأنها التقطت من كوارث حقيقية· وفي السياق ذاته، احتوى الفيلم مشاهد يظهر خلالها قساوسة الفاتيكان ورجال دين في الكنائس المسيحية الأمريكية وفى التبت والهند، وهم يتلون صلواتهم حتى ينقذ الله الأرض والبشرية، بينما تلاحقهم الكارثة وتدمر كثيرا من الرموز الدينية المسيحية، في حين لم يظهر أي مشهد لتدمير المعالم الدينية الإسلامية، رغم وجود مشهد للمصلين بالكعبة والمسجد الحرام ضمن أحداث الفيلم· وبرر المخرج ”رولاند إيميرش” هذا الأمر قائلا إنه تجنب تصوير أي مشاهد لتدمير الكعبة الشريفة أو أي من المعالم الدينية الإسلامية خشية غضب المسلمين وهجومهم على الفيلم وصدور فتوى ضده، وذلك بعد كثير من الأحداث الأخيرة التي ثار خلالها المسلمون وتظاهروا بعد الإساءة لمقدساتهم الدينية·
من ناحية أخرى، ساهم الفيلم في الترويج لعدد من الأعمال الأدبية التي تناولت نبوءة فناء العالم في 2012 مثل رواية ”وداعا أطلانتس” التي ارتفعت مبيعاتها بشكل كبير منذ بدء عرضه· ورغم هذا، وصف خبراء من وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا” الفيلم بأنه ”أسوأ أفلام الخيال العلمي وأكثرها سخفا” نظرا لما يحتويه من أخطاء من الناحية العلمية وما أثاره من مخاوف وقلق عند الكثيرين من سكان العالم· وصوتت مجموعة من خبراء وكالة ”ناسا” خلال مؤتمر عقد مؤخرا لاختيار قائمة أسوأ أفلام الخيال العلمي وأكثرها تضمنا للأخطاء، وتصدر فيلم ””2012 تلك القائمة·