أكد أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، أن مؤسسات الحركة الشرعية هي العاصم من الفردية والأنانية، ومن الشبهة والشهوة، ومن الزيغ والطغيان، ومن الانحراف والابتذال لأن كل نزوع فردي، خارج المؤسسات هو دعوة إلى قضاء المآرب، وهي حركة انشقاق وتمرد على الشرعية وعلى المؤسسات وشقا لصف الجماعة تحركها مصالح آنية أو أوهام ظرفية. واستغل أبوجرة سلطاني الذكرى 18لتأسيس الحركة ليوجه رسالته إلى المناضلين، تحدث فيها عن 12نقطة حيث يرى أبوجرة أن تلك المسائل الواردة في رسالته واجبة تسلّط الضّوء على نقاط ما زالت بعض الجهات تعمل على إبقائها غامضة، على حد تعبيره. وأعطى أبوجرة المبررات التي أرادت تلك الجهات دون تحديدها العمل على إطالة عمر ذلك اللبس. وابتدأ ابوجرة رسالته بسرد تاريخي لتأسيس الحركة من طرف المرحوم الشيخ محفوظ نحناح، قائلا ''البعض نسي فضل الرّجل الّذي أسّس لظهور هذا المولود الزّكي'' الذي جاء ''منقذا'' للحركة الإسلامية من تخبّطات عويصة كانت تتخبط فيها الأمّة بين داعين لمزيد من: ''الدّم الدّم.. الهدم الهدم..'' وبين خانعين في بيوتهم قانعين بهوامش ضيّقة من المناشط الّتي حاصرتها الدّعوات الضّاغطة على الواقع، وفرضتها الجماعات المستعجلة بإقامة الدّولة الإسلاميّة في شتاء عام1991. ومن النقاط التي تطرق إليها أبوجرة فكرة الحركة المتلخصة في العودة بالمجتمع كلّه وأنها ليست حزبا سياسيا ولا جمعية خيرية، كون فكرة الحركة ''الفكرة الإسلاميّة الخالصة''. وعن رسالتها يقول أبوجرة ''هي رسالة الإسلام الأولى، الدّاعية إلى الاعتصام بحبل الله جميعا ونبذ الفرقة''. وبخصوص المنهج ''منهج السّلف الصّالح''. وفي المرجعية'' الرّجوع إلى الأصل''. ويشدد رئيس حمس على مسألة المرجعية قائلا إنها ''ليست جهة إدارية آمرة ناهية، إنّما هي فكرة واضحة، ورسالة خالدة''، ويضيف أبوجرة بخصوص التنظيم ''شأن داخليّ وجهد بشريّ مستمدّ من تجارب الّذين سبقونا، ومبناه قائم على قاعدة أصوليّة مشهورة'' كما أكد على ذلك بالقول ''والتّنظيم -مهما علا شأنه- يبقى وسيلة وليس غاية، فإذا تحوّل، في نظر بعض النّاس، إلى غاية صار - والعياذ بالله- صنما يعبد''. وفيما يخص القيادة التي تحكم الحركة ''صار من الفروض الواجبة انتخاب قيادة لكلّ جماعة ووضع لوائح وقوانين تحتكم إليها حال الاختلاف، والقيادة محكومة عندنا بشروط دقيقة، مدوّنة في اللّوائح''. وفي سياق متصل بذلك في مسألة الشرعية ''تمنحها الرّعيّة لقيادتها، في مؤتمر عام، اعترافا بحقّها في القيادة، أو ينتزعها أهل الحلّ والعقد بالشّورى ويبايعون عليها القائد الّذي يختارونه بنضاله وثباته وحسن سيرته في النّاس''. وعن المؤسسات عاد أبوجرة إلى الشعار الذي ترفعه الحركة ''من التّأسيس إلى المؤسّسة'' من أجل تحقيق هدف نبيل هو الانتقال من ''كاريزما'' الأشخاص إلى كاريزما المؤسّسات. وتوجه أبوجرة إلى ''أبناء الحركة'' ليدعوهم الى الثباث والعمل داخل المؤسسات، ويضيف قائلا ''مهما قيل فينا وقيل عنا سنظل أوفياء للرجال والبرامج والمناهج''. وفي إشارة منه إلى ما لحقه من التصدع الحاصل بالبيت الداخلي بعد تأسيس حركة الدعوة والتغيير قال ''وإذا آذانا إخواننا فسنظل نردد ما قاله الصابرون: ولنصبرنّ على ما آذيتمونا، ولقد صبرنا خمسا ونصبر مع الخمس خمسا.. وسوف نصبر على هذه المكاره''.