صادقت المديرية العامة لمؤسسة أرسلور ميتال عنابة، أمس، على مخطط توظيف جديد يقضي بفتح 2000 منصب شغل مع نهاية أشغال إعادة تهيئة وتجديد المنشآت الإنتاجية التي تم إدراجها ضمن مخطط الاستثمارات، الذي تمت المصادقة عليه خلال اجتماع مجلس إدارة المؤسسة المنعقد في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وهو المخطط الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 500 مليون أورو، ويمتد على مدار خمس سنوات· وأوضح الأمين العام للنقابة، إسماعيل قوادرية، في اتصال هاتفي مع فالبلادف، أن عملية التوظيف ستنطلق بصفة رسمية خلال الثلاثي الأول من السنة الجديدة، للانتهاء من عملية التجديد وإعادة التأهيل التي ستخضع لها الوحدات الإنتاجية، على أن تكون عملية التوظيف مسبوقة بإحالة عدد كبير من العمال على التقاعد، لأن نسبة كبيرة من موظفي ورشات مركب الحجار أودعت طلبات التقاعد لدى المديرية· وحسب المتحدث، فإن قرار التوظيف اتخذ عقب مشاركة المدير العام لمركب الحجار فانسون لوغويك، في الاجتماع التقييمي الذي عقده مجمع ”أرسلور ميتال” مؤخرا، والذي خصص للتشريح وضعيات المركبات التابعة للمجمع، حيث طالب بضرورة تدعيم الطبقة العمالية، في محاولة لدفع وتيرة الإنتاج على مستوى مركب الحجار والتخلص من الاضطرابات المحلية التي يشنها الشباب البطال· إلى ذلك، فإن القرارات المصادق عليها تتضمن الشروع في تجسيد مخطط الاستثمارات المسطر بقيمة 500 مليون أورو، موجهة لتجديد وإعادة تأهيل الوحدات والورشات الإنتاجية الموجودة بمركب الحديد بالحجار ومناجم تبسة، خاصة المفحمة والفرن العالي، لرفع الرأسمال الاجتماعي للشركة، إضافة إلى إدماج أزيد من 600 عامل تابعين لمؤسسات المناولة ضمن قائمة عمال المجمع، في ثالث مرحلة ضمن المخطط الرامي إلى إدماج ألفي عامل من شركات المناولة التي تزاول نشاطها بمركب الحجار، لأن مستوى الإنتاج يبلغ حاليا عتبة المليون طن سنويا، ومخطط الاستثمار يرشحه للارتفاع إلى نحو 4.2 مليون طن سنويا في نهاية المخطط المبرمج · وأشار المصدر نفسه إلى أن البرنامج الإستثماري الذي تم تسطيره يراعي المطالب التي ما فتئت تطرحها النقابة على طاولة المديرية العامة وحتى الوزارة، والمتعلقة بإعادة هيكلة وترميم ورشات المركب، ومنها المفحمة والفرن العالي، لأن شركة أرسلور ميتال مقبلة على مرحلة جد حساسة، بارتفاع الطلب على الحديد والفولاذ في السوق الوطنية، في إطار إنجاز المشاريع المدرجة في المخطط الخماسي للتنمية، لأن الطلب مرشح لبلوغ عتبة 5 ملايين طن السنة القادمة، على أن يرتفع إلى نحو 7 ملايين في بداية ,2014 هو ما يضع عمال مركب الحجار أمام الأمر الواقع لتلبية نسبة كبيرة من الطلب، مما جعل الإدارة تقرر استحداث ألفي منصب شغل جديد· وأشارت مصادر من داخل المركب لفالبلاد”، أن مخطط التشغيل المعلن عنه يستجيب لشروط طرحتها السلطات العمومية بتشجيع توظيف اليد العاملة المحلية مقابل الموافقة على تمويل برنامج الاستثمار العملاق من طرف الحكومة، خاصة وأن الحركات الاحتجاجية التي انزلقت إلى حد محاولات الانتحار الجماعي للشباب العاطل، تحولت إلى فوجع رأس” حقيقي بالنسبة للسلطات الأمنية والادارية، وهو ما دفع والي عنابة إلى طلب تدخل وزارة الصناعة للعب ورقة تشجيع التوظيف المحلي مقابل التمويل العمومي لأرسيلور ميتال· وفي إعلان سنوي نشرته أرسيلور ميتال ستيل لدى لجنة الأمن والصرف الأمريكية، فإن شركة أرسيلور ميتال عنابة أنتجت 600 ألف طن من الحديد الخام السنة الماضية· وحسب معطيات لموقع ”ستيل بزنس بريفنغ”، فإن أرسيلور ميتال عنابة لم يتمكّن من تحقيق أهدافه الإنتاجية لشهر سبتمبر· كما تم تقدير أن يكون إنتاج عام 2012 ككل أدنى من التوقعات· وقد أنتج المصنع 4.34 ألف طن من الصلب الخام في شهر سبتمبر، وهذا أقل ب50 بالمائة من هدف الشركة الإنتاجي· ويرجع ذلك حسب المصدر إلى عدد من التوقفات والاضرابات في المركب· وقد باعت الشركة 9.45 ألف طن من المواد خلال نفس الشهر، وعموماً تسير أرسيلور ميتال عنّابة في طريق إنتاج 700 ألف طن من الصلب الخام في عام ,2011 ما لم يرفع الإنتاج بشكل كبير فيما بقي من العام، وهذا سيكون أقل ب41 بالمائة من هدف الشركة للسنة الجارية، ومستوى أقل بكثير من الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي ينتج الصلب نصف المصنّع والمنتجات الطويلة والمسطّحة، وله طاقة إنتاجية تبلغ 6.2 مليون طن سنويا من الصلب الخام·