أهم شيء سأتذكره في عام 2011 تلك ”الانطلاقة”·· وذلك رغم القيود المفروضة على دور المجتمع المدني في ترقية الأنشطة الثقافية في الجزائر· ويبدأ تأثير هذا المجتمع عند ترسيخ وعي كبير وسط طبقة الفنانين والكتاب والمثقفين والفاعلين في النشاطات الثقافية الجزائرية، والحقيقة أنه في الوقت الحالي يجب أن يعتمدوا على أنفسهم فقط، وعليهم البدء في تطوير أنفسهم وأنشطتهم الفنية والثقافية بعيدا عن أي رسمية، بالإضافة إلى وضع سياسة ثقافية للبلاد والتي تكون الأولى من نوعها بعد الاستقلال· في الواقع·· وباستثناء السنوات العشر الأخيرة التي ميزتها الرسمية على سبيل المثال، كانت ميزانية الدولة تخصص 0.19 بالمائة للثقافة بينما في سنة 2011 خصصت 450 مليون دولار للثقافة وهو أكبر مبلغ خصص للثقافة في العالم العربي والإفريقي· وبدأ هذا المجتمع المدني ينفتح على العالم، والآن نحن في صدد البحث عن مصادر تمويل جديدة· سجلنا هذا العام عدة أفلام جزائرية استفادت من تمويل صندوق أبو ظبي للسينما والصندوق العربي للفن والثقافة وعدة فنانين ونشطاء استفادوا أيضا من منح لتمثيل الجزائر في المحافل الدولية· وسجلنا أيضا تأسيس مرصد الفنون الأخير الذي يقدم تقارير تفصيلية عن أي انتهاكات لحقوق الفنانين والمبدعين للمنظمات العالمية التي تعتبر الجزائر عضوة فيها ك”اليونسكو” وهيئة الأممالمتحدة وغيرها· وبدأ الناشط الجزائري يأخذ مصيره بيده لتحقيق نشاط ثقافي مستقل·· هؤلاء النشطاء سواء كانوا فنانين أو كتابا هم الممثل الشرعي الوحيد للأنشطة الثقافية للمواطنين من خلال نشاط ثقافي حر ومستقل· واسمحوا لي أن أختتم كلمتي باعتراف للتجربة الممتازة التي أطلقتها ”الجاحظية” قبل بضعة أيام لرسم السياسة الثقافية للجزائر، وهي التجربة التي جمعت بين الفنانين والكتاب والمفكرين من كافة الحدود الإيديولوجية واللغوية·· كان عام 2011 بالنسبة لي عاما اتخذت فيه إجراءات ملموسة ومؤثرة في المجتمع المدني لكنها لا تزال محدودة·· ورغم كل هذا هي مشرفة·