"قطاع الثقافة أكبر المستفيدين من بقاء بوتفليقة لعهدة ثالثة" كانت دائما متمردة ورافضة وتطالب بالمزيد من الحرية والمساواة، تولت وزارة الثقافة واستطاعت منذ مجيئها أن تستقطب الأضواء، وتكون حديث الكل، ورغم كل الانتقادات استمرت في العمل في صمت تارة، وفي ثورة تارة أخرى، لكن وبحكم كثير من المثقفين لم يعرف قطاع الثقافة حيوية ونشاطا مثل سنوات توليها الوزارة، أهم انجازاتها مشروع "ألف كتاب وكتاب"، جمع التراث يظل هاجسها، جرد آثار الجزائر من أولوياتها، ولسان حالها دائما "لولا رئيس الجمهورية لما عرف القطاع هذا الانتعاش" كان لصوت الأحرار هذا اللقاء معها . أجرت الحوار: بوطلعة مسعودة -ما تقييمكم لسنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية؟ أنا جد راضية على ما حقق في السنة، وهذا بالنظر إلى التزامات الوزارة التي أوفينا بها، فبلغة الأرقام وهي مهمة جدا، لقد تعهدنا بإصدار وإتمام مشروع "ألف عنوان وعنوان" وحققنا إلى غاية 30 جانفي 1246 عنوان، وتجاوزنا العدد المطلوب، كما تعهدنا بانجاز 45 مسرحية وحققنا 47 مسرحية، نفس الشيء مع السينما، تعهدنا بانجاز 70 فيلما بكل أنواعها قصيرة، تلفزيونية، وثائقية وطويلة وقد حققنا 73 فيلما، نحن البلد العربي الذي حقق أكبر عدد من الأسابيع الثقافية، قبل الجزائر كانت هناك 11 عاصمة ثقافية عربية، ومدينة بيروت عرفت أكبر المشاركات ب 08 دول عربية، نحن وصلنا إلى 18 دولة، بالإضافة إلى الأسابيع الثقافية الولائية، والتي شملت كل الولايات أل 48 وهي تجربة جزائرية مائة بالمائة، ولم تسبقنا إليها أية دولة عربية، كما لا ننسى الجولات الفنية فقد برمجنا في بداية الأمر 30 جولة، لكن وصلنا إلى 62 وهذا بالنظر إلى العدد الكبير للفنانين، وسمحت 62 جولة بمشاركة 500 فنان بين مغني وموسيقي قدموا أعمالهم، لكن نعلم كذلك ان هناك من لم يبرمج فالجزائر واسعة وكبيرة، لكن على الأقل حققنا ضعف ما كان مبرمجا، نفس الشيء بالنسبة للمهرجانات، ففي بداية 2007 كان هناك 19 مهرجانا مرسما في بداية السنة ووصلنا إلى 33 مهرجانا مرسما في نهايتها، كما أشير إلى إقامات الإبداع التي لم تكن موجودة قبل هذه السنة، وهي جديدة وخاصة بالجزائر حيث نظمنا 10 إقامات إبداع 05 خاصة بالموسيقى، واحدة للمسرح واثنين للفن التشكيلي و2 خاصة بالشعر، أما المعارض فقد دشنا مؤخرا في أروقة متحف الفن المعاصر والحديث المعرض ال29 تحت موضوع "الفن النسوي" ومازال هناك 10 آخرين في إطار السنة، وهذه الدائرة لها خصوصية لأننا لا نستطيع فتح معرض ونغلقه بعد أسبوع، لأن العرض يتطلب أموالا ومجهودات، مثل دفع حقوق السينوغرافي والتأمينات ومصاريف النقل، كما أن إحضار أعمال الفنانين من الوطن العربي يتطلب أموالا كبيرة خاصة التأمين، فلا يمكن ان ندفع هذه الأموال من أجل أسبوع فقط، وبالتالي فكل معرض يدوم على الأقل شهرين وعلى هذا الأساس المعارض ستستمر إلى شهر جوان 2008، العدد مهم جدا فمنذ الاستقلال لم تنظم الجزائر معارض بهذه الكثافة والجودة وكل من زارها أكد على المستوى العالي والعالمي. هذه بعض الأرقام، هناك الندوات التي فاقت 50 ندوة بين ندوات المراكز والمكتبة الوطنية ومدراء الثقافة خاصة المدن الكبيرة وبعض الجمعيات، البرنامج كان ثريا. -لكن ما هو الملموس، لأن الناس تبحث عن الملموس ؟ أهم شيء المنشآت منها متحفين من أروع ما يكون ولست أنا من احكم عليهما بذلك بل كل من زارهما من أجانب، وهي مكسب للشعب الجزائري ككل، متحف المنمنمات والخط العربي بالقصبة وهو قصر جميل رمم وهيئ ليتحول إلى متحف خاص بفن من خصوصيات الجزائر والبلدان الإسلامية ومتحف الفن المعاصر والحديث هذا فخر و هذه انجازات السنة تنتهي والمتاحف تبقى، المركز الوطني للبحث في علم الآثار، الجزائر قارة فيما يخص آثارها ولأول مرة الجزائر تملك مركز أبحاث في علم الآثار فلن يضطر باحثونا بعد اليوم الذهاب إلى الخارج للبحث،كما أنه يستطيع جلب باحثين أجانب بالإضافة إلى انجازات أخرى ستدشن في الأشهر القريبة، مثل قاعة الأطلس وفيلا عبد اللطيف ما يسمى بإقامة الفنانين وقاعة العرض فضيلة الدزيرية، وهي انجازات ملموسة والعملية الكبيرة التي يشهدها تسجيل التراث وتدخل في إطار حفظ وصيانة التراث غير المادي، إلى حد ألآن سجلنا 14 علبة من الأقراص المضغوطة تضم تسجيلات ل14 شيخا وشيخة متوفين إلا خليفي أحمد من الأحياء، والذي نتمنى له الشفاء، وستستمر إلى نهاية 2008 و2009 ، إذن هذه الأرقام قدمتها ليس لنقول أننا قمنا بانجاز أشياء كثيرة لكن فقط، أننا إلتزمنا أمام الحكومة و رئيس الجمهورية والشعب بأرقام وهذه هي الأرقام التي حققت. -ماذا عن النوعية ،هناك من يتكلم عن أعمال رديئة وليس بالنوعية المطلوبة والراقية سواء في الكتاب أو السينما أو المسرح ؟ إذا تكلمنا عن النوعية فانا من الذين يؤمنون بأن النوعية لا تأتي بدون تجربة وانجاز، النوعية تأتي بتكثيف الانجاز والعدد، وأضيف أنه من الممكن وأكيد أن في الكتاب هناك كتب لها نوعية رفيعة وهناك العكس، والكتب الرديئة قليلة، السينما أيضا أنا انتظر عرض "البانوراما" ويكون هناك مسح لكل ما أنتج، وستكون هناك لجنة تحكيم دولية وليس لها أية مصلحة للكذب سلبا أو إيجابا، وسيحكمون على الأفلام، لكن مهما كان حكمهم أكرر أن الجودة تأتي بالممارسة والعمل والإنتاج، والذي يتعلم يبدأ في بيته والجزائر هي بيت هؤلاء الفنانين، وأنا لا أعرف طريقة أخرى ما عدا التعلم وارتكاب الأخطاء، لا يوجد وطن آخر يعطيك الإمكانيات لذلك، المسرح نفس الشيء هناك مهرجانا للعرض ومهرجان المسرح المحترف أصبح سنة وفيه أناس مهنيين للحكم على الأعمال منها الجيد ومنها دون المستوى، وعموما أقول أن الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ ولا يقدم شيء وهذا منطقي، وكان يمكن أن لا نقوم بشيء ونبقى نتفرج وبالتالي لا ينتقدنا أحد، نحن أردنا أن نمكن كل أحد من فرصة، وزارة الثقافة لم تنتج شيء فقط مر عبرها دعم الدولة للإنتاج، السينمائيين الجزائريين، المخرجين والمخرجات جزائريين، الأدباء جزائريين، دور النشر جزائرية، المسرحيين جزائريين، حتى المعارض المهندسين والتقنيين جزائريين وهم شباب أعطيناهم فرصة. -هناك انتقادات كثيرة تخص أسس اختيار الكتب والفنانين والسينمائيين فهناك من يرى أنهم مروا عن طريق الوساطات وليست هناك لجان اختيار ما تعليقكم؟ السنة منظمة على شكل لجنة وطنية يترأسها رئيس الحكومة، ولجنة تنفيذية تترأسها وزيرة الثقافة، وهي متكونة من دوائر وكل دائرة سواء النشاط، المسرح، السينما المعارض، الكتاب، الموسيقى، على رأسها نصبت لجان مستقلة من مهنيين وهي التي قامت باختيار المشاريع، وأقول لهؤلاء أن الجزائر كبيرة وبطبيعة الحال هناك مشاريع لم تبرمج لأسباب عديدة منها أن اللجنة رأت أن العمل ليس في المستوى أو أنه ليس له علاقة بالحدث "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، أو أن صاحب المشروع طلب تكلفة غير معقولة، لكن تبقى الأسباب موضوعية، لكن اللجنة غربلت وحكمت على المشاريع المقدمة، أصابت في 90 بالمائة وأخطأت في 10 بالمائة، أنا اعتبر أنها قامت بعملها، أما الذين تفطنوا في الأخير، وأحضروا مشاريع بعد أن أكملت اللجان عملها، أقول أنه كانت هناك إعلانات في الصحف والجميع يعلم آن اللجان وقتها محدود. الذين وصلوا متأخرين لا ييأسوا فالحياة مستمرة والمشاريع الجيدة تؤخذ بعين الاعتبار. -مشروع "ألف كتاب وكتاب" كان من أهم مشاريع الوزارة فهل هذا يكفي لترقية الكتاب ودعمه ودفع العجلة إلى الأمام؟ عملية "ألف عنوان وعنوان" التي تحققت أنقذت الكثير من دور النشر، وهي مؤسسات اقتصادية جزائرية تعمل في الكتاب وتعيل عائلات وتوظف يد عاملة جزائرية، وقد عملنا مع 78 دار نشر منها 7عمومية والباقية خاصة، و هدف إنقاذ مؤسسات اقتصادية تشغل جزائريين تحقق ولا أحد ينفي ذلك، لكن هذه العملية لا تكفي للدفع بالمقروئية وقيمة الكتاب يتطلب أشياء كثيرة، أهمها وفرة الكتاب،ويكون هذا عن طريق دعم الدولة لنشر الكتاب كما قمنا به في 2007 هذا هو الحل، حتى يكون الكتاب في متناول الجميع ثانيا، المكتبات العمومية يجب أن تتواجد في كل بلدية، وعندما نكمل مشروع "مكتبة في كل بلدية" مع وزارة الداخلية سنسعى إلى طموح آخر وهو "مكتبة في كل حي"، مثل كل الشعوب المتحضرة، وليس مطعما في كل حي، هكذا نبني الجزائر ونتقدم وسيأتي اليوم تضع فيه الجزائر مخططا لمكتبة في كل حي، لتقريب مؤسسة الكتاب المجاني من المواطن وبهذا ننشر ثقافة الكتاب. -وهل هذا في رأيكم قضية وزارة الثقافة وهل تكفي مجهودات الوزارة وحدها؟ بالطبع هذا لا يكفي يجب تكاثف الجهود إلى جانب تكثيف عدد المكتبات على كامل التراب الوطني، وهناك برنامج حكومي نحن بصدد تطبيقه مع وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، تزامنا مع برنامج دعم الكتاب المتواصل سنة 2008، يجب تشجيع محلات بيع الكتب" ليبريري"، ووزارة الثقافة وحدها لا تكفي، يجب أن العمل بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والمالية والجماعات المحلية، ونحن لدينا اقتراح بسيط جدا، الحكومة لديها برنامج خلق 100 محل تجاري للشباب في كل بلدية، واقتراحنا هو تخصيص محل على الأقل من المائة لبيع الكتب، وتدخل في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، الاقتراح لا يكون بخلق إجراءات جديدة، لكن استغلال ما يوجد من أجل دعم الثقافة والكتاب، نخلق مناصب شغل ونوفر عملا من أنبل الأعمال. -وهل قدم الاقتراح للحكومة؟ نحن لدينا ملف كامل حول الكتاب ونحن مبرمجين في جلسة مع الحكومة لدراسة هذا الملف، وسيكون هذا الاقتراح ضمن الملف الشامل، لكن هذا أيضا لا يكفي فتشجيع المقروئية يجب أن يكون من السنوات الأولى، وأحسن وسيلة هي المدرسة، وبالتالي فالعمل سيكون بالتعاون مع وزارة التربية، التي تقوم بمجهود كبير من أجل إصلاح المنظومة التربوية، وهذا عن طريق لجنة مشتركة من أجل جعل المطالعة مادة بحد ذاتها، نهدف من خلالها الى هو نشر المقروئية، وحب الكتاب في الطفل من السنة الأولى إلى السنة قبل النهائي، حيث يطلب من التلميذ قراءة أربعة عناوين على الأقل في السنة، وهي ثورة كبيرة، إذا حققنا هذا الهدف فبناء الإنسان يبدأ من هنا ومنه نبني الوطن، والعملية تتم مع وزارة التربية ووزارة التعليم والتكوين المهني، وهي ضمن ملف الكتاب، بالإضافة إلى خطوات أخرى منها الإشهار الذي يحتاجه الكتاب من أجل الترويج، وهذا استنتجتاه من دراسة لواقع الكتاب في الدول التي سبقتنا إلى الاهتمام بهذا القطاع، منها بلدان غربية وإسلامية مثل إيران التي تملك صناعة كتاب متطورة جدا، وترتكز على المقروئية لدى التلاميذ، ففي هذه التجارب نجد أن الإشهار الذي وجه للكتاب ضخم جدا ففي فرنسا مثلا سنة 2007، خصصت دور النشر للإشهار حول الكتاب ميزانية 107 مليون اورو، ما يفوق بكثير ميزانية كل السنة الثقافية في الجزائر، كان نصيب الصحافة المكتوبة منه 51 بالمائة والإذاعة 30 بالمائة، زيادة على الخدمة العمومية المخصصة للكتاب من ملحقات للجرائد. إذن ملف الكتاب لا يخص فقط وزارة الثقافة بل مجموعة من الوزارات، ووسائل الإعلام ولهذا نسميها سلسلة الكتاب، يجب وضع سياسة شاملة للكتاب، وكل هذه الاقتراحات تدخل في ملف الكتاب الذي ستقدم إلى الحكومة، وأنا متأكدة أن هناك اقتراحات كثيرة ستتبناها الحكومة لأنها تدخل في مصلحة الجزائر والشعب الجزائري. - كثير من المثقفين والإعلاميين وصفوا سنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بسنة الثقافة الشعبية والمهرجانات والرقص والفلكلور فماذا قدمت السنة ماعدا ذلك؟ أولا إن أهم ما حقق هو الكتاب والكتاب ليس مهرجانا أو فلكلور، السينما، المسرح، و المتاحف والمعارض، ثانيا المهرجانات تدخل في إطار الفلكلور الجزائري وهو جزء من التراث الجزائري ووزارة الثقافة وخليدة تومي بالذات لا تحتقر لا الشعب الجزائري ولا ثقافته، بالعكس أنا افتخر بكل شيء يقوم به الشعب الجزائري، أنا لا أعاني من العقد أو النقص، وأظن أنني اقرأ أكثر من هؤلاء الذين انتقدوني وأعرف المتحف أحسن منهم، سواء داخل الوطن أو خارجه، وعندما أخرج في مهمة فوقت فراغي أمضيه في زيارة المعارض، سفراءنا يشهدون على ذلك، أول سؤال أطرحه أين يوجد المتحف، إذن هؤلاء لا يعرفون الشعب الجزائري والثقافة، هؤلاء الذين لم يروا كل المعارض التي نظمت فهؤلاء ليس من ثقافتهم المتحف، وهي ليست مسؤولية وزارة الثقافة، خاصة أن الدخول مجاني، هذه أحكام غير موضوعية وهي غير صادرة من مثقفين جادين، "الحكم نتاع الطاهر وطار يكفيني الدنيا وما فيها" -وماذا عن ميزانية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" التي يرى الكثير أنها بدرت ووظفت في غير محلها، وهناك أرقام ضخمت ونهبت أموال أخرى؟ أولا ميزانية الجزائر عاصمة الثقافة العربية جاءت بقرار من رئيس الجمهورية والذي أوجه له الشكر الجزيل، ولولاه لما كانت هذه الميزانية وأعلم كل المشككين في الميزانية والذين لا يدركون كلفة العمل الثقافي عموما، أن ميزانية السنة لا تساوي ميزانية آخر فيلم أنتجته فرنسا واسمه "أسبيريكس" في الألعاب الاولمبية، لأن السنة كلفت 60 مليون اورو والفيلم كلف 170 مليون اورو، الدولة الجزائرية "ماهي قربي ما هي قيطون" وهي جادة جدا وخصصت وزارة المالية وبها مفتشية تقوم بمراقبة كل سنتيم يخرج من الخزينة، وكل صندوق يفتح بمناسبة مثل هذه يكون بموجب قانون ويغلق بموجبه، وقبل الغلق يقوم بعميلة جرد ومراقبة ومحاسبة لكل المصاريف واطمئن هؤلاء أنه لو يوجد أي خلل فأنا أتحمل المسؤولية. أنا أثق في وزارة المالية، وفي عدالة بلادي، فمن يملك أي دليل فليقدمه، ومن لا يملك فليصمت، لأن السكوت في هذه المواقف أحسن بكثير من الكلام من فراغ، والعدالة أمام الجميع وكل له الحق في رفع قضية ويحاسبني. فعيب وعار أن نتهم أشخاص هكذا دون برهان و أيضا هو جهل لكيفية تسيير أموال الدولة. -هناك فيلم أثير حوله كلام كثير فأين وصل مشروع فيلم الأمير عبد القادر وما هي الصعوبات التي يتلقاها؟ المشروع لم ينطلق بعد وفخامة الرئيس الذي اعتبره مثقف كبير ونظرا لضخامة شخصية الأمير يرى أنه إما أن تنجز الجزائر فيلما ضخما أو ننسى الموضوع، وأنا أوافقه الرأي، وعلى هذا الأساس طلب الرئيس دراسة معمقة ودقيقة ومستفيضة للمشروع، وكيفية انجازه وبعدها تأخذ الدولة قرار، ونحن الآن في طور الدراسة و سنستلمها قريبا، وسنطبق قرارات الدولة، لأنه "واحد ما راح يمد من جيبو" الدولة هي التي ستنجزه، ومن حقها معرفة كل شيء، والوزارة لم تصرح أبدا بأنها ستقوم بإنتاج فيلم في 2007 عن الأمير عبد القادر، لأن فيلم من هذا النوع، وبهذه الضخامة، يتطلب وقتا وأموالا كبيرة وإمكانيات بشرية كذلك ونحن لا نملك كل هذا. -تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 وقد اشتكيتم في 2007 من عدم وصول الأموال في وقتها فما هي الإجراءات المتخدة من اجل عدم الوقوع في نفس الأخطاء سنة 2011؟ قرار اتخاذ تلمسان كعاصمة للثقافة الإسلامية 2011 اتخذ في طرابلس منذ شهرين واقترحنا أن تكون في 2011 بدل من 2014 حتى لا نفقد الديناميكية، ونستفيد من تجربة 2007، هناك فوج يعمل على الشطر الأول من الإجراءات حول المنشآت القاعدية، ومديرية تعمل وضع دفتر مرحلي سيرسل للحكومة ووالي الولاية الجماعات المحلية ووزير المالية حتى نبدأ العمل، نحن نعمل وفق قانون المالية، وهذا الملف يكون كاملا لما يوضع قانون المالية التكميلي القادم، ونتفاهم مع الوالي لأن مدينة تلمسان هي العاصمة يجب أن ننسق مع الوالي والولايات المجاورة، ثم نقدم الملف بعد ضبطه، ومن مصلحة الجزائر نجاح العاصمة ومن المستحسن أن تتوفر الأموال الخاصة بالمنشآت القاعدية مباشرة بعد قانون المالية حتى ننطلق في الانجاز فتلمسان يلزمها قاعات ومتحف على الأقل. -ما أسباب اختيار ياسمينة خضرة على رأس المركز الثقافي الجزائريبفرنسا؟ المراكز الثقافية خارج الوطن تخضع لقوانين خاصة بها، وكل ما هو في الخارج له علاقة بوزارة الخارجية، بالإضافة إلى أن القانون يقول آن وزير الثقافة يقترح ورئيس الجمهورية يقرر، ومن هنا اقترحت محمد مولسهول منذ سنتين أولا لأن المركز كان بدون مدير، أضف إلى ذلك أن ياسمينة خضرة أديب كبير ومعروف عالميا، ثانيا وطني ولا أحد يشكك في وطنيته، أنا بالنسبة لي هذين المعيارين يكفيان لاختياره، أديب كبير عالمي ووطني لقد دافع على وطنه وأعطى الدليل قبل اليوم، لكن فخامة الرئيس هو الذي يقرر وجاء هذا القرار أخيرا في شهر نوفمبر، وأسعدني كثيرا، والمركز يخضع لوزارة الخارجية والسياسة الخارجية داخلة في صلاحيات رئيس الجمهورية وأنا وزيرة منضبطة جدا ولا تنسي أنني كنت مناضلة وصفة المناضل هو الانضباط. -لماذا ترددون دائما أنه لولا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لما عرفت الثقافة هذا الانتعاش والدفع القوي ؟ بالطبع هذه هي الحقيقة، وهذا شيء لا يخفى على أحد، وشيء جميل أن نعترف بالجميل فالحر هو الذي يعترف بالجميل، ولو قمنا باستطلاع للمثقفين والفنانين سيكونون من رأيي لأنهم صادقون ويدركون أنه منذ مجيء الرئيس تغيرت النظرة إلى الثقافة والمثقفين، يجب أن نلاحظ تعامله مع القطاع بكل موضوعية، أول مرة منذ الاستقلال قطاع الثقافة يعامل باحترام و بهذا الدفع والمساندة نأخذ برنامج الكتاب، لم تحدث أبدا في أي دولة و أنا من الذين يعتبرون الجزائر محظوظة لأنه على رأسها رجل مثقف يحب الثقافة والمثقفين، ويقرأ الكتب هذه حقيقة. -فهل أنتم مع عهدة ثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ طبعا وهذا خارج عن السياسة، وأنا أذهب أبعد من ذلك، فمن باب الأنانية ومصلحة القطاع ، أقول لا يوجد قطاع في الجزائر له مصلحة في بقاء الرئيس في عهدة ثالثة و رابعة وإلى ما شاء مثل قطاع الثقافة، أنا احترم كل رؤساء بلادي لأنني احترم بلادي لكن تصوري لو كان لنا رئيس لا يقرأ ولا يعرف المتاحف ولا المعارض والفنون ولا المسرح، ستكون كارثة، ونحن الحمد لله لنا رئيس يقرأ يعرف المسرح والمسرحيات و مؤلفين المسرحيات، يعرف السينما ومثقف، بالنسبة للثقافة، فهي نعمة والمجنون فقط لا يرغب في أن تدوم النعمة، نحن لسنا كذلك، لو لم يكن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لما قمنا بانجاز متحفين في سنتين، فمن مصلحة الثقافة أن يبق الرئيس. -بعد الوزارة هل تعود خليدة تومي إلى العمل السياسي والنضال الحزبي؟ أولا أنا بالنسبة لي منصب الوزير ليس إداري بل هو منصب سياسي ومفهومي للعمل السياسي أنه لا يملك طبيعة واحدة، ولما تكون وزير وراء برنامج رئيس انتخب حول برنامج نضالي سيكون تطبيق هذا البرنامج الذي انتخب عليه الرئيس، وبأحسن طريقة ممكنة وبصدق وإخلاص، أظن أنه أهم شيئا، وبعد الوزارة أعود إلى مهنتي القديمة كأستاذة في الرياضيات، وهي من أجمل المهن وأعود للنضال بصفة أخرى. -هل ترون وأنتم وزيرة للثقافة وهناك رئيسة لحزب سياسي وأخريات في مناصب قيادية أن المرأة أخذت حظها في الجزائر ؟ اعتبر أن هناك تطورا ملحوظا والأرقام تؤكد ذلك بالإضافة إلى تعديل قانون الأسرة، و هي أشياء ايجابية جدا، لكن هذا غير كافي، يمكن أن يكون عدد الوزيرات أكبر، ومدراء عامون نساء أكبر، عدد الإطارات المركزية والمناصب القيادية أكبر، خاصة وأن الإحصائيات تبين أن أكثر من 60 بالمائة من الجامعيين إناث، وهذا دور الدولة و القوانين تحتاج إلى تحسين، كما أن للأحزاب دور في الرفع من عدد النساء المنتخبات فهو مرتبط بالقوائم الانتخابية، وعلى الأحزاب أن تضع المرأة في القوائم الانتخابية ويمكن أن نتخذ هذا القرار عن طريق القانون مثل ما هو معمول به في تونس حيث يجبر الأحزاب كي تكون لها نسبة معينة من النساء، وهذا يخدم مبدأ العدالة والأسرة و المجتمع والوطن، هذا نضال دائم إلى جانب العمل الوزاري ونقوم به داخل الحكومة و خارجها مع أخوات من أحزاب أخرى، أو الجمعيات وإلى جانب رجال لهم نفس القناعة وهو نضال لا ينتهي، -السيدة خليدة تومي كيف تقضي وقت فراغها؟ صراحة أنا مدمنة على المطالعة لأن المطالعة هي غذاء الروح وراحة للعقل والنفس وهذا فيروس غرس في منذ الطفولة، ادخل في الليل ولم يتبق لي سوى ساعتين فاختار العشاء ثم قراءة الكتب أنا بصدد قراءة رواية للأديب التركي أورهان باموك وهو حائز على جائزة نوبل للأدب 2006 بعنوان "الحياة جميلة" ويتكلم فيها عن اسطنبول وحبه لها وهو قريب مني لأني اعشق مثله الجزائر العاصمة والقصبة.