الفنان طلعت جئت للجزائر هذه المرة وأنت تحمل معك مشروع ''خطوة المستقبل''، هلا قدمت تعريفا لمحتواه؟ مشروع خطوة المستقبل، يدور حول فكرة تنظيم ورشات تكوينية طويلة، تجمع بين الطلاب والفنانين الشباب من كل الدول العربية، يكون هذا اللقاء فضاء للحوار والتعاون بين الخبراء العرب والأوروبيين، ويهدف إلى التعليم العلمي والتربوي والفني في مناهج فن الخشبة وهو حديث في البلدان العربية، ويسعى في نفس الوقت إلى تطوير مفاهيم المجتمع المدني الحديث، والحوار على أسس ديمقراطية، وتطوير تجربة العمل الجماعي الثقافي والفني للطلاب وكذا توفير فرصة للتبادل بين الأطراف المشاركة، بالإضافة إلى تطوير وترسيخ تجربة الرقص الدرامي والجسد والصورة في فن الخشبة· ف''خطوة للمستقبل''، يضم أكثر من 60 متربصا من 9 دول عربية وأجنبية، من بينها الجزائروتونس وسوريا والعراق وفلسطين والسويد· ويتوزع برنامج التكوين على مدى شهر، حيث يحتوي على ثلاث ورشات أساسية تشمل تطوير طرق التفكير في فن الخشبة وتطوير إدارة المشروع الثقافي، وتطوير التعاون بين الثقافات السويدية والعربية· ما طبيعة النشاطات التي ستقدمونها في هذا الشهر التكويني؟ النشاطات التي تعرفها هذه التظاهرة، تتمثل في ورشات تكوينية موزعة على عروض ودروس، ويشرف عليها أساتذة عرب وأوروبيون من بريطانيا وفرنسا والسويد وسوريا والعراق وكذا من الجزائر، وتتم هذه النشاطات في المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، أين تقام فيه الدروس والورشات التكوينية، والمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، الذي يضم العروض المسرحية المقدمة من قبل الفرق السويدية التي ستنزل ضيفة على الجزائر· ومن المرتقب أن يحتضن المقهى الأدبي ''سقراط'' ندوات وحوارات يكون محورها عدة مواضيع متعلقة بالمسرح، كالمسرح الغنائي العربي والصورة في السينما والمسرح، ومشروع التعدد والتبادل الثقافي، وكذارقص الشوارع والفن التجريدي، ليكون ختام هذه النشاطات إنتاج عمل فني مشترك بين الطلبة المتربصين· لماذا وقع اختيار الجزائر من بين الدول العربية؟ في الحقيقة مشروع ''خطوة للمستقبل''، بدأ منذ سنوات، حيث بدأ نشاطه في العراق، لكن الظروف التي يعيشها هذا البلد دفعت بمجموعة ''أكيتو''، صاحبة المشروع على نقله إلى سوريا، ثم الجزائر في هذه السنة، فالسويد اختارت الجزائر كخطوة موالية لتكملة المشروع ثم تونس ومنها لباقي الدول العربية لاحقا، وتم اختيار الجزائر لسهولة التواصل مع القائمين على هذا القطاع، وانعدامه تقريبا مع باقي الدول العربية· اقترحتم إنشاء فرقة مسرحية عربية موحدة، وهو المطلب الذي نادى به المشاركون في الملتقى العربي الأول في المسرح المحترف مؤخرا بالجزائر، من خلال توصياته ولم تر النور بعد؟ والله لم أسمع بأن هذا الموضوع، قد اقترح، وهي فعلا فكرة رائعة، ومن خلال الورشات التي نقوم بها وبالتعاون مع الإخوة الجزائريين اقترحنا هذه الفكرة، والتي تتمثل في إنشاء فرقة مسرحية عربية من كل الدول العربية، تتناول في أعمالها المسرحية مواضيع تهم كل الشعوب العربية، وتكون مستقلة الانتماء، عن أي دولة، لكن المشكلة تكمن في التمويل، فلحد الساعة لم نجد ممولا، وسنتصل بالجهات المختصة في هذا الشأن في الوطن العربي، من أجل ذلك، خاصة من أجل البحث عن الدولة التي ستتطوع بمقر للفرقة، والبداية ستكون باتصالنا بوزارة الثقافة الجزائرية كون الفكرة طرحت على أرضها، ونأمل خيرا منها، وإن وافقت سيكون مقرها الجزائر· قيل إنه كان من المفروض أن يشارك مسرح الموجة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وبسبب مشكل هدم المسرح، لم تتم المشاركة؟ لا علم لي بالموضوع، وعلى ذكر مسرح الموجة، والله أحزنني كثيرا هدم أقدم مسرح عربي بهذه الطريقة، وهو أمر مؤسف جدا، خاصة أنه مسرح جميل له بصمته، لكن يبدو أن المصلحة التجارية أصبحت أهم من الثقافة، وهذا المسرح كان يمكن أن يكون متحفا، وأعتز كثيرا أني قدمت فيه عملا مسرحيا، فالمكان روحي أكثر منه مجسم· وماذا عن مشروعك الجديد مع هذا المسرح؟ نحن نحضر لعمل مسرحي جديد، بعنوان ''بان غضب بان'' لابن المقفع، مأخوذ من كتابه كليلة ودمنة، يتناول السلطة، وقانون الغابة في عصر العولمة، وصراع الوصول للسلطة، وكذا عن مؤسسات السلام العالمي، فيه رسائل سياسية كثيرة، مسقطة على واقعنا السياسي اليوم، سيكون رائعا، خاصة وأن المخرج والطلبة متحمسون لهذا العمل