أقام أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، ”محاكمة سياسية حقيقية” لشريكيه في حزبي التحالف، وهو يتحدث لأعضاء مجلس الشورى عند افتتاح الدورة العادية الجمعة ، لكن دون أن يصل إلى حد الدعوة إلى الانسحاب من التحالف· وعلى هذا المنوال، راح سلطاني يتهم صراحة شركاءه في التحالف ”باختزال هذا الأخير في تطبيق برنامج الرئيس”، قبل أن يحملهم مسؤولية ”تشويه إصلاحات الرئيس” و”انحياز الأرندي والأفلان إلى منطق الأغلبية العددية في البرلمان بدل التوافق الوطني العاصم من التوترات”· زعيم حمس وإن دعا إلى القطيعة مع ازدواجية الخطاب في حمس، إلا أنه راح يرافع عن خيار آخر تلخص في قول سلطاني وبصيغة الجمع ”إن حمس لم تتغير ولم تبدل وأن الظروف هي التي تغيرت ولا بد من مواكبة هذه المتغيرات”، داعيا إلى ”خطاب جديد ووضع جديد يجعل استراتيجية المشاركة أكثر نفعا للوطن وأجدى للمواطن”، وإن استدرك سلطاني مؤكدا ”أن انخراط حمس في هذا المسعى الجديد” الذي يرافع عنه ”لن يكون إلا بعد تجديد العلاقة بالشركاء السياسيين”، دون أن يحدد هويتهم ”في ضوء المعطيات الجديدة” يقول سلطاني الذي طالب ”بوجوب التسليم بها اليوم”، في إشارة إلى إفرازات الواقع الجديد، تلميحا إلى أن التسليم بالواقع الجديد هو مفتاح كل شراكة مستقبلية· وأردف سلطاني داعما رؤيته بالقول ”إن الخدمة التي قدمتها حمس للوطن في ظل التحالف الرئاسي قد بلغت حدودها التاريخية بعد رئاسيات .”2009 ودون أن يقدم تفاصيل هذا الحكم الذي أصدره سلطاني، راح يجزم ”بأن الاستمرار في التعاطي مع التحالف بهذا المستوى الأفقي هو استمرار في تكريس الرداءة السياسية التي لن تخدم لا الوطن ولا المواطن”، يقول زعيم حمس، دون أن يمنعه ذلك من القول ”إن ما قامت به الحركة حتى اليوم في إطار التحالف كان اجتهادا سياسيا موفقا من أجل المصالحة الوطنية التي كانت أولوية”· غير أن سلطاني عاد مرة أخرى إلى التأكيد ”أن الأولويات اليوم تغيرت والواجب الوطني يدعو إلى المرابطة على ثغر الإصلاحات السياسية”· وغير بعيد عن معمعة التحالف، راح سلطاني يعلق بصيص الأمل الباقي على تدخل الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إصلاحاته، بالتعجيل في استصدار المراسيم التي من شأنها تأمين العملية الانتخابية في .2012 كما دعا القضاء إلى الانخراط في مفهوم حرفية الرقابة القضائية· ودعا الساسة إلى تشكيل جبهة وطنية ضد التزوير لحماية الديمقراطية، محذرا في السياق ذاته من المنعرج الخطير لسنة ,2012 حيث أكد أن صناديق الاقتراع إذا لم تأت بالتغيير المنشود الذي يرضى عنه الشعب، فإن احتمال الانتقال إلى السرعة الخامسة كما وصفها وارد جدا، يقول زعيم حمس، مضيفا أن أسباب ثورة الزيت والسكر الظاهرة منها وغير الظاهرة لا تزال قائمة·