لايزال العمال العاملون بالشركة الإيطالية بيزاروتي المكلفة بإنجاز ترامواي قسنطينة عالقين بين ظلم الإدارة وتهميش الأجانب خاصة بعد تعرض الفرع النقابي الممثل القانوني والوحيد لهؤلاء العمال للطرد بعد فسخ عقد كل من الأمين العام والأمين المكلف بالتنظيم والمالية من طرف الشركة الإيطالية بيزاروتي التي لطالما انتهجت، حسبهم، سياسة التماطل والتعنت في فتح قنوات النقاش والحوار الفعال بينهم وبينها ذلك للتوصل إلى حلول فعلية ترضي الطرفين ليتم طردهم من طرف المؤسسة ضاربين بالحق النقابي والقانون الأساسي عرض الحائط، ليجد العامل البسيط نفسه عالقا تحت رحمة تسلط المؤسسة الإيطالية، حيث أضحوا الآن يعيشون وسط ظروف اجتماعية قاسية ذلك تحت وطأة الطرد الذي يهدد العمال في أي وقت، حيث وفي جولة قادتنا لمجمع زواغي في إحدى الزيارات التفقدية التي قام بها وزير النقل جلب انتباهنا عمال الورشة الذين كانت مظاهر الاستياء جلية على وجوههم حيث اقتربنا وتحدثنا مع العديد منهم، إذ عبروا لنا على مدى استيائهم الشديد من الحالة والوضعية المزرية التي يعملون وسطها ذلك في ظل فك الفرع والتكتل النقابي، حيث أن وضعيته المهنية لاتزال تعيش التراجع بدءا من نقص الإمكانيات وعدم توفر أبسط الحقوق على غرار البذلة الأحذية والقفازات الخاصة بالعمل لتبقى الأوضاع سيئة ومتدنية إلى جانب أن هناك من يعملون نحو تسع ساعات يوميا إلا أن أجورهم متدنية وهو ما لاحظناه على أغلبهم، حيث يرتدون بذلات بالية قالوا عنها إنها خاصة بشركة ”كوجال” المكلفة بأنجاز الطريق شرق-غرب تم منحهم إياها في وقت سابق· وفي السياق ذاته طرح عمال شركة بيزاروتي مشكلا آخر يتمثل في عدم تجديد عقود العمل التي لا تتجاوز صلاحيتها الشهر الواحد، وهو الأمر الذي يؤكد لهم انتهاج المؤسسة سياسة التخويف والتهديد بالطرد ذلك في حال أي احتجاج أو إضراب من طرفهم وهي القرارات التي اعتبرها عمال الشركة تعسفية بالنظر لجهودهم المبذولة في إنجاز المشروع الذي يعرف تقدما ملحوظا بلغ نسبة 50 بالمائة رغم الأوضاع المهنية المرهقة لتبقى سواعد عمال الترامواي مهددة بالإقصاء وهو ما يعارض القانون، حيث يعتبر الاحتجاج حركة قانونية وحقا من حقوق العامل، ليطالب عمال بيزاروتي الجهات الوصية برفع الغبن عنهم والإصغاء لطلباتهم التي أقصيت بإقصاء الفرع النقابي الممثل الوحيد لهذا العامل البسيط الذي لا تخرج مطالبه عن حيز العقلانية·