قام عدد من عمال الشركة الإيطالية بيزاروتي ظهر أول أمس بإضراب عن العمل احتجاجا منهم على تأخر الرواتب الشهرية كما عبروا عن استنكارهم الشديد بعدما أصدرت الإدارة قرارا بتوقيف عضو آخر بالفرع النقابي عن العمل. هذا وقد شل العمال في الفترة الصباحية مختلف الورشات وعادوا في الفترة المسائية من نفس اليوم إلى مزاولة نشاطهم بعدما قدمت الإدارة وعودا بتسوية الوضع، لكن سرعان ما عاد المحتجون لإضرابهم بعد عدم التزام المسؤولين بوعد دفع الأجور في نفس اليوم، حيث تجمعوا بداية من الواحدة زوالا بورشات تقع بالمنطقة الممتدة من ملعب ابن عبد المالك إلى أعالي عين الباي أين تقع القاعدة الرئيسية لمشروع ترامواي التي جعلها العمال مركزا لتجمعاتهم المتتالية للتنديد والمطالبة بحقوقهم.وفي نفس السياق رفعت إدارة مؤسسة بيزاروتي المكلفة بإنجاز مشروع الترامواي بقسنطينة في وقت سابق دعوة إستعجالية للطعن في شرعية الإضرابات التي شنها العمال للتنديد بظروف العمل والمطالبة برفع الأجور، كما استعانت المؤسسة بمحضر قضائي لإثبات حالة التوقف التام عن العمل قبل أن تلجأ للعدالة لتوقيف الاحتجاج متهمة النقابة بعدم الإشعار مسبقا بالإضراب وبمخالفة أحكام القانون 90/02 المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق الإضراب، هذه الطريقة الوحيدة التي وجدها مسؤولو بيزاروتي للحد من إضراب العمال الذين يفوق عددهم ألف عامل جزائري يتهمونها بالتعسف والإجحاف وعدم توفير ظروف ملائمة للعمل. للتذكير، فإن هذا الإضراب يعد امتدادا لسلسلة من الاحتجاجات الذي يشنّها عمال مشروع التراموي ، ما أدى إلى تأخر عملية إنجاز المشروع وتمديد آجال تسليمه إلى غاية السداسي الثاني من السنة القادمة، حيث كان مقررا أن يكون جاهزا قبل نهاية العام الجاري لترتفع بذلك تكلفته إلى أكثر من 330 مليون أورو. جمال بوعكاز