أرجأت أول أمس، محكمة بئر مراد رايس محاكمة المتهم بقتل مواطنين وإصابة مواطنة أخرى قرب محطة المسافرين ب''لاكوت''، منتصف الشهر الجاري، إلى الأسبوع المقبل والمتهم إلى جانبه شرطي بالأمن الحضري الثالث لبلدية سيدي موسى، كونه منح المتهم بالقتل الخطأ وثيقة مصادرة رخصة السياقة مع أن الجاني لا يحوز على الرخصة. قضية الحال تعود وقائعها إلى تاريخ 16ماي الجاري، حيث سجل في حدود الساعة السابعة وخمس دقائق صباحا حادث مرور خطير على مستوى موقف الحافلات ببئر خادم الواقع بالطريق السريع عبر المحور الرابط بين ولايتي الجزائر والبليدة وبالضبط ب''لاكوت''، حيث انحرفت سيارة من نوع بوجو 207زرقاء اللون من مسارها بالمنعرج الخطير لتتدحرج إلى اليمين وتصطدم بموقف الحافلات مصيبة ثلاثة أشخاص راجلين كانوا واقفين بالمحطة، وبتنقل مصالح الأمن الى عين المكان وجدت جثة المرحوم (ش. عبد القادر) 60سنة وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، إلى جانب جثة المرحومة (ح. باية) 46سنة وهي متزوجة وأم لخمسة أبناء، اللذان تأكدت وفاتهما بموجب معاينة الطبيب العامل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقاعة العلاج ''مفنوش'' بتقصراين، أنها ناتجة عن حادث، حيث تم نقلهما إلى مصلحة حفظ الجثث، بينما عثر على الضحية الثالثة التي نقلت على جناح السرعة الى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، ويتعلق الأمر بالمسماة (ب. سهام) البالغة من العمر 29سنة، ممددة على الأرض، حيث أصيبت بجروح بليغة على مستوى الرأس والرجل اليسرى، مما ألزمها عجزا طبقا لشهادة الطبيب الشرعي لمدة 90يوما. بالمقابل، أصيب الجاني الذي كان يقود سيارة والدته مع أنه لا يحوز على رخصة سياقة على مستوى الرقبة والرأس، كما تعرضت السيارة التي كان على متنها للاتلاف الكلي من ناحية الجهة الخلفية، بما فيها العجلتان الخلفيتان، مع اعوجاج الباب الأمامي والخلفي للجهة اليسرى واعوجاج غطاء المحرك وتحطم واقي الصدمات الخلفي للمركبة. الجاني المدعو (آ.ز.ع) 24سنة، صرح عند سماعه الأول أنه غير حاصل على رخصة سياقة، بالرغم من ذلك كان يقود سيارة والدته وأنه عند وصوله إلى منعرج محطة المسافرين انفلتت السيارة، ولم يتمكن من التحكم فيها ولم يتذكر شيئا بعدها، مؤكدا أنه كان يقود سيارته بسرعة منخفضة. أما بخصوص وثيقة مصادرة رخصة السياقة المضبوطة بحوزته فمصدرها، حسب تصريحاته- السرقة المقترفة من قبله من أحد مكاتب الأمن الحضري الثالث لسيدي موسى التابع لأمن المقاطعة الإدارية لبراقي، لأجل ايهام مصالح الأمن، حيث أنه قام بسرقة الوثيقة قبل شهر حين كان محل استدعاء بذات المصلحة من اجل خلاف هو طرف فيه، حينها شد انتباهه تواجد مجموعة من وثائق سحب رخص السياقة ليغتنم فرصة تواجده بمفرده بالمكتب ليسرقها قبل أن يتراجع في اليوم الموالي عن تصريحاته ليؤكد أنه يوم الواقعة صدمته حافلة من الخلف ولم يتمكن من التحكم في السيارة ولا يعرف ماذا حدث بعدها وعن حصوله عن الوثيقة، فقد أكد أن صديقه الشرطي المدعو (ح.أ) منحه محضر سحب فوري لرخصة سياقة بناء على طلبه كون رخصة سياقته قد سحبت منه وهذا ليتمكن من قيادة السيارة، موضحا أن محضر سحب رخصة السياقة صالح لمدة ثلاثين يوما كما أكد أن صديقه الشرطي منحه مبلغ مالي قدره 400دج لتزويد السيارة بالبنزين. الشرطي المتهم من جانبه، الذي يعمل بسلك الأمن منذ 14سنة صرح عند سماعه أنه اعتاد رؤية المتهم يقود مركبته وأنه على علم بأن والدته التي اعتادت تزويدهم بالأكل خاصة في شهر رمضان وتتصرف معهم كأنهم أبنائها أنها مريضة، موضحا أن المدعو (آ. ز.ع) لجأ إليه منذ شهر لأجل أن يزوده بوثيقة مصادرة رخصة سياقة كون الرخصة قد سحبت منه ليتسنى له نقل والدته المريضة لتلقي العلاج، ونظرا للحالة التي كان عليها فقد سلمه إياها على أن يرجعها له بعد عودته مباشرة، إلا أنه نسي استرجاعها وطلبها منه لكثرة انشغاله بأعماله.