بدأت قضية الرضيع ”منيل بليدي” ثمانية أشهر المصاب بمرض نادر تعرف انفراجا منذ الخميس الماضي وهو اليوم الذي تمكن فيه والد الرضيع من أن يحصل على موافقة من مستشفى فرنسي لتلقي العلاج· وكشف والد الرضيع، السيد مولود بليدي أمس ل”البلاد” أن هناك شخصيات ساعدته على تمكين الرضيع من العلاج في الخارج وبالضبط في فرنسا· ورفض والد الرضيع منيل أن يكشف اسم المستشفى الذي سيعالج فيه الرضيع، خصوصا أنه سبق لمستشفى من مرسيليا رفض التكفل بالرضيع حسب معلومات أدلى بها مولود بليدي ل”البلاد” حيث تلقى رسالة نصية عبر الهاتف النقال تؤكد رفض التكفل بابنه لأن الضمان الاجتماعي لم يسدد فواتير عدد من المرضى الجزائريين الذين تنقلوا إليه· وأكد أن محنة ابنه ستعرف آخر فصل عندما يتسلم ستنتهي عند تسلم الفيزا نهاية الأسبوع الجاري على أكثر تقدير يقول الوالد، وكذا جوازات السفر الخاصة بوالدة منيل وأخته منال التي ستتبرع لشقيقها المريض بالنخاع العظمي، مشيرا إلى وضعية الرضيع منيل تسوء يوما بعد يوم· وكشف والد الرضيع ل”البلاد” أنه تلقى ضمانات من جزائريين وفرنسيين بعد المشكل الذي وقعت فيه العائلة وهو بين المستشفيات الفرنسية وصندوق الضمان الاجتماعي، التي حالت دون التكفل بحالة منيل الذي يعاني من مرض فقدان المناعة الجامع الحاد، الذي أودى بحياة شقيقه زكرياء· ومن جهة أخرى من المنتظر أن يجري منيل مباشرة بعد وصوله المستشفى الفرنسي عملية زرع النخاع العظمي وقيمتها تتجاوز 187601 أورو أي ملياري سنتيم· ويعيش الرضيع منيل معزولا في غرفة معقمة مع والدته التي تقوم بتعقيم نفسها في كل مرة خوفا من نقل أي جراثيم أو عدوى لأجسامهم الضعيفة وهو يعاني من مرض فقدان المناعة الحاد وهو مرض جيني وراثي يصيب الذكور والإناث ويؤدي إلى وفاتهم في السنة الأولى من ولادتهم· للإشارة فإن عملية زرع النخاع العظمي عملية دقيقة تتم باستئصال الخلايا الأصلية للنخاع العظمي من شقيقته ”منال” ثم يتم وضعه في قوقعة بلاستيكية ومتابعته شهرين على أقصى تقدير· للإشارة عرفت قضية ”منيل” حملة وطنية ودولية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي ”فيس بوك” لمساعدته وسبق ل”البلاد” أن نشرت في أعداد سابقة قضيته الإنسانية· ولكن مسألة الرضيع منيل طرحت نقاشا واسعا في الجزائر حول بعض العمليات الجراحية التي لا يمكن إجراؤها في المستشفيات الجزائرية، فضلا عن قضية فواتير الضمان الاجتماعي غير المدفوعة بالنسبة للحالات التي تكفل بها هذا الأخير في الخارج، وهي المسألة التي تطرح الكثير من التساؤلات حول تعامل الضمان الاجتماعي الجزائري مع المستشفيات الأوروبية وخصوصا الفرنسية·