ينتظر الرضيع منيل بليدي، التعجيل بنقله إلى الخارج للخضوع لعملية زرع النخاع العظمي، العملية التي يستحيل القيام بها في الجزائر، وهذا حتى لا يلقى مصير شقيقه زكرياء الذي مات بنفس المرض النادر. قصة منيل هي أيضا قصة كفاح والدين من أجل رؤية ابنيهما ينعم بالحياة مثل أقرانه، بعد أن شاهدوا زكرياء يفقد الحياة متأثرا بمرض ''فقدان المناعة الجامع الحاد''، مرض نادر يجعل الإصابة بأي إصابة خفيفة كالزكام أمرا قاتلا. السيد مولود بليدي، الذي تحدث ل''الخبر''، تحوّل بسبب ما واجهه إلى خبير في هذا المرض النادر، وتغيرت نبرة صوته لما قال ''منذ أن ولد منيل لم أضمه إلى صدري، خوفا أن أصيبه بأي فيروس قد يتسبب في وفاته'' فمنيل يعيش في عزلة تامة رفقة والدته ويعيش الوالد بعيدا عنهم حتى لا ينقل مختلف الفيروسات والميكروبات. والدة منيل توقفت عن العمل لرعاية ابنها الذي من المفروض أن يعيش في مصلحة استشفائية خاصة داخل ما يعرف ب''قوقعة''، غير أن الجزائر لا تتوفر على مثل هذه التجهيزات وغير قادرة على إجراء عملية زرع النخاع العظمي، السبيل الوحيد لإنقاذ منيل. الابتلاء كان مرفوقا برحمة الرحمان، فشقيقة منيل الكبرى، منال، خمس سنوات، التي أجريت لها تحاليل لمعرفة إن كان ممكنا أن تتبرع لشقيقها بالنخاع العظمي، أثبتت التحاليل أن هناك توافقا 100 بالمائة، وهو ما زاد في عزيمة والدي منيل لمواصلة الكفاح. لكن بعض العراقيل تقف في وجه نقل منيل للخارج، فالجزائر عاجزة عن علاجه رغم ما تملكه من إمكانات، والغريب أن تونس والمغرب استطاعتا التحكم في مثل هذا النوع من العمليات، فما الذي يمنع الجزائر؟ منيل يلهب ''الفايسبوك'' حاليا، فالصفحة التي فتحها والده استقطبت لحد الآن أكثر من 2500 منخرط، ويعمل هؤلاء على جمع المبلغ المالي المعتبر والمقدر ب200 ألف أورو، شيء جميل.. لكن تكفل صندوق الضمان الاجتماعي بحالة منيل والتعجيل بنقله، سيقلص مدة انتظار منيل للاستفادة من العملية التي ستنقذ حياته، حتى لا يلتحق بشقيقه.