عادت لغة الاحتجاجات لترتسم في سماء حزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران، على خلفية الصراع غير المعلن والمستمر بين قيادة المحافظة وخصومها الذين يرفضون التعامل مع ممثليها قصد تحضير قائمة التشريعيات المقبلة، في وقت لم يفصل فيه الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم في اقتراح تنصيب 3 محافظات مستقلة عن بعضها البعض، وهو الأمر الذي من شأنه أن يثير جملة من الانعكاسات الجديدة بين قواعد الحزب العتيد بعاصمة الغرب الجزائري، لاسيما أن عددا كبيرا من المناضلين يرفضون ترشيح مجموعة كبيرة من المنتخبين الحاليين نظير المشاكل الكبيرة والمتعددة التي تسببوا فيها بخصوص البنية التنظيمية لحزب جبهة التحرير الوطني بوهران· يطالب عدد كبير من مناضلي الأفلان بوهران بضرورة التحرك السريع للقيادة الوطنية من أجل الفصل في مسألة المحافظة الحالية التي يرون أن تركيبتها لا تتماشى ورغبات مجموعة كبيرة من المناضلين على مستوى القسمات، ناهيك عن بعض الأوجه الفاعلة في الساحة المحلية· وهو التوجه الذي يحركه خصوم المحافظ الحالي مصطفى عبيد، إذ يصرون على ضرورة تأسيس محافظتين إضافيتين تتمتعان بالصلاحيات نفسها التي تتمتع بها المحافظة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران· وكان بعض القياديين سعوا منذ قرابة عام لإذابة الجليد الذي يطبع العلاقة التنافرية بين المحافظ مصطفى عبيد وعدد آخر من المنتخبين المحليين من أجل تحضير الانتخابات التشريعية القادمة في جو تناسقي لا يؤثر على العملية الانتخابية ولا يقلل من حظوظ الحزب العتيد في هذه الاستحقاقات، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل في ظل التعنت الذي يميز موقف الطرفين، خاصة بعض المنتخبين المحليين الذين يطمحون إلى تبوؤ مناصب متقدمة في قائمة الترشيحات بشكل يخالف طموحات المحافظ الحالي الذي يسعى هو الآخر لفرض أسماء بعض الشخصيات المقربة منه! ويدفع الفريق الثاني من خصوم محافظ الأفلان إلى إقناع القيادة الوطنية للحزب العتيد بترشيح أحد الوزراء المحسوبين على الجهة الغربية مثل عمار تو أو الطيب لوح حتى يرأس قائمة التشريعيات، في حين أن فريقا عريضا من المناضلين أطنب في التعبير عن رفضه الفكرة من أساسها بالنظر إلى تقاعس مثل هؤلاء الوزراء في التخفيف من آلام الحزب العتيد طوال فترة الصراعات التي عاشها خلال الأعوام الفارطة، خاصة بالنسبة للوزير عمار تو الذي ينظر إليه نظرة رفض، إذ لم يسبق له أن أشرف على أي نشاط حزبي خاصا بجبهة التحرير الوطني بعاصمة الغرب الجزائري طوال الخمس سنوات الأخيرة وهو الذي ترشح باسمها وتبوأ المقعد الأول في قائمة الانتخابات التشريعية لسنة .2007 وتؤكد عديد المصادر والأوساط السياسية المحلية ضيق الوقت بالنسبة للقيادة الوطنية للأفلان، قد يرغمها على تأجيل مقترح تأسيس 3 محافظات إلى وقت لاحق بالنظر إلى حالة الاهتراء التي تضرب قواعدها النضالية· كما أن المشروع المذكور من شأنه أن يأخذ قرابة عام كامل من البناء التنظيمي الجديد بشكل قد يبعثر جهود المناضلين والمسؤولين المحليين في التحضير للحملة الانتخابية المقبلة· ووسط هذه الأجواء المشحونة التي تسبق تشريعيات ,2012 بادر عدد آخر من المناضلين المتشائمين إلى حمل حقائبهم والتوجه إلى بعض الأحزاب الفتية أو الصغيرة التي تم تأسيسها مؤخرا ولم تنل الاعتماد بعد، خاصة أن أحد مؤسسي هذه الأحزاب كان مناضلا سابقا في الأفلان بعاصمة الغرب الجزائري، ويبقى يراهن كثيرا على مجموعة من الوجوه التي لها تجربة في العمليات الانتخابية، مثلما فعل أحد المناضلين السابقين في الحزب ذاته عندما ترشح في التشريعيات السابقة تحت مظلة حزب موسى تواتي وتلقى دعما كبيرا من زملائه السابقين في الحزب·