حذر عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس في خطاب وجهه لأمناء المحافظات من إمكانية استهداف الأفلان من قبل الخصوم السياسيين في الفترة المقبلة التي ستعرف تنافسا مشروعا بين إطارات الحزب للمتوقع في مناصب المسؤولية خلال المؤتمر التاسع المنتظر عقده في الثلاثي الأول للسنة المقبلة. قدم عبد العزيز بلخادم أمس في اللقاء الذي جمعه بأمناء المحافظات عشية انعقاد الدورة العادية للهيئة التنفيذية، توجيهات لممثلي الهياكل القاعدية حول عملية التحضير للمؤتمر التاسع للحزب المزمع عقده في الثلاثي الأول من السنة المقبلة، على أن يحدد التاريخ لاحقا من قبل الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني واللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، موضحا في هذا الإطار أن عهدة القيادة الحالية للحزب تنتهي في 1 فيفري 2010. واعتبر بلخادم التدافع نحو مواقع المسؤولية من قبل إطارات الأفلان في المواعيد السياسية الأخيرة مسألة سياسية ولا تسيء للحزب، قائلا" لدينا خزان من الإطارات وليس عيبا أن يتدافعوا ويتنافسوا ولا نخجل من هذا التنافس بل ننتظر أن يشتد أكثر في الأيام المقبلة خلال التحضير للمؤتمر التاسع"، ولم يفوت بلخادم الفرصة دون توجيه رسائل للخصوم السياسيين، وذهب إلى القول "هناك من كان يراهن على انقسام الأفلان ومنهم من اعتقد أن زمن الجبهة ولى" بيد أن الدور الذي قام به الحزب العتيد في الرئاسيات جعل الكثيرين من وجهة نظر يعيدون حساباتهم بشأن الأفلان لأنهم اقتنعوا أنه ما يزال متماسكا رغم الهزات والشروخ كما ما يزال القوة السياسية الأولى في البلاد. ومن بين التوجيهات التي ألح عليها الأمين العام للحزب العتيد هو ضرورة العمل على مستوى القواعد تحضيرا للمؤتمر بالموازاة مع العمل الذي تقوم به اللجنة الوطنية التحضيرية والتي ستنصب عن قريب، حيث طلب بلخادم من أمناء المحافظات تنصيب لجان محلية تساهم في عملية الإعداد للمؤتمر تضم أعضاء المحافظة وأعضاء المجلس الوطني ونواب البرلمان بغرفتيه على مستوى كل ولاية، وقال إن قيادة الحزب ستصدر تعليمات في هذا الإطار. وفي عودته إلى تقييم أداء الحزب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وهي النقطة الثانية المدرجة في جدول أعمال لقاء أمس، أبرز بلخادم الدور التعبوي الذي قام به الأفلان لتجنيد الناخبين، مشيرا إلى أنها المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية التعددية التي يدخل فيها الأفلان المعركة الانتخابية منسجما ومتماسكا وموحدا حول مرشح واحد بعدما تفرقت أصوات مناضلي الأفلان في المواعيد السابقة بين عدد من المترشحين. وحسب الأمين العام للحزب العتيد فإن النتيجة التي وصل إليها الخصوم في الرئاسيات الأخيرة حول قوة الحزب وقدرته على تعبئة الشارع، ستجعلهم يحسبون له ألف حساب مستقبلا ، كما ستجعل الآفلان أكثر استهدافا من قبل هؤلاء الخصوم مثلما يذهب إليه بلخادم، وخاطب المتحدث أمناء المحافظات قائلا"الأفلان بخير رغم أنف الخصوم الذين سيجتهدون في استهداف الحزب خلال الأيام المقبلة فلا تتركوا المجال لهم ليدخلوا بينكم". وفي سياق ذي صلة بالموضوع دعا الأمين العام للأفلان أن يكون التحضير للمؤتمر جادا ودقيقا وهادفا ويركز على القضايا الجوهرية، وقال إنه من الضروري أن يترك الاجتهاد في القضايا الجوهرية لمن ثبت ولاءه للحزب وليس لمن يستعمل الأفلان كمطية يركبها لتحقيق أغراضه الشخصية. كما دعا بلخادم أمناء المحافظات إلى فتح أبواب الحزب أمام الشباب وتشجيعهم على الانخراط في صفوف الحزب، كما ألح على أهمية تشجيع النساء المؤمنات بالخط السياسي للحزب للانضمام إلى الأفلان، كما طالبهم بتحيين بطاقية المعلومات الخاصة بالحزب من حيث عدد المناضلين والبطاقات التي وزعت والاشتراكات التي دفعت والمنتخبين المحليين، مشددا في المقابل على النقاش الفكري دون إقصاء أو تهميش إلا من يقصي نفسه أو يقصيه الصندوق، كما أكد أن المؤتمر المقبل سيكون سياسيا وتنظيميا، مؤكدا أن القيادة الحالية تعمدت في السنوات الماضية أن تتساهل في الجانب الانضباطي لأن الأولوية كانت للم الشمل بعد الأزمة التي عرفها الحزب لكن وبعد أن تجاوز الحزب الأزمة فإن الأمور ستعود إلى سابق عهدها من حيث فرض الانضباط والالتزام بخط الحزب وأدبياته.