حمّل المؤرخ والأكاديمي الفرنسي الشهير ”غي بارفييه”، وزارة الثقافة في بلاده مسؤولية إخفاء الكثير من الحقائق حول ما يسميه الفرنسيون ”حرب الجزائر”، وقال في تصريحات أوردتها صحيفة ”لوفيغارو بلوغ” الفرنسية ونشرها الموقع الثقافي الجزائري ”أصوات الشمال”، إن وزارة الثقافة كلفته بالكتابة عن نهاية الثورة الجزائرية، غير أنها عادت وحرفت عمله، مفضلة الاستمرار في تبني لغة الكذب على قول الحقيقة· واستنكر ”بارفييه”، وهو أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة ”تولوز ميراي”، ما سماه ”تضييع وزارة الثقافة الفرنسية فرصة عظيمة للعودة إلى لغة الحقيقة، المؤلمة حتى الآن، وذلك رغم مرور نصف قرن كامل على الأحداث”· ويقول المصدر ذاته، إن مدير الأرشيف الفرنسي استدعى نهاية عام 2010 المؤرخ ”غي بارفييه”، المعروف بأبحاثه عن الاستعمار واستقلال الجزائر، ”لكتابة مقال موضوعي ما أمكن، عن نهاية الحرب في الجزائر، لصالح النشرية السنوية لوزارة الثقافة”· وأوضح ”غي بارفييه” عبر موقعه على الانترنت ”أرسلت هذه المادة في الوقت المحدد، وقبلت بعض التصحيحات الطفيفة قبل إرسال نسخة نصي النهائي يوم ال 17 جوان ,2011 ثم علمت فترة قصيرة، قبل أعياد الميلاد، أن أربعة أخماس من النص الذي قدمته قد بترت، دون استشارتي، وقد نشر الباقي دون توقيعي”· وقال صديقه الكاتب الفرنسي ”بيار آسولين” إن نبذة قصيرة نشرت في دليل الاحتفالات الوطنية لا يمكن أن يقارن أبدا بالنص الأصلي، الذي يمكن قراءته على موقع ”غي بارفييه”، مشيرا إلى أن المنشور ”الرسمي” لوزارة الثقافة الفرنسية قفز على استحضارات تاريخية عديدة، مثل الإجرام الدموي لمنظمة ”أو·آ· آس” أو ”منظمة الجيش السري” وخطف الفرنسيين، والمذابح المرتكبة من طرف من يسمون في الجزائر ب”الحركى” ثم التخلي عنهم· كما أن الجنرال ”ديغول” لم يعد فذا، وفق قوله· وفي السياق ذاته، كتب ”سيباستيان لوفول” في جريدة ”لوفيغارو” الفرنسية قائلا ”ها هو دليل رسمي مكتوب من قبل الأكاديميين، نشرته وزارة الثقافة، أثار مجددا الجدل·· عنوانه إحياء الذاكرة الوطنية·· وكان يطلق عليه من قبل احتفالات وطنية”، مضيفا ”هناك قرابة 100 ذكرى تعتزم الجمهورية إحياءها، مثل وفاة الكاتب روجر نيميي الذي رحل في ال 28 سبتمبر ,1962 وافتتاح أول مدرسة بيطرية في العالم في ليون يوم العاشر جانفي ,1762 وهي كلها معالم تذكرية لا تثير أي خلاف”· وذكر المتحدث أن ”بيار أسولين” أثار قضية مماثلة ”لويس فرديناند سيلين” في عام ,2011 عن طريق مدونته ”جمهورية الكتب”، وهو نص صغير غير موقع، على عكس نصوص أخرى، منشور في الصفحة 56 ومكرس ل”حرب الجزائر”، وقد تسبب في جدل كبير·
من ناحية أخرى، قال المتحدث إن ”المسؤولين عن إصدار الدليل لم يردوا على اتهاماته، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة النسخة الخاصة، ورأي اللجنة العليا للمؤرخين لمراقبة الاحتفالات عن الموضوع، وينبغي أن تسفر ذكرى استقلال الجزائر عن العديد من الأحداث والنشاطات هذا العام، بما في ذلك المعارض والمنشورات”، على حد تعبيره