يتنسم المرء في دار الطفولة المسعفة بالأبيار بالعاصمة عبير الإنسانية، حيث يتواجد 96 برعما شاءت الأقدار أن يحرموا من نعمة الأبوة أو تخلى عنهم ذووهم طواعية أو مكرهين، وكبار تم اصطفاؤهم ليحتضنوا هؤلاء المحرومين ويفيضوا عليهم حنانا وفهما واحتواء· بهذه الدار قامت (واج) بزيارة لكشف النقاب عن المعاناة الاجتماعية والنفسية لهذه الفئة والتقت خلالها بنساء اخترن مهنة الأم البديلة عن حب ووعي وبأطفال تلمع عيونهم البريئة بفرحة الإحساس بأن هناك من يحبهم ويحنو عليهم ممزوجة بلمحة الحزن التي يرسمها شعورهم بأنهم محرومون من الحياة الطبيعية وسط آبائهم وأمهاتهم أو ملفوظون من أقاربهم الذين ضاقوا بمسؤولياتهم ورفضوا أن يضيفوا إليها المزيد·
وأوضحت مديرة الدار فاطمة الزهراء قاراجة عن أسباب وجود الأطفال في الدار قائلة إن ”اليتم ليس السبب الوحيد لوجودهم هنا فهناك مجهولو النسب الذين ترسلهم وزارة التضامن وحالات الطلاق والنزاعات القضائية واللقطاء الذين تأتي بهم مصالح الأمن فضلا عن أبناء السجينات وغير ذلك من الحالات”·
وأضافت المديرة متأسفة ”هناك أطفال كثيرون يعيشون في دار الطفولة المسعفة بسبب التفكك الأسري، حيث ينفصل الأبوان ويعيش كل منهما حياة أخرى ويرفض زوج الأم أو زوجة الأب وجود الطفل بينهما” وهذا الأمر -تتابع المديرة- ”أصعب بكثير من اليتم فالأهالي موجودون ولكنهم ينكرون أبناءهم وأحيانا كثيرة لا يأتون حتى لزيارتهم لكن الطفل اليتيم على عكس ذلك يتأقلم مع الدار ويشعر أنها كل شيء له في الحياة”·
وفي هذا الصدد أبرزت قاراجة أنه ”رغم توفير كل المتطلبات للأطفال هنا إذ أنهم يلبسون أفضل الثياب ويأكلون أحسن الطعام بالإضافة إلى النواحى الترفيهية” بيد أنهم – تتابع المتحدثة – ”يفتقدون للحب والحنان دائما ومهما أعطيناهم فلن يعوض حب وحنان الأم الحقيقية ورغم أن الأطفال أثناء الترفيه والأوقات العادية يضحكون ويلعبون إلا أن مسحة الحزن في أعينهم تبقى جلية”·
وسردت ”فلة” مربية مختصة، مأساة طفلتين استقدمتا إلى الدار ثم حولتا إلى مأوى آخر عقب تفكك أسرتهما حين ”أصيب الزوج بانهيار عصبي لما اكتشف أن الطفلتين اللتين رباهما خلال سبع سنوات ليستا من صلبه بل إن لكل واحدة منهما أب مختلف”· وأضافت المربية ”البرعمتان لم تتأقلما حتى اللحظة مع وضعهما الجديد سيما البنت الكبرى ذات الثمانية أعوام ولم تتحمل حياتها الجديدة وتحلم بل تجهر القول إنها تنتظر كل يوم والديها ليأخذانها للعيش وسط دفء العائلة” وفي انتظار الفصل في القضية تبقى أحلامها حبيسة مخيلتها·
التقينا بالأم البديلة ”خيرة” في غرفة الطعام كانت منهمكة بإطعام من سمتهم ”فلذات كبدها” تقوم بدورها كأم منذ ثلاثين عاما ،قالت إنها ربت أجيالا وإن سعادتها لا توصف حين يأتي من ربتهم بعد أن صاروا رجالا ونساء للسؤال عنها بين الفينة والأخرى· وأفصحت الأم خيرة -التي تشرف على ثمانية أطفال على غرار كل أم مربية بالدار – قائلة ”أعامل الأطفال مثل أبنائي تماما وأتقي الله في الأيتام فالرسول ”صلى الله عليه وسلم” أوصى بهم ولذلك فكل حياتي ووقتي لهم”·
وتشارك سامية ”44 سنة” زميلتها في العناية بالأطفال منذ أن كانت في ربيعها التاسع عشر ورغم صغر سنها آنذاك ونقص خبرتها في تربية الرضع فقد كانت تتناوب في السهر مع المربيات وأعربت قائلة ”لا أشعر بأي اشمئزاز عندما أغير للأطفال حفاظاتهم وأنظفهم”·
عند محاولة التحاور مع الأطفال في الدار بدا معظمهم خجلا من الحديث وكأنهم يدركون حقيقة وضعهم ويخشون نظرة المجتمع القاسية إليهم رغم أن ذلك شيء خارج عن إرادتهم· ولكن بعضهم تحدث وهذا ما قاله ”اسمي دنيا أدرس في السنة الثانية ابتدائي أشعر بارتياح هنا وعندما أواجه مشكلة في المدرسة أو في الدار ألجأ إلى المديرة فهي أمي ولكني أتمنى لو تأتي أمي الحقيقية وتأخذني”·
وتشاطر دنيا زميلتها سلمى في الغرفة وطاولة الطعام وتترافقان سويا وقت الذهاب إلى المدرسة كما قالت البرعمة سلمى المتفوقة في دراستها والتي تأمل أن تصبح طبيبة في المستقبل· وقد أتت سلمى إلى الدار بعد طلاق والديها وزواج والدها بامرأة أخرى أما والدتها فلم تقدر على رعاية ابنتها فأتت بها إلى الدار·
ومن بين الحالات التي تستوقف الانسان وهو يتعرف على أجنحة الدار ونزلائها ”داسين” و”مايك” سبع سنوات وخمس على التوالي طفلان نيجيريان جيء بهما في انتظار انقضاء محكومية والدتهما المسجونة ”داسين” تحدث بنبرة فرح قائلا ”سيسمح لي بزيارة أمي بالحراش بعد أسبوع” ليواصل تناول طعامه أما ”مايك” فبدا خجولا ومتحفظا· على عكس فاتن طفلة مجهولة النسب لديها تشوه خلقي على مستوى الشفة العليا والأنف قالت بلغة المتأمل ”سأشفى بعد أن تجرى لي عملية جراحية ترميمية حينها سأصبح جميلة وستأتي عائلة لتأخذني للعيش معها” عبارة قالت المربية فلة إنها ”تقع كالصاعقة على قلبها في كل مرة تسمعها من فاتن ذلك أن الطفلة تتأثر كلما أتت عائلة لأخذ أحد زملائها لكفالته فكما هو معلوم فالجميع يفضلون أخد أطفال يتمتعون بالجمال·
قصة إنسانية أخرى تخبئها جدران الدار على أمل أن تكون محفزا للالتفات لهذه الفئة والتكفل بها الأمر يتعلق بمريم تعمل مراقبة بالدار منذ قرابة الست سنوات تكفلت مريم بطفل اسمه ”نوفل” رغم أنها لم تحرم من الذرية بيد أن تعلق الطفل بها أثر فيها كل التأثر لدرجة أنها فكرت في أخذه والتكفل به· قالت مريم إنها عرضت الأمر على زوجها وبمجرد موافقته باشرت بالإجراءات اللازمة ولكن رغم كل ذلك الاندفاع والحماسة إلا أن خوفها من نظرة المجتمع اضطرها للقول أمام معارفها إن ”الطفل ابن أخيها أتت به لرعايته”· وإن كانت مريم كفلت نوفل عطفا عليه فقط فهنالك من يفعلون ذلك رغبة في سماع كلمة أمي أو أبي التي لم يكتب لهم سماعها من أبناء أصلابهم فاكتفوا بأن تصدر عن أبناء ربوهم ومنحوهم من الرعاية والحنان ما يعوض الطرفين·
سليمة عينة عن هؤلاء طبيبة لم ترزق بالذرية بعد طول انتظار فقررت وزوجها التكفل بتوأم من الجنسين صورهما الخالق فأحسن التصوير ملاكان من ملائكة الجنة تقول سليمة إنهما ملآ حياتها بعد أن ضاقت ذرعا من مضايقات أهل زوجها ورغم أنهم لم يكفوا حتى اللحظة عن مضايقتها إلا أنها لم تعد تأبه لذلك فكل اهتمامها الآن منصب على تربية أمير وأميرة· جل الأمهات المربيات اللائي يتم الالتقاء بهن بالدار بل كلهن وعلى اختلاف مهامهن أعربن أن عملهن جميل وفكرة الوجود مع الأيتام فكرة محببة لهن ولقد تعودن عليه كيف لا وهن يشاطرن الأطفال بدار الطفولة المسعفة وقتا أكثر من الذي يقضينه مع أسرهن·
وعقب زهاء يوم رفقة قاطني الدار جاءت لحظة الفراق التي يكرهها الأطفال فتم توديع جميع العاملات على اختلاف مهامهن ليتفاجأ الزائر عند مغادرته بمرافقة بعض البراعم وهم يتشبثون بالأرجل رافضين مغادرة الزوار موقف يحز في النفس كثيرا سيما تعلق آدم ذو الأربع سنوات الذي يلحق يأي كان حتى الفناء بنظرات غصت بالعبارات أكثرها وضوحا ”خذوني معكم··” أو ”أوصلوا معاناتنا بالله عليكم·· ” صرخة تبكي الحجر فهل من مجيب ونظرة كلها عتاب وألم وتساؤل عن مستقبل الخالق به أعلم·
e�sa��`”-SA dir=RTLسرطان الثدي يشكل ثلث الإصابات بباتنة
أكد أطباء ومختصون، على هامش إحياء اليوم العالمي للسرطان بباتنة، أن سرطان الثدي يشكل ثلث الإصابات من هذا المرض بالولاية يليه سرطان الرئة بالنسبة للرجال· وأكد المختصون أن أهم ميزة في هذا الصنف من المرض الفتاك هي أنه بطيء الانتشار والتكاثر إلى فترة تصل إلى الثماني سنوات لذلك وجبت المتابعة الدورية من قبل السيدات اللواتي تجاوزن الأربعين على وجه التحديد· وأكد مواطنون بمدينة آريس بباتنة أن نسبة الإصابة بالمرض أصبحت في تنامٍ مستمر وحسب معلومات طبية فإن نصف الوفيات بالمدينة هي بسبب السرطان بمختلف أنواعه وقد ارتفعت النداءات للقيام ببحث علمي واستقصاء لأسباب الإصابات بالمرض في آريس دون غيرها، وهو ما أدى إلى كثير من التخمينات والتفسيرات الغير دقيقة·
شباب يعتدون على رفيقهم فيدخلونه غرفة الإنعاش بباتنة
وقع ليلة أول أمس شجار بين مجموعة من الشباب بحي طريق الجزار الواقع بمدينة بريكة بباتنة أدى ذلك إلى إصابة واحد منهم إصابة بليغة نقل إثرها إلى مستشفى محمد بوضياف ببريكة ومنه إلى المستشفى الجامعي بباتنة حيث يرقد في حالة وصفت بالحرجة بعد أن تسبب له الاعتداء في إصابات خطيرة، وقد وجد مجموعة من المواطنين الضحية ”أ·ح” وهو شاب في العشرينات من العمر في حالة يرثى لها وقد غمرت جسمه الدماء وسارعوا لنقله إلى المصحة فيما لاذ الشبان الذين كانوا برفقته بالفرار ولا تزال التحقيقات الأمنية جارية للتوصل إلى هويتهم وسبب الخلاف الذي أدى إلى الاعتداء على الضحية·