يفتتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله غدا بولاية بجاية، أشغال "ملتقى بجاية الرابع" الذي ينظم أيام 14-15 جوان الجاري بدار الثقافة تحت عنوان "البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي". يشارك في الملتقى نخبة من العلماء والباحثين لمناقشة جملة من المحاور الدينية والتاريخية والثقافية ذات الصلة بالتراث الأمازيغي ودور أعلام وعلماء بجاية في إثراء هذا التراث ومساهمتهم في الحركة العلمية على المستوى الوطني وبلاد المغرب العربي، ويتطرق الباحثون من خلال هذا الملتقى إلى تسع محاور أساسية يتباحثون من خلالها حول البعد الأمازيغي الذي يمثل الموروث التاريخي الأقدم لمجتمعات المغرب وهو أهم جانب تدور حوله أشغال هذا الملتقى العلمي، ويستهل باحثو جامعة مصطفى اسطنبولي لولاية معسكر نقاشهم من خلال المحور الأول بالحديث عن أوضاع الأمازيغ الدينية قبل الفتح الإسلامي وذلك بالتطرق إلى "معبودات البربر"، ويعقب هذا المحور تدخل للأستاذ بن عميرة محمد في إطار المحور الثاني للملتقى للحديث عن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب وموقف الأمازيغ منه بطرح إشكالية مدى مقاومة الأمازيغ للفتح الإسلامي مدة سبعين عاما، في حين يقوم الدكتور عمارة علاوة من جامعة قسنطينة بمقاربة سوسيو تاريخية حول علاقة العالم الأمازيغي بالإسلام خلال العصر الوسيط كمحور ثالث يليه مداخلة للأستاذ بيبي محند وعمر من جامعة الجزائر حول البربر والإسلام حسب مؤلف العلامة ابن خلدون. وسيكون موضوع المحور الرابع من الملتقى العلمي الذي ستحتضنه بجاية، سياسة الأمويين في بلاد المغرب وموقف الأمازيغ منها، وتحت عنوان "دور البربر في الحركات المذهبية ببلاد المغرب"؛ برمج المحور الخامس الذي يتناول بالتحليل، الأدوار التاريخية لقبيلة صنهاجة البربرية في نصرة التراث السني والمذهب المالكي "قراءة في شخصية العز بن باديس"، وهي المحاضرة التي يلقيها الأستاذ فلاح خير الدين من جامعة وهران قبل أن تتناول الأستاذة حميدي مليكة من جامعة الجزائر موضوع قيام الدولة المستقلة في بلاد المغرب ودور البربر فيها من خلال دور نساء قبيلة صنهاجة في المغرب الإسلامي ما بين القرنين الثالث والخامس هجري الموافقين للتاسع والحادي عشر ميلادي كمحور سادس. مساهمة الأمازيغ في الحركة العلمية ببلاد المغرب الإسلامي هو عنوان المحور السابع من الملتقى حيث تتناول "سعدو تالية" من جامعة ابن خلدون بتيارت، بالتحليل والدراسة إسهام البربر في الحركة الفقهية بالعدوة الأندلسية فيما يقارن بن عمر حمدادو من جامعة وهران، تاريخيا، بين المساهمة العلمية والفكرية للأمازيغ إلى جانب صورة الأمازيغ في الكتابات العربية في العصور الوسطى كمحور ثامن، ليختتم الدكتور محمد نذير أوسالم أشغال الملتقى بمحاضرة حول مكانة الإسلام في الرواية الشفوية والكتابات الأمازيغية الحديثة من خلال شرح مفصل لأثر لغة القرآن والحديث والفقه في اللهجة القبائلية.