انتقد، أمس، البروفيسور محمد بن عميرة، من جامعة الجزائر، ما يروج حول المقاومة المزعومة للسكان الأمازيغ للفتوحات الإسلامية وبعض المقاربات التي صبت في هذا الاتجاه، والتي بادر بها بعض المؤلفين الغربيين، بينهم إميل فيليكس غوتيي، الذي يدعم هذه الأطروحة التاريخية، والتي نفاها الباحث الجزائري نفيا قاطعا من خلال متابعة سيرة السكان المحليين والفاتحين• ونفى الباحث الجزائري هذه الأطروحة، خلال مداخلته في ملتقى البعد الروحي للتراث الوطني الأمازيغي المنعقد بولاية بجاية، مستدلا في نفيه لهذا العرض الخاطئ بالسيرة الذاتية لعقبة بن نافع وزهير بن قيس، التي تؤيد ما قاله، وذلك اعتمادا على مخطوطات ومؤلفات عربية وجدت بالمكتبة الخاصة للموهوبين• من جهته، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، في تدخله خلال تدشين أشغال هذا الملتقى أن ''إسهامات أعلام ومشايخ المنطقة سمحت بتشكيل ثقافة خاصة عبرت عن نفسها في لغة القرآن''، مضيفا أن ''كلا منهم على حدة كانت له مساهمة في بناء الحضارة العربية الإسلامية''• ودعت، أمس، توصيات أشغال الملتقى إلى ضرورة البحث عن المخطوطات المدونة بالأمازيغية، خاصة في الجنوب الكبير وإبراز الجانب الروحي في التراث الأمازيغي الشفوي والمكتوب، مع تعميق البحث في تاريخ الأمازيغ خلال مرحلة ما قبل الإسلام، كما شجعت التوصيات على إشراك المتخصصين في علم الآثار واللسانيات والكرديولوجيا والأنثروبولوجيا في مثل هذه الملتقيات وتوسيعها لتكون بمثابة عملية مسح شامل للتراث الأمازيغي واستكمالها بتنظيم ملتقيات مماثلة في كل من غرداية، ورفلة، أدرار، بشار وتلمسان، مشيرة إلى أهمية طبع كل أعمال الملتقى وتوزيعها على مراكز البحث والمكتبات•