يحاول تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال مغالطة وتضليل ''من تبقى'' يتابعه، فبعد أن أسقط العلماء والدعاة مبررات الإرهابيين في سفك الدماء بدعوى الجهاد، وبعد أن أكدت شهادات النازلين من الجبال أن ما كانوا يعيشونه لا يخطر على بال. خاصة في ابتعاد قيادة أمراء الموت والجهاد المزعوم عن تعاليم الدين بسبب الجهل وقلة الزاد الشرعي والفكري، بعد كل هذا، لم تجد قيادة الجماعة السلفية غير الكذب البواح والادعاء (على الله) أن قتلاها شهداء وأن الله يرسل ملائكته لتكريمهم ب(قبس من نور) يبدو على وجوههم عند دفنهم.. تماما كما علمتنا كتب السيرة عن شهداء الرعيل الأول من صحابة الرسول الكريم! وقد ظهر، من خلال الشريط الفيديو الذي يتضمن صورا لتنفيذ اعتداء إرهابي استهدف قافلة عسكرية بقرية سيوان الشهر الجاري، كيف حاولت ''الجماعة السلفية'' إبراز صور الإرهابي المدعو ''بلال''، الذي لقي مصرعه على يد الأجهزة الأمنية، على أساس أن الله كرمه بكومة ''نور'' تبدو على وجهه، بالرغم من أن الرجل بدا جسمه في غاية الاتساخ والرثاثة! وقد نفى الداعية الشيخ شمس الدين أن تكون هذه الصور المركبة دليلا يثبت صحة مزاعم الإرهابيين في أن ما يقومون به ''جهاد'' و''انتصار للدين''، وقال أمس ل''البلاد'' إنه لا يمكن الحكم على أي شخص أنه شهيد سوى من خلال شرعية عمله الجهادي. وبالنسبة للداعاية، فإن الشهيد هو الشخص الذي يموت في حرب تدور بين المسلمين والكفار، وفي حال ما تعرض البلد المسلم إلى استيلاء من قبل الكفار. وفي هذا المقام، فإن العناصر الإٍرهابية ''لا تمت بأي صلة إلى العمل الجهادي'' من منطلق أنها ''تحاول تضليل الشباب عن طريق إعادة تركيب صور توحي أن العناصر الإرهابية تكرم من قبل الله تمثلا بالصحابة رضي الله عنهم''، وقال الشيخ شمس الدين إن ''الشهداء من الصحابة هم الذين جاهدوا تحت لواء النبي صلي الله عليه وسلم جهادا شرعيا وماتوا في المعارك في شهادة كانت شرعية ومقبولة''، واعتبر شمس الدين أن ما تفعله العناصر الإٍرهابية هو ''تضليل على أساس أن الشهيد يموت مثلما يموت كل الناس ولا يشترط أن يضع الله على وجهه النور ولا حتى أن يفوح منه المسك حتى تخرج منه رائحة الجيفة''. وكانت القيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال قد بتث شريط فيديو جديد، تم إعداده شهر جوان في إطار سلسلة ''ظلال السيوف'' وحمل عنوان ''غزوة سيوان''، نسبة إلى قرية سيوان التي تقع في أقصى مدينة سكيكدة على بعد حوالي 140كلم من مقر الولاية، وهي منطقة حدودية مع ولاية جيجل..الفيديو الذي يستغرق 16دقيقة، يتضمن صورا لتنفيذ اعتداء إرهابي استهدف قافلة عسكرية، وتم نقل جميع التفاصيل حول التحضير والرصد والكمين الذي تم عند الفجر، لكن اللافت، أنه لم يتم نقل صور الاشتباك وتم فقط سماع صوت الرصاص المتبادل، وتحرك الإرهابيين بحذر قبل أن يلوذوا بالفرار بعد تنقل مروحية كانت تحلق في السماء. وعكس الاعتداءات الإرهابية السابقة ضد عناصر الأمن، لم يتم في هذا الشريط إظهار القتلى ولم يتم الاقتراب منهم ولا يتوفر على صورة لعناصر الجيش الذي أشار ''الفيديو'' إلى استهدافهم في كمين ولم تظهر أية صورة للشاحنات العسكرية، كما عاد الإرهابيون أدراجهم دون ''غنائم''، حيث لم تكن بحوزتهم أسلحة الجنود الذين زعموا أنهم أسقطوا العديد منهم قتلى وجرحى، وأظهر الشريط فقط صورة ''بلال'' شاب في العشرين من عمره، يبدو أنه جند حديثا، قتل في الاشتباك مع الجيش وتم دفنه في وسط الغابة بعد إصابته على مستوى الرأس. ولا يتجاوز عدد الإرهابيين النشطين بهذه المنطقة الغابية التي تعرف تحركات ونشاطات إرهابية 12فردا من قدماء العمل المسلح استنادا إلى أعمارهم التي تتجاوز الأربعين، ويرتدون جميعهم الزى الأفغاني ويضعون لحى، لكن اللافت في هذا الشريط الذي تم نشره في مواقع قريبة من تنظيم ''القاعدة'' على الانترنت، لرفع معنويات الأفراد والتأكيد على مواصلة تنفيذ اعتداءات إرهابية، أن ''الغزوة'' لم تكن إلا عملية فاشلة رغم ''التحضيرات'' والوسائل المجنّدة خلفت قتيلا وسط الإرهابيين وجرحى، وحرص الشريط على إظهار ''بلال'' وهو ممدّد بعد إصابته برصاصة قاتلة، وأرفقت الصورة بعبارة ''حامل كتاب الله تعالى'' في محاولة للتأكيد على أنه يتمتع بتكوين شرعي ويعرف كتاب الله.(...)