علمت ''البلاد'' من مصادر مأذونة بحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقرار أويحيى إلغاء الجامعة الصيفية للحزب، والتي كان إطارات ومناضلو الأرندي ينتظرونها بشغف كبير.يأتي قرار إلغاء الجامعة الصيفية للمرة الثالثة على التوالي، حسب مصادرنا، لعدة أسباب موضوعية في مقدمتها تجنب وضع الوزير الأول في حرج لحساسية مواضيع الساعة المنتطر اقتراحها كمكافحة الرشوة، الاستثمار الغربي، أثر الأزمة العالمية على الجزائر، الانخراط في منظمة التجارة العالمية. وهي مواضيع متداخلة تجرّ حتما إلى الحديث عن ضرورة عدة مراجعات في سياق إصلاح ما أفسدته بعض القرارات أو التطبيق المرتجل لسياسات لم تؤت أكلها، كما كان مرجوا منها مثل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أو الانخراط في فضاء المنطقة العربية الحرة الذي بدأ بإلحاق ضرر ملموس بالاقتصاد الوطني من خلال تسريب سلع إسرائيلية عبر بعض العواصم العربية. هذا، وللمحافظة على جو التقارب بين الأرندي وبين ورغبة التحسيس والتعبئة الدائمة، استبدلت الجامعة الصيفية التي يرى قياديون في التجمع أنها مناسبة لهدر المال والجهد سدى، حيث ينصرف خلالها المشاركون للاستجمام والمتعة أكثر من المشاركة فعليا في مناقشة مواضيع الجامعة الصيفية المطروحة وإثرائها بالنقاش الهادف، فقد استبدلت ب4 لقاءات جهوية يشرف عليها قياديون من التجمع الوطني الديمقراطي. وينتظر أن تحتضن ولاية تيزي وزو اللقاء الجهوي لولايات الوسط، وعنابة لقاء الشرق، بشارأو إيليزي ولايات الجنوب، وتلمسان اللقاء الجهوي لولايات الغرب. وتعتبر أطراف من الأرندي أن اللقاءات الجهوية أكثر فعالية ونجاعة من تجمع مئات المناضلين في منطقة ما لإثارة قلاقل وتصفية حسابات سياسية أو تنظيمية، ناهيك عن مصاريف كبيرة ينظر إليها أحمد أويحيى بتقشف واحتياط كبيرين، فضلا عن ارتباطاته كوزير أول. وهو الغطاء الذي يستعمله البعض الآخر لتمرير حجحه وحرمان فئة عريضة من المناضلين الوصول إلى الأمين العام ليعرضوا عليه مشاكل الأرندي الحقيقية على مستوى المكاتب الولائية ومشاغل المناضلين وتطلعاتهم الحقيقية.