سربت جهات يعتقد أنها المخابرات الليبية تسجيلا لحديث دار في طرابلس بين العقيد الليبي الراحل معمر القذافي قبل مقتله، وعمر سليمان النائب السابق للرئيس المصري المخلوع، ورئيس المخابرات المصرية آنذاك· وتطرق الرجلان في التسجيل الذي بث عبر الانترنت، لما يسمى بالربيع العربي، والأسرة الحاكمة في السعودية والدعم الأمريكي للإخوان المسلمين، وكيف أن النظام يتجنب الدخول في مواجهة معهم، والمواجهة المؤجلة مع الأمريكيين· وخلال الحديث يقول عمر سليمان للقذافي، وفق تقرير لوكالة ”الدولية” الإخبارية، إن الأسرة الحاكمة في السعودية لايمكن أن تدوم إلى الأبد ما لم تواكب حركة الشعوب وتمنح الناس قدرا من الحريات التي ينعم بها أي شعب في المنطقة وتقلل من الكبت الموجود في المملكة· وفي غضون ذلك يثير القذافي تساؤلات حول تآمر السعوديين عليهم منذ عهد جمال عبد الناصر وحتى لحظة هذا التسجيل، ويتهمهم بأنهم وراء كل البلاء الذي جلبوه إلى المنطقة· ويوافق رئيس المخابرات المصرية العقيد القذافي الرأي في التسجيل الصوتي، ولكن ينصحه بألا يفصح بمثل هذا الكلام لأي أحد سوى مبارك الذي يقاسمه القناعة، لأن هذا الكلام سيعتبر تآمرا ضد السعوديين· وفي جانب آخر من التسجيل، حين يعرض العقيد القذافي نقل وجهة نظره هذه إلى الولاياتالمتحدة، يصف سليمان الأمريكيين أيضا بالخونة ويقول ”سينقلون الكلام إلى السعوديين، فمن الأفضل أن ننتهج أسلوبهم ونقول لهم أنتم الذين تتحدثون عن الديمقراطية والحرية وحرية الصحافة والتعبير، لماذا لا تسعون إلى تطبيقها في السعودية؟”· وبدأ التسجيل الصوتي بصوت رئيس جهاز المخابرات المصرية حينها يقول ”الأسرة دي مش ممكن تدوم إلى الأبد·· لابد من أن تقوم حركة مع الشعوب·· لابد من أن الناس تشعر بأن عندهم نفس الحريات اللي موجودة في أي منطقة واللي موجودة عند أي شعب في المنطقة·· لابد أن الناس تعبر عن نفسها·· هو كده يعني·· هو الكبت اللي موجود في المملكة العربية السعودية هيولد الانفجار في كل مكان”· وهنا يتساءل القذافي ”إيه معنى أن يستمر السعوديون في التآمر علي الدول العربية منذ عهد جمال عبد الناصر·· وهم وراء كل البلاء الذي جلبوه إلى المنطقة؟”· من ناحية أخرى، أصدر المجلس الانتقالي الليبي قرارين يقضي أحدهما بإنشاء جهاز الاستخبارات الليبية العامة والثاني بتسمية سالم الحاسي، وهو معارض للنظام السابق، لترؤسه· وأعلن رئيس اللجنة الإعلامية في المجلس الانتقالي المختار الجدال أن المجلس قرر تسمية سالم الحاسي رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة، مضيفا أن تعيينه جاء بعد أن ”غلّب المصلحة الوطنية العامة وتنازل عن جنسيته الأمريكية التي أُجبر على حملها”، على حد تعبيره· وسالم الحاسي هو الناجي الوحيد من ”معركة معسكر باب العزيزية” في العاصمة الليبية التي هدفت إلى قتل العقيد معمر القذافي في ·1984 ونفّذت معركة معسكر باب العزيزية ”الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا” بقيادة أحمد أحواس وراح ضحيتها أكثر من 15 شخصا· وكان جهاز الاستخبارات في عهد القذافي يُعرف باسم ”هيئة أمن الجماهيرية العظمى، الأمن الخارجي”· وعمل هذا الجهاز الذي تناوب على ترؤسه مقربون من القذافي ومنهم وزير الخارجية السابق موسى كوسة وأبو زيد عمر دوردة، لتنفيذ عمليات تصفية جسدية واغتيالات سياسية في صفوف المعارضة في الخارج·