لم يحل تقدمه في السن وهو صاحب ال86 عاما، من أن يصدح بمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم·· وكم وجدناه فرحا ومستعدا لتقديم فقرته في المهرجان الدولي للسماع الصوفي في تلمسان، حيث حدثنا الشيخ عبد الرحمن بن محمود عن حبه لهذا الفن وحرصه على مدح النبي الكريم حتى لو كان ذلك آخر يوم في حياته·· حدثنا عن فرقة ”الشيخ محمود عزيز” ونوع الإنشاد الذي تقدمه؟
في الواقع هي فرقة للمدائح والأذكار وموطنها مدينة تونس، وتأسست عام ,1958 حيث تتبع ”طريقة سيدي عبد السلام الأسمر” الذي ولد في مدينة ”زليتن” الليبية· وتضم فرقتنا عشرة أفراد يؤدون الإنشاد بالإضافة إلى الأولى، وفقا ل”الطريقة الطيبية” نسبة إلى مولاي الطيب بوزان، و”الطريقة القادرية” التي تعود إلى سيدي عبد القادر الجيلاني، إضافة إلى ”العيساوية” نسبة إلى سيدي أحمد بن عيسى، و”الشاذلية” للإمام سيدي بلحسن الشاذلي، و”السريدة” التي تقوم على الموشحات الدينية الشرقيةوالتونسية· وأعتقد أننا نمثل الواجهة المشرفة لبلدنا تونس في جميع المهرجانات الدولية التي تدعونا، والمهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي أطلقته الجزائر هذا العام واحد منها·
نراك لا تزال قادرا على العطاء والمشاركة في السهرات التي تحييها فرقتك؟
طبعا وستسمعينني أغني أيضا·· ما أقوم به لا يمكن أن يزيد من وهني أو يحد من قدرتي على الذكر لأن الأمر يتعلق بمدح النبي الكريم وذكر خصاله صلى الله عليه وسلم·
نفهم من هذا أنها المرة الأولى التي تزور فيها الجزائر؟
لا·· هي المرة الثانية·· الأولى كانت عام 1974 حين شاركت بفرقتي في الأسبوع الثقافي التونسيبالجزائر، حيث تجولنا في مختلف مدنها وأحيينا عدة سهرات فنية لا تزال عالقة في ذاكرتي·
طيب·· هل يقتصر نشاطكم على المناسبات الدينية والمهرجانات؟
إلى جانب أدائنا في المناسبات الدينية كذكرى المولد النبوي الشريف وليلة الدر، نحن نحي الأعراس والأفراح، حيث إن العروس التونسية تحنى على صوت قصائدنا، وهو ما نسميه في تونس ”اللوطية” وكذلك هو الحال بالنسبة للختان·
ما رأيك في أداء فرقة ”العيساوة” التلمسانية التي تؤدي السماع الصوفي؟
هو نوع آخر من السماع الصوفي يبتعد نوعا ما عن ذلك الذي تؤديه فرقة ”الشيخ محمود عزيز”، وإن كان غرضنا هو ذاته، أي التغني بخصال النبي محمد صلى الله عليه وسلم·· لكني أعترض على مسألة الحضرة والجذب وكل تلك الطقوس التي تصاحب الأداء على وقع الموسيقى·· أنا لا أعتبر ذلك تصوفا·· قد تلاحظين من خلال أداء فرقتنا أننا لا نستعمل الآلات الموسيقية ولا نبني عليها أداءنا، بل نكتفي بالذكر والإنشاد تباعا دون حاجة إلى موسيقى إلا ما كان لزاما، حيث يتدخل ”الطار”، أي الطبلة أو الدف، كآلة لضبط الوزن·
ما نوع الموشحات والمقامات التي تؤدونها؟
في الواقع هي موشحات شرقية قديمة تعلمناها على أيدي مبدعيها في مصر على غرار زكريا أحمد والسيد درويش، لكن ما حدث هو أننا أتقناها أفضل منهم مع إدخال بعض المقامات التونسية·