"العيساوى أول من أوصل السماع الصوفي للجمهور الجزائري" يحب مخاطبة الروح قبل القلب، ويعشق الكلمة النقية، يتمنى دائما أن يصيد النفوس من خلال مدارج السلوك ومنازل السير نحو معرفة الله، متصالح مع ذاته، مفتخر بتراثه، منسجم مع مقتضيات عصره. إنه عبد الصمد المجذوب، قائد فرقة العيساوى، الذي جمعتنا به هذه الدردشة القصيرة على هامش المهرجان الدولي للسماع الصوفي. حدثنا عن مشاركتكم في مهرجان الدولي للسماع الصوفي؟ مشاركتنا في المهرجان تتلخص في إعادة إحياء التراث الموسيقي الديني والإنشادي الموروث ونفض غبار الزمن عن الأعمال الجميلة من ألحان وكلمات كلها نقاء وصفاء. كيف تكون لكم القدرة الطاقية للخروج من الذات والارتقاء إلى الفضاء الروحي؟ هذا الارتقاء روحي لا أستطيع أن أشرحه لك، إنه مصيدة للنفوس من خلال مدارج السلوك ومنازل السير نحو معرفة الله سبحانه هدفها تنشئة فرد معتز بدينه. ما سر السماع الصوفي؟ السر يكمن في قدرة هذه الموسيقى على التعبير عن وعي إنساني خاص بالوجود والخالق عبر علاقة صوفية خالصة تتجه في أفكارها الفنية نحو نور الخالق وبهائه, من خلال أفكار المنشدين المتصوفة. بماذا تتميز فرقة العيساوة التلمساني عن العيساوة القسنطينية؟ نحن نجذب بطريقة أقربها للمغرب أما العيساوى القسنطيني فسماعها الصوفي يقترب أكثر إلى فن المالوف وما يميزنا عنهم أننا نرحل بفننا الروحي إلى عالم آخر. وتعتبر فرقتنا أول فرقة أوصلت الموسيقى الصوفية للجمهور الجزائري سنة 1987م. ما الصفات الواجب توفرها في المقبل على النشيد الصوفي؟ المنشد في الطريقة العيساوية يجب أن يكون عيساوي ومرقي ومسقي حيث نسقي أولادنا وهم صغار حيث "نبزق في فم الطفل وهو يقوم ببلعها"وهذا هو السر . اشرح لنا التمايل في حلقات الذكر؟ التمايل هي طريقة لتتبع الإيقاع الموسيقي المتواجد في الحضرة، وهي طريقة تساعدنا على الإبحار والغوص في حب الله. برأيك ما هي الضوابط والالتزامات التي يجب أن يتقيد بها المنشد الصوفي؟ لا يخرج عن الطريقة العيساوية ويحافظ عليها لأن فيها سر كبير وحرمة والعيساوة تذكر بطريقة تشرف الإسلام. والمنشد لابد أن ينتمي للطريقة العيساوية من صغره لأنه استثمار يهدف إلى تنشئة فرد معتز بإسلامه، محب لرسوله وآل بيته، متصالح مع ذاته، مفتخر بتراثه، منسجم مع مقتضيات عصره. بما يتميز السماع الصوفي عن الإنشاد؟ هو موسيقى متصوفة رزينة ومهيبة. وهي تتوجه لمستمعين قادرين على استيعابها والإمساك بها بالحواس ونقلها إلى الروح. ولأصوات الموسيقى الصوفية قدرة على اختراق الروح.. إنها دعوة إلى سفر داخلي. فلبّ الموسيقى الصوفية هي الروحانية. وهي موسيقى تأمل تعبر درجاتها على حالة خاصة للمتصوّف.