تظاهر بباريس، أول أمس، الجمعة عشرات المصلين منهم جزائريون ومغاربة لمطالبة عميد المسجد دليل بوبكر بالتنحي من منصبه. وبثت قناة ''الجزيرة'' مساء الجمعة صورا لمتظاهرين حاولا الدخول إلى المسجد الذي يعد رمزا للإسلام والمسلمين بفرنسا لكن تم منعهم من الاقتراب من أبوابه. وقاد ممثل جمعية إسلامية مغربية متمركزة في فرنسا تحمل تسمية الشيخ عبد السلام ياسين، الموجود تحت الإقامة الجبرية في المغرب، تحركا توج بأداء صلاة في الشارع غير بعيد عن أسوار المسجد. وألقي الرجل وفق شريط ''الجزيرة'' خطبة أمام مجموعة من المصلين خصصها لموضوع عميد المسجد قبل الانسحاب. وجاءت المظاهرة الجديدة في سلسلة من الاحتجاجات تقودها بعض الجمعيات التي تمثل الجالية المسلمة في فرنسا ضد عميد مسجد باريس الذي يزداد عزلة بعد تراجع تأثير الهيئة التي يقودها لصالح تنظيمات أخرى أكثر قربا من هموم المهاجرين المسلمين. ودعا المحتجون السلطات الجزائرية التي تتولى رعاية المسجد إلى تنحية العميد المثير للجدل بسبب تصريحاته ومواقفه التي لا تمثل مواقف أبناء الجالية المسلمة في فرنسا. ولم يشفع لدليل بوبكر تكذيبه في وقت سابق لما نقلته مجلة سياحية موالية لإسرائيل بخصوص مجازر غزة والوضع في الشرق الأوسط، حيث يبقى هدفا لكل الهجمات والانتقادات اللاذعة التي تعود بالضرر على الجزائر ورموز الجالية الجزائرية في فرنسا. ويطرح منذ فترة ليست بالقصيرة مسألة رحيل عميد مسجد باريس لكن الحسم فيه تأجل بسبب خلافات بين الجانبين الجزائري والفرنسي بخصوص الإشراف على المسجد، وخصوصا بعد تولي الحكومة الفرنسية القرار في تنظيم الشؤون الإسلامية على أراضيها عبر إنشاء مجلس الديانة الإسلامية. ولم يطرح، بعدُ، أي اسم لخلافة دليل بوبكر الذي يحمل الجنسية الفرنسية، رغم التقارير الطبية حول عدم قدرة الرجل على الاستمرار في مهمته، وجرى قبل فترة ترشيح أسماء في الجزائر لتولى هذا المنصب منها وزير وسفير سابق لكن لم يحدث أي تطور في الموضوع المتوقع أن يبقى من الملفات العالقة في العلاقات الجزائرية الفرنسية.