هل يمكن أن ننسى التاريخ؟ نطويه؟ نتجاوزه؟ نتسامح مع جلاد ومستعمر الأمس لضمان مصالحنا؟ وكم تزن المصالح أمام القيمة التاريخية للمعاني التي يمنحها اعتراف الجلاد بجريمته للأمّة؟ الذين راهنوا على تجاوز ما ارتكبته فرنسا في الجزائر، وما ألحقه الطابور الخامس الموالي للاستعمار بالأمة أخطأوا التقدير، لأن الأمم لا تنسى تاريخها، ولا تتجاوزه، ولا تطويه، ولا تزوّره، والدليل أن كل المحاولات الصادرة من أطراف رسمية وشبه رسمية حاولت الالتفاف على مطالب الشعب الجزائري بشأن مسألة تجريم الاستعمار، تلك المحاولات فشلت، بل فتحت أعين الجزائرين على أمر غاية في الخطورة، وهو أن طابور التعتيم والتزوير لايزال يعمل جاهدا على حماية المصالح والمشاعر الفرنسية، لذلك أعادت ذكرى التفجيرات والتجارب النووية الفرنسية في رفان، ملف تجريم الاستعمار إلى المربع الأول، ولا يمكن أن نطوي تلك الصفحات البشعة لمجرد الحفاظ على العلاقات مع فرنسا، وماذا يفعل الجزائريون بعلاقات غير سوية، علاقات تقزّم شأننا وتحبط عزيمتنا أمام إرادة الأمة في إجبار الاستعمار على الاعتراف بخطيئته في حق الأمة· ومن الواضح جدا أن التاريخ بجرائمه البشعة التي ارتكبها الاستعمار، لن يسمح لنا بالمزيد من المجاملات مع فرنسا الاستعمارية، لأن مشاعر الجزائريين وذاكرتهم وطبيعتهم، ترفض أن نبيع هذا الإرث العظيم بحجة أن الأولوية للمستقبل ·· فما فعلته فرنسابالجزائريين جرح لن يندمل··