يثير الحديث عن التنسيق بين الجزائر وباريس بشأن الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال الكثير من الأسئلة لدى الرأي العام· هل نحن بصدد التفاوض حول طريقة الاحتفال بعيد الاستقلال؟ وهل عدم تنسيق الاحتفالات يخل بمبدأ معاهدة إيفيان؟ وهل من الضروري أن نستشير عدو الأمس في قضية لصيقة ترتبط باستقلال بلدنا عنه؟ الأمر مثيبر للغاية، فقبل سنوات قليلة كنا ندعو لطي صفحة الماضي، أما اليوم فإننا نتجه نحو تمزيقها، والغريب أن تثار المصالح الإستراتيجية للجزائر كلما تحدث الناس عن تجريم الاستعمار الفرنسي، والحاصل أن فرنسا هي من يجب أن تعمل على حماية مصالحها الإستراتيجية في الجزائر، وقد يحدث هذا عندما تتأكد من يقيننا ورغبتنا في افتكاك اعتراف منها بقساوة جرائمها بحق الشعب الجزائري· لم يحدث أن نسق الضحية مع الجلاد لإخراج تركيبة تحافظ على مشاعر من ارتكب مئات الآلاف من الجرائم في حق الأبرياء· وهل يملك الجلاد مشاعر إنسانية؟ وفي المسألة الفرنسية·· لماذا تريد فرنسا أن نتجاوز التاريخ، وهي التي رفضت تجاوزه عندما جرّمت الأرمن؟ لماذا لا تنسى فرنسا ما يسمى بجرائم العثمانيين في حق الأرمن وتريدنا نحن في الجزائر من فقدنا الملايين عبر 132 عاما أن ننسى كل ذلك الجرم الذي لا يغتفر في حق أمة وشعب؟·· وهل بيننا من ينسى؟