اعتبر الفشل في التشريعيات تمهيدا للتدخل الأجنبي رسالة الرئيس للقضاة: سنجربكم هذه المرة شبه رئيس الجمهورية، الانتخابات التشريعية القادمة، بتاريخ أول نوفمبر الذي مهد لثورة التحرير· وقال في خطابه الذي ألقاه يوم الخميس بالقاعة المتعددة الرياضات بمدينة أرزيو بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لتأميم المحروقات، ”إن مصداقية الدولة ستكون في الميزان خلال الاستحقاقات البرلمانية لهذه السنة، بالنظر إلى مجموعة من المتغيرات الدولية، يأتي على رأسها تلك المتابعة اللصيقة للعالم لما يجري من ترتيبات وتحضيرات بخصوص الانتخابات التشريعية وما ستفرزه من نتائج”، قال عنها الرئيس إنها ستكون الفيصل الحقيقي بين المراحل السابقة والتي ستأتي· ودون أن ينسى القاضي الأول في البلاد التحذير من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد في حال فشل الشعب الجزائري في إنجاح تشريعيات شهر ماي المقبل، وعاد بوتفليقة إلى أسلوبه الارتجالي في حديثه إلى الشعب الجزائري، من دون التقيد بخطابه المكتوب، حيث اضطر في كثير من المحطات إلى الخروج عن النص واستعمال أسلوب مباشر حاول من خلاله تمرير مجموعة من الرسائل إلى الشعب وممثلي الدولة، الأحزاب السياسية وكذا بعض الأطراف الأجنبية· وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حازما إلى أبعد الحدود، عندما طالب الشعب الجزائري بالخروج بقوة يوم 10 ماي المقبل من أجل المشاركة في الانتخابات التشريعية، محذرا من التخلف عن هذا الموعد الذي شبهه بتاريخ 1 نوفمبر· وقال في السياق ”أطلب من الشعب الجزائري أن يشارك في التغيير ولا ينتظر تحسن ظروفه وهو ماكث في البيت”، مستدلا بالآية الكريمة ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم”، وهي الفقرة التي أخذت حيزا من خطاب الرئيس حاول خلالها تحريض الشعب الجزائري قاطبة على المشاركة بنفسه في إحداث التغيير المنشود بواسطة إرادته الحرة في اختيار البرامج الصحيحة التي يرى أنها قادرة على تجنيب البلاد مشاكل جديدة ترسمها بعض المتغيرات القائمة في العالم في الظرف الراهن· حيث ركز بشكل كبير على مسألة ”سعي بعض الأطراف الأجنبية للتدخل في شؤوننا”، وهي الرسالة التي فهمها العديد من الحاضرين الذين غصّت بهم القاعة المتعددة الرياضات بمدينة أرزيو، حيث قاموا بشكل تلقائي يخاطبون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصوت واحد ”لا للربيع العربي في الجزائر”· وحاول القاضي الأول في البلاد أن يعطي العديد من الضمانات للطبقة السياسية في الجزائر وكذا الشعب بخصوص الظروف التي ستجري فيها الانتخابات التشريعية المقبلة، عندما طالب الإدارة وممثليها بالتزام الحياد التام وأن يحترموا حق الناخبين في اختيار ممثليهم على مستوى الهيئة التشريعية المقبلة، قائلا ”إنني أجدد التأكيد على ضرورة حياد الإدارة التام وانضباط أعوان الدولة في أداء مهامهم، وعلى التزامهم الكامل بتطبيق القانون وتنفيذ ما يصدره القضاء من أحكام”، قبل أن يلجأ إلى استعمال أسلوب مباشر جاء غاية في الدقة هدد من خلاله كل ”من يتورط في مخالفة القانون أو يقصر في أداء واجبه المهني أو يعرقل نزاهة العملية الانتخابية”· وعلى نفس السياق أيضا، توجه الرئيس بوتفليقة إلى المنظومة القضائية التي ستشرف بدورها على مراقبة الانتخابات التشريعية المقبلة برسالة واضحة، حيث خاطب كل القضاة ”إن الانتخابات التشريعية ستكون اختبارا حقيقيا لمصداقية القضاء وفرصة لتعزيز دوره الحيوي في تكريس الديمقراطية وترقية الحقوق السياسية في المجتمع”· ردا على دعوات الترشح لعهدة رابعة بوتفليقة: البقاء لله والدوام لله خلا الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقاعة المتعددة الرياضات بمدينة أرزيو، من العديد من البروتوكولات المعتادة، لعل منها عدم توقف الحاضرين في القاعة عن مقاطعة الخطاب والدخول معه في حوار مباشر كثيرا ما تفاعل معه الرئيس وفي واحدة من هذه المحطات نهض جمع غفير من العمال ليطالبوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لعهدة رابعة ليتجاوب معها حتى بعض البرلمانيين والأعضاء في مجلس الأمة أيضا، غير أن الرئيس فضل أن يطلق ابتسامة عريضة مسجلا لحظة صمت، قبل أن يجيب بلغة الإشارة والتلميح قائلا ”البقاء لله والدوام لله”، من دون أن يضيف أي تعليق آخر على أصحاب الطلب·