تحولت القاعة التي احتضنت الخميس الماضي الخطاب الأول الذي ألقاه المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة في حملته الانتخابية التي بدأها من ولاية باتنة إلى فضاء للبكاء والعويل من قبل العديد من النسوة وحتى الطاعنات في السن، اللواتي حضرن القاعة في ساعات مبكرة أملا في التقرب من ''بوتفليقة'' لاحتضانه وتقبيله،إلى درجة أنهن لم يتوقفن عن مناداته ومقاطعة حديثه طيلة 45 دقيقة من الزمن. طيلة ساعتين من الزمن وقبل أن يلتحق بوتفليقة بالقاعة متعددة الرياضات،لم يتوقف الحاضرون الذين قدموا من مناطق مختلفة لمناصرة مترشحهم المستقل، الرقص على أنغام مطرب الشاوية كاتشو كما لم يتأخروا ولو لثانية في الظهور والتظاهر بشكل ملفت للانتباه أمام عدسات كاميرات الصحافة الوطنية والأجنبية،حاملين لافتات كتبت عليها عبارات تشيد بإنجازات بوتفليقة طيلة عهدتين كاملتين،وأخرى تخاطبه بأنه رئيسهم الوحيد مدى الحياة،ليغادروا بذلك أماكنهم رافضين الجلوس،مخترقين الفضاء الذي خصص للصحافة،فالمهم بالنسبة لهم البحث فقط عن فرصة قد لا تعوض وهو الاقتراب من مرشحهم الذين صوتوا لفائدته وحتى قبل 9 أفريل المقبل..موعد الانتخابات الرئاسية. فقط لتقبيله وتحضينه،غير أن بوتفليقة الذي بدا جد سعيد وهو يلقي خطابه ارتجاليا،بالقاعة متعددة الرياضات،فلم يتأخر حينها في السماح لامرأتين في الاقتراب منه، لدرجة أن إحداهن قالت فيه شعرا..اهتزت له القاعة..مما دفع بالنسوة وحتى الطاعنات في السن بالاحتجاج لدى الأمن الرئاسي للسماح لهن صعود المنصة.. في إشارة منه على الفئات التي لم تشملها المصالحة الوطنية،بوتفليقة: ''أتعهد بمواصلة تطبيق ميثاق السلم بحذافيره إذا انتخبت رئيسا'' تعهد المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بحرصه الكبير على مواصلة تطبيق ما تم الاتفاق عليه في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية إذا تم انتخابه مجددا على رأس الجمهورية لعهدة ثالثة،إشارة منه إلى الإفراج عن تدابير وإجراءات جديدة لفائدة الأشخاص الذين لم يشملهم ''الميثاق''. ودافع المترشح المستقل الذي بدأ حملته الانتخابية من عاصمة الأوراس ''باتنة'' خلال الخطاب الذي ألقاه بالقاعة متعددة الرياضات،بشدة عن المصالحة الوطنية،حين أضاف قائلا:''بالأمن والاستقرار تبنى الأشياء وبالعنف تهدم الأشياء فالشعب جرب العنف وعاش تجربة جد مريرة فتأكد أنه لا بد من المصالحة الوطنية''، مشددا في السياق ذاته أن الجزائر ليست ملكا للاستئصالين والإسلاميين وإنما هي ملك للجميع.