أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس، ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة وسط أجواء احتفالية مميزة عاشتها القاعة البيضوية بمركب محمد بوضياف، وعرفت حضور العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والرياضية• وقد حاول الرئيس المترشح لولاية ثالثة تمرير العديد من الرسائل السياسية والتأكيد على أن "فترة توليه مقاليد الحكم في البلاد عرفت تحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، مبرزا أهمية الاستقرار الذي تحتاج إليه الجزائر بعد الأزمة الأمنية التي كانت تتخبط فيها خلال السنوات الماضية"• وكانت الرسالة الأولى موجهة للمشككين في مسار المصالحة الوطنية، حيث أكد الرئيس أن برنامجه الانتخابي المقبل سيسعى من خلاله إلى ترقية المسعى، ومن ثمة العمل على بناء اقتصاد قوي ومتنوع، مع تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وتوفير المزيد من الآليات العمومية التي تسمح بخلق مناصب شغل جديدة• وبدا الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في صحة جيدة وفي لياقة بدنية معتبرة، حيث قطع الرواق المؤدي من المدخل الرئيسي إلى المنصة بخطوات متسارعة، وكأنها إشارة إلى "المشككين في عدم إمكانية المترشح مواصلة مهمته الرئاسية بعد المرض الذي عانى منه في السنتين الأخيرتين"• ووجد المترشح في استقباله عشرات الآلاف من الحناجر التي كانت تهتف بحياته، حتى أن البعض انتابه الخوف من أن "يخيب ظنّهم بعدم الترشح" بعدما تردد أن قيادات أحزاب التحالف لم تكن متيقنة من ترشح الرئيس إلى آخر لحظة، رغم أن "الجميع على دراية بأن المهرجان الشعبي هو من أجل الإعلان عن الترشح لعهدة ثالثة"• وحاول المترشح من خلال خطابه توجيه إشارات إيجابية للفاعلين في مختلف المجالات، مثل أحزاب التحالف الرئاسي، المنظمات الجماهيرية، أرباب العمل، المستثمرين، المجتمع المدني وكل المواطنين الذين طالبوه بالترشح لعهدة ثالثة ومواصلة مسار التنمية الذي بدأه منذ عقد من الزمن• وأبرز بوتفليقة أن "مثل هذا المطلب لا يجب البقاء مكتوف الأيدي أمامه، وكان لزاما الاستجابة للواجب ومواصلة العمل من أجل بناء جزائر قوية وموحدة يجد فيها كل مواطن ضالته"• وكانت عملية التحضير لهذا المهرجان الشعبي قد انطلقت منذ فترة، حيث تم إشراك الأطراف التي ساندت ترشح الرئيس لعهدة ثالثة، وعملت على توفير جميع الوسائل لإنجاح هذا الموعد•