ذكرت صحيفة ”أوبزيرفر” البريطانية في عددها الصادر أمس، أن جماعات ليبية مسلحة ”متطرفة” قامت بتخريب ونبش وتدنيس وتحطيم المقبرة العسكرية في مدينة بنغازي، حيث دُفن الجنود البريطانيون الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية · وقالت الصحيفة إن القبور تظهر وهي تُدمر من قبل ما يبدو أنها ميليشيا ”منطرفة” في شريط فيديو صوّرته الجماعة بنفسها ويظهر فيه أكثر من 30 عنصراً مسلحا وهم يحطمون شواهد القبور، في حين يقوم آخرون باستخدام المطارق لتكسير التوابيت· وقال أحد المسلحين يصرخ ”حطموا صليب هؤلاء الكلاب”، بينما يقوم آخر بالصعود إلى سلم لتحطيم الصليب على نصب أُقيم تكريما للجنود القتلى في المقبرة العسكرية البريطانية بالقرب من مدينة بنغازي· وتضم المقبرة رفات أكثر من 100 جندي بريطاني ومن دول الكومنويلث قاتلوا تحت إمرة القائد العسكري برنارد مونتغمري في الجيش الثامن البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية· وأشارت الصحيفة إلى أن تدنيس المقبرة العسكرية البريطانية سبب صدمة في كل من بريطانيا وليبيا، حيث أصدر المجلس الوطني الانتقالي الحاكم اعتذاراً في مواقعه على شبكة الانترنت· وقالت ”إن مسؤولاً ليبيا حمّل ثلاثة شبان مسؤولية تدمير المقبرة العسكرية البريطانية في بنغازي، لكن شريط الفيديو أظهر أن الهجوم كان منظماً مسبقاً، حيث دخل المهاجمون إلى المقبرة وهم يحملون المطارق وسلماً”· وأوضحت الصحيفة أن أياً من الجناة لم يتم اعتقاله على خلفية الهجوم على المقبرة، ولتي تعد واحدة من عشرات المقابر التي بنتها لجنة الكومنويلث لمقابر الحرب في ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية· ونسبت إلى متحدث باسم اللجنة قوله ”تلقينا تقارير عن تخريب مقبرة ثانية بالقرب من بنغازي ونحن بانتظار تقرير مفصل، بعد تعرض شواهد القبور في المقبرتين للتحطيم والتشويه”·
وفي الأثناء، أسس ”إسلاميون” ومستقلون ليبيون بعد اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في طرابلس؛ حزبا سياسيا جديدا انتخبوا عضوا في جماعة الإخوان المسلمين رئيسا له· وانتخب محمد صوان السجين السياسي السابق في عهد معمر القذافي الذي منع إنشاء الأحزاب السياسية تحت طائلة الملاحقة بتهمة الخيانة، رئيسا لحزب العدالة والبناء بأصوات 51 بالمائة من مئات المشاركين الذي حضروا، في التصويت الذي جرى برفع الأيدي· ودعي المشاركون أيضا إلى التعبير عن مواقفهم من سلسلة من القضايا التي تتعلق بالحزب الجديد· وقال صوان في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ”سجنت خلال حكم القذافي لأنني حاولت مرارا تأسيس حزب سياسي وأنا ممتن للناس هنا كونهم منحوني ثقتهم”·
من ناحية أخرى، كشف مسؤول ملف السياسات بالمجلس الانتقالي الليبي فتحي البعجة أن المجلس ضعيف وهش، مقرا في الوقت نفسه بفشل المجلس في الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية وعدم سيطرته على مرافق حيوية في البلاد رغم مرور أشهر على سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي· وقال البعجة في تصريحات لقناة ”الجزيرة” أمس ”هناك ثلاثة تحديات أمنية وعسكرية واقتصادية تواجه عمل المجلس قبل مائة يوم من انتخاب المؤتمر الوطني”، مستبعدا تحقيق المهام التي لم يتمكن من تحقيقها في السابق خلال هذه المدة، وهي بسط الأمن وإعادة بناء الجيش الوطني·