قدمت السلطات الليبية اعتذارا رسميا بعد بث مقطع فيديو يظهر مسلحين في مدينة بنغازي يعتدون على قبور جنود بريطانيين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.وقالت لجنة مراقبة مقابر الكومنولث وهي منظمة تتكون من ممثلي ست دول إن المسلحين حطموا شواهد القبور في مقابر الكومنولث والمقابر العسكرية البريطانية في بنغازي.وتعهد المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتعقب ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.وأظهر مقطع الفيديو الذي تم تصويره من قبل المسلحين عشرات من الرجال وهو يقومون بهدم شواهد القبور ومحاولتهم تحطيم صليب في المقابر.ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس جابرييل غيتهاوس إن المسلحين أشاروا خلال مقطع الفيديو إلى استهداف قبور "الكلاب المسيحيين" والنصب التذكارية اليهودية.وأضاف المراسل أن الاعتداء كان " هادئا وعفويا".ويعتقد أن هذا الاعتداء جاء ردا على حرق المصحف على ايدي جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية في أفغانستان.ونشرت لجنة قبور الكومنولث بيانا على موقعها على الانترنت قالت فيه إن " شواهد القبور تحطمت وشوهت".ويعتقد أن المسلحين حطموا أكثر من 109 شهود قبور في مدافن بنغازي العسكرية.وأَضافت اللجنة إنها ستجري احصاءا لعدد القبور التي تم الاعتداء عليها ولكن عندما تستقر الأمور في المنطقة.وفي المقابل أصدر المجلس الانتقالي الليبي بيانا قال فيه " إن بعض الأشخاص اعتدوا على قبور غير المسلمين في بنغازي ومن بينهم قبور جنود بعض الدول الصديقة مثل بريطانيا وايطاليا". أعرب المجلس عن أسفه العميق وإدانته الشديدة لهذا الاعتداء وتعهد بمعاقبة المسؤولين عنه.وعلمت بي بي سي إنه أثناء الاعتداء على مقابر الجنود البريطانيين تدخل بعض الشيوخ لوقف الاعتداء.ووقع اعتداء مماثل شرقي بنغازي على مقابر جنود ايطاليين قتلوا في الحرب العالمية.ويقول مراسل بي بي سي إن مقابر الكومنولث في ليبيا تحظى باحترام الجميع ولم يمسسها أحد حتى خلال الثورة التي أطاحت بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي.وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد وضع اكليلا من الزهور على مقابر الكومنولث خلال زيارته التي قام بها إلى بنغازي في يونيو / حزيران الماضي.