مساء أول أمس الخميس وصلت آخر الرسائل المهمة في مسلسل رسائل أزمة حركة الشيخ الراحل محفوظ نحناح، رحمة الله عليه. رسالة كبيرة لدرجة أنها لم يسعها مكان غير ملعب عشرين أوت الشاهد في حي بلوزداد الشهيد. رسالة كبيرة لحد أنها احتاجت عشرين ألف يد لكتابتها لكنها رسالة جد مختصرة صاغتها الأكف والحناجر على منوال نشيد الوعد تقول ''لن نعترف بغير الشرعية'' شرعية الحركة الأصيلة الواعية كما بناها الراحل محفوظ نحناح ورفيق دربه محمد بوسلماني وشرعية القيادة المنتخبة بالشورى والديمقراطية في المؤتمر الرابع، وشرعية المنهج الثابت على خدمة الإسلام والجزائر وفلسطين وفق معالم الوسطية والتدرج والاعتدال. هذه آخر رسالة، ولعلها لن تكون الأخيرة، لكنها الرسالة التي نسخت ما قبلها وينبغي أن تحكم ما بعدها فهي رسالة الحقيقية الوحيدة التي يصنعها المناضلون العاملون في الجزائر العميقة ليقرأها كل ذي عقل وسمع وبصر.. رسالة لم يصنعها التضليل الإعلامي ولا حسابات الكواليس المظلمة أو لقاءات الغرف المغلقة. رسالة تكاد خاتمتها تنطق على وزن القول المأثور للإمام أحمد بن حنبل حين كان يتحدى خصومه فيقول: ''بيننا وبينكم الجنائز''، فهل نقول ''بيننا وبينكم الملاعب''؟!